أكد، أمس، خبراء من المنظمة العالمية لمرض "التلاسيميا" أو ما يعرف بمرض فقر الدم الوراثي، أن جميع الدول والتي ينتشر فيها هذا النوع تتوفر على إستراتيجية وطنية للوقاية والتقليل منه، موضحين ان الجزائر من بين الدول القليلة التي لا تملك مخططا او برنامجا لهذا المرض، في الوقت الذي يقدر عدد المصابين به على المستوى الوطني ب 3 آلاف فرد، أي ما يقارب 3 بالمائة من مجموع السكان، مرجعين ارتفاع هذا العدد إلى غياب إستراتيجية وطنية. وكشف رئيس الفدرالية العالمية للتلاسيميا "بانويس انجليزوس" خلال تدخله، أمس، بفوروم المجاهد أن الفدرالية تسعى لنقل خبراتها وتجاربها التي خاضتها عبر مختلف بلدان العالم، التي قامت بزيارتها ومساعدة وزارة الصحة العمومية لوضع مخطط للوقاية من المرض وتكوين الخبراء والأطباء في هذا المجال، وتقديم الإعانات للجمعيات، مضيفا أنه من بين أهم الإجراءات الوقائية التي تقلل من انتشار المرض، هي توعية الأفراد وتشجيعهم الرجل أو المرأة المقبلين على الزواج على الخضوع لفحص مبكر والقيام بتحليل دم بسيط والذي يبين إن كانا حاملين لجينة المرض، وبالتالي احتمال نقل المرض لأبنائهم. ففي حالة حملها لهاته الجنات، يتم منعهم من الزواج، مستدلا بذلك في أنه تم اعتماد هذا الإجراء بقبرص التي كانت تعد من بين أكبر البلدان المحتوية على المرض، وباعتمادها لهذا الإجراء تم خفض نسبته. كما أضاف رئيس الفدرالية العالمية أنه في الوقت الراهن، وعلى المستوى العالمي، يتوفر على ثلاثة أنواع من الأدوية لعلاج المرض، في مقدمتها الحقن التي تكون ملتصقة بجسم الإنسان لمدة 12 ساعة. لكن بحكم غلائها، حال دون توفرها لدى جميع الأفراد. أما العلاج الثاني، فهو دواء "ديفيربون"، هذا الأخير لديه مضاعفات جانبية التي لا يمكن التنبؤ بها في حال استعمال هذا العلاج، والمتمثلة في هبوط شديد في الخلايا المناعية للدم، ما يؤدي إلى تسمم جرثومي قاتل في بعض الحالات، باعتبارها من النوع التحسيسي والتي تظهر بشكل مفاجئ بعد أيام قليلة من استخدامه، هذا ما جعل الأبحاث تتواصل للخروج بدواء فعال، وهو "أكس جاد" المتداول عالميا. والمشكل المطروح بخصوصه، أنه ليس معوضا لدى الضمان الاجتماعي، كما أنه لا يوجد إلا في المستشفيات. كما أشار المتحدث إلى أنه كان سابقا يعتمد على حقن الدم مرة كل شهر مدى الحياة، كون أن هذه الفئة كريات دمها لا تعيش كالأفراد الأصحاء، إلا أن هذه العملية المتكررة شهريا تؤدي إلى ترسب الحديد داخل بعض أجزاء من الجسم، وهي القلب والكبد والكلى، مما يحصل عنه إتلاف هذه الأعضاء، وهذا إذا لم يأخذ المريض دواء لتكسير الحديد المترسب. من جهتها، أكدت الدكتورة "اندرولة انفتيريو" الأمينة العامة للفدرالية أن الأطفال المصابين بهذا المرض، إذا تم الاعتناء بهم، فإنه بإمكانهم العيش حياة عادية. أما إذا لم يلقوا الاهتمام والرعاية اللازمين، فإنهم سيموت ببلوغهم سن العشرين.