بسرعة تماثل سرعة تنفيذ الصهاينة لعملياتهم المباغتة ضد العزل في أسطول الحرية، شجبت الحكومات العربية ونددت، في انتظار قمة طارئة لوزراء الخارجية العرب، "وليس وزراء الدفاع العرب"، وأستطيع أن أتصور ما سيدور خلال الجلسة الطارئة التي تأخرت يوما كاملا انتظارا لتعطر وتزين وزراء العرب والظهور على القنوات في كامل أناقتهم ودبلوماسيتهم وتهذيبهم. قلت أستطيع أن أتصور ما سيدور خلال هذه القمة بين وزراء الدول العربية، سيصل بهم الاختلاف أشده، لأن أبو الغيط وزير خارجية مصر المحروسة، سيطالب بالتنديد، ولكن بعض المسؤولين عن الخارجية العربية، سيرفضون هذا الطرح، وسيطالبون بالشجب القوي والاستنكار العنيف، وطبعا أبو الغيط سيطالبهم بضبط النفس وتفويت الفرصة على الإسرائيليين، وكالعادة يصدرون بيانا سبق إصداره في الاعتداء على غزة، كما سبق إصداره في الاعتداء على لبنان وعقب مجاز صبرا وشتيلا وغيرها من الجرائم الإسرائيلية، مع تغيير التاريخ والمناسبة فقط. في مقابل هذا، هل شاهدتم في الفضائيات العربية مسؤولا عسكريا عربيا يدلي بدلوه في ما حدث لسفن الإغاثة؟ كل من مروا على الفضائيات يرتدون طواقم أنيقة ويتعطرون بعطور باريسية، ربما تصنعها شركات إسرائيلية تحدثوا عن القانون الدولي وعن مجلس الأمن الذي تمخض فلم يلد حتى تنديدا، لذا لا يتوجب علينا انتظار شيء، لأن الحكاية نفسها ستتكرر كما تكررت عملية دير ياسين وتكررت عملية صبرا وشتيلا، وأحداث غزة واحتلال لبنان، وسيرافق كل هذا تنديد عربي وشجب دولي. وفي انتظار شجب جديد وقمة طارئة أخرى تأتي بعد أسابيع، مشكور شجبكم، ومبارك تنديدكم يا عرب.