بعد أيام من تلويح تركيا بتنظيم أكبر أسطول إغاثة لغزة بمصاحبة سفن حربية، وذلك على خلفية المجزرة الفظيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عرض المياه الإقليمية أسفرت عن استشهاد 20 شخصا معظمهم أتراك، فاجأ المسؤول في الحرس الثوري الإيراني "علي شيرازي" الجميع بالإعلان عن خطوة مماثلة، حيث كشف أن قوات الحرس الثوري مستعدة لتوفير حراسة عسكرية لسفن الشحن التي تحاول كسر الحصار الإسرائيلي. و"أكد شيرازي "وهو ممثل مرشد الجمهورية علي خامنئي في الحرس الثوري، أن القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني على أهبة الاستعداد بكل قدراتها وإمكانياتها لحراسة قوافل السلام والحرية إلى غزة ومنع أي عدوان اسرائيلي على قوافل السلام. مضيفا أنه في حال ما إذا أصدر خامنئي أمرا بهذا الشأن فإن القوات البحرية في الحرس الثوري ستبذل قصارى جهدها لتأمين السفن. من جهتها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيراني أمس، أنها سترسل سفينتي مساعدات إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هذا الأسبوع. وقال أمين عام الهلال الأحمر الإيراني عبد الرؤوف أديب زادة، أن الجمعية قررت إرسال مساعدات فورية إلى غزة بعد الاعتداء لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية. مضيفا أن السفينة الأولى ستحمل مواد غذائية بينما تحمل السفينة الثانية متطوعين إنسانيين وأجهزة وطواقم طبية بهدف إنشاء مستشفيات متنقلة في قطاع غزة. وأكد متكي على ضرورة استمرار التحركات الدولية لكسر الحصار ضد غزة، قائلا :" من حسن الحظ أن الجريمة الإسرائيلية الأخيرة ضد أسطول الحرية لم تؤد إلى وقف التحركات الشعبية بل أبحرت سفينة مساعدات إنسانية أخرى من ايرلندا نحو القطاع، العديد من الدول والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان أكدت بأنها ستنظم قوافل إنسانية جديدة لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة" " ورغم أن متكي لم يوضح كيفية إنهاء الحصار على غزة، إلا أن الموقف يتطلب حاليا موقفا إسلاميا وعربيا موحدا وعلى وجه السرعة لإجبار إسرائيل على إنهاء حصار غزة، فالإدانات الدولية المتصاعدة ضد إسرائيل، تتطلب التحرك بطريقة منظمة ومنسقة وبعيدة عن المزايدات لترجمة هذا التعاطف العالمي إلى نتيجة مثمرة. ومع تلويح تركيا بتنظيم أسطول ضخم لكسر الحصار على غزة، فإن إسرائيل ستجد نفسها في حرج ولن تجرأ هذه المرة على الاعتداء على السفن، فتركيا باعتبارها عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفي حال مرافقة سفن حربية تركية لقوافل إغاثة غزة، فإن إسرائيل ستفكر مليا، بالنظر إلى أن تكرار مجزرة أسطول الحرية يعني مواجهة عسكرية مباشرة مع أنقرة وهو أمر يعني تدخل حلف الناتو ضد إسرائيل، وبالطبع، فإن واشنطن لن تسمح بمثل هذا السيناريو الخطير الذي يهدد علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا.