أدان مجلس الأمن الدولي أمس، المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين من نشطاء "اسطول الحرية" لكسر حصار غزة في المياه الإقليمية الدولية دون توجيه أي إدانة مباشرة إلى إسرائيل، وذلك عقب ضغط مارسته الولاياتالمتحدة كعدتها لتوفير غطاء لحماية جرائم إسرائيل "الوحشية". ما يعني أن إسرائيل ستستمر في مجازرها مستقبلا دون ردع، في ظل وجود غطاء دولي يحميها. واكتفى البيان الختامي الصادر عن مجلس الأمن بعد ساعات من المشاورات المتواصلة، "بالمطالبة بتحقيق كامل في الهجوم على أسطول الحرية عبر لجنة تحقيق مستقلة وذات مصداقية مطابقة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني".في حين رفض مجلس الأمن مشروع القرار الذي تقدمت به تركيا والذي يقضي بعمل تحقيق مستقل أوتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن الهجوم على "أسطول الحرية". ووصف المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبوزهري، قرار مجلس الأمن الدولي المندد بالهجوم الصهيوني على أسطول الحرية، بالمنقوص ولا يحل المشكلة. لا سيما وأن الإدانة لم تكن موجهة بشكل مباشر للاحتلال، رغم فظاعة المجزرة التي ارتكبها في حق نشطاء كانوا يهدفون إلى كسر الحصار التجويعي على غزة، في ظل الصمت الدولي على غطرسة إسرائيل في الكنطقة . وأكد أبوزهري في تصريح صحفي، أن المطلوب من مجلس الأمن هو إصدار قرار دولي ملزم للاحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة، لأن جوهر المشكلة هوالحصار المفروض على القطاع الذي مضى عليه أربعة سنوات.موضحا أنه إذا لم يتم هذا الأمر فإن التوتر سيستمر والأزمة ستتفاقم لأن شعوب العالم الحر لن تتحمل استمرار الحصار أكثر من ذلك وستستمر جهودها لكسر الحصار. أما الموقف الأمريكي في مجلس الأمن، فقد حال دون إصدار بيان رئاسي يدين الاحتلال بشكل مباشر وهوالموقف الذي يبرهن مجدداً على انحياز الإدارة الأمريكية لصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب القانون الدولي والحقوق الإنسانية.وبالتالي المراهنة على الدور الأمريكي في المنطقة فاشل وهوما يستدعي إعادة حشد الجهد العربي والإسلامي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المدعومة أمريكياً. من جهته دعا مندوب فلسطين، خلال الجلسة العلنية، إلى إجراء تحقيق مستقل في العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية في المياه الدولية، والذي تسبب بمقتل 20 من الناشطين الذين كانوا على متن إحدى سفنه الستة.داعيا إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين من الناشطين، الذين ساقتهم القوات الإسرائيلية مع سفنهم إلى ميناء أسدود. في المقابل، ادعى مندوب الاحتلال الإسرائيلي أنه كان من الممكن تحاشي ما حصل، في إشارة إلى الهجوم على الأسطول، لوقبل الناشطون التوجه إلى ميناء أشدود. فيما غادر ممثلو تركيا ولبنان وفلسطين قاعة المجلس عندما بدأ المندوب الإسرائيلي لدى المجلس بالادلاء بمزاعم حول المجزرة . مدعيا أنه لا يوجد بينهم نشطاء سلام.