أجمع المختصون على وجود أكثر من 3 آلاف إصابة بمرض فقر الدم المزمن المعروف ب“التلاسيميا“ بالجزائر، وهو المرض الذي يصنف ضمن الأمراض المزمنة النادرة والخطيرة، ومع ذلك فإن الجزائر لا تملك استراتيجية وطنية للتكفل بالمرضى وعلاجهم. أشار أعضاء المكتب التنفيذي للفيدرالية العالمية للتلاسيميا، خلال الملتقى الذي نظم أمس بمنتدى المجاهد، إلى أن الفدرالية تركز في عملها على ثلاثة أهداف رئيسية في علاج مرض التلاسيميا أو مرض فقر الدم المزمن عبر العالم، تتمثل في إعطاء فرص علاج متساوية لكل المرضى، وكذا التركيز على الوقاية خاصة وأن سبعة بالمائة من حملة المرض تعود لأسباب وراثية، إضافة إلى تحسين طرق العلاج وتطوير الأدوية. وذكر المشاركون أن حضورهم إلى الجزائر كان من أجل نقل المعارف والخبرات التي تخص المرض من الدول الأوربية إلى الجزائر، بالإضافة إلى تقديم يد المساعدة للمراكز التي تتكفل بعلاج المصابين. ويعتبر مرض التلاسيميا أحد الأمراض المزمنة التي تنتقل وراثيا من الوالدين في حال وجود قرابة بينهما، والذي يسبب فقر الدم هو خلل في الموروثات التي تحكم تصنيع “الهيموغلوبين“، ما يسبب نقصا أو عدم وجود الهيموغلوبين الطبيعي في كريات الدم الحمراء، الأمر الذي يؤدي إلى هشاشة العظام، كما يخلف المرض مضاعفات على مستوى بعض الأعضاء مثل الكبد، البنكرياس والقلب، وهو الأمر الذي يتسبب في صرف أموال أخرى لعلاج هذه المضاعفات. وحسب المختصين فإن معالجة المرضى المصابين بداء فقر الدم المزمن تتم بنقل الدم على الأقل مرة في الشهر، وهنا تطرح مشاكل أخرى في نقص دم المتبرعين، ونقص أدوات تصفية الدم ما ينعكس على صحة المرضى. من جهة ثانية، وحسبما أفادت به الإحصائيات الأخيرة فإن كل من مستشفى مصطفى باشا الجامعي ومستشفى عنابة، يسجلان 250 ولادة مصابة بفقر الدم المزمن سنويا، حيث تم إحصاء أكثر من 3 آلاف إصابة بداء تلاسيميا، وهو ما يعادل 3 بالمائة من سكان الجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن المرض خطير وقاتل بالنسبة للمواليد الجدد في حالة عدم التكفل بهم فور ولادتهم، كما أن المصاب بالتلاسيميا لا تتجاوز فترة حياته حدود العشرين سنة. وورد على لسان رئيس جمعية “الحياة“ لمرضى التلاسيميا بولاية الطارف، عبدي خميسي، أن ولايته وحدها تحصي 2500 إصابة، منهم 700 مصاب متمدرس. في حين توجد ثلاثة مستشفيات بالمنطقة، إلا أنها تفتقر لمصلحة لمعالجة فقر الدم المزمن، بالإضافة إلى بعدها بعشرات الكيلومترات عن أماكن إقامة المرضى. من جهته، قال رئيس جمعية الجزائر العاصمة لمرضى التلاسيميا إن الجزائر تحصي 3500 حالة عبر الوطن، مؤكدا أن ظروف العلاج كارثية، بالإضافة إلى أن تحاليل الدم التي من المفروض أن تجرى كل ثلاثة أشهر لا تتوفر على مستوى المستشفيات.