في إطار التحرك العربي الهزيل للرد على الجريمة الإسرائيلية في قطاع غزة والتي خلفت حسب آخر حصيلة ما يقارب 300 شهيد، دعت سوريا وقطر إلى عقد قمة عربية طارئة في الدوحة هذه المرة وليس في القاهرة، وقد تمت الاستجابة لهذه الدعوة خلال اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية مساء السبت في العاصمة المصرية، وستعقد القمة الجمعة القادم. * والغريب أن الزعماء العرب وكعادتهم اختلفوا بخصوص عقد هذه القمة وأيضا من مكان انعقادها، حيث سارعت السلطات المصرية مثلا إلى إبداء تحفظها، وقالت أنها تريد عقد اجتماع على مستوى وزاري وبعدها يبحث المقترح الخاص بعقد قمة عربية طارئة، وما إذا كان هناك حاجة لها. وبحسب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فإنه سيعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الأربعاء القادم في القاهرة. * وبخلاف مصر التي تتعرض لانتقادات داخلية وخارجية بسبب موقفها المتخاذل من التطورات الجارية، رحبت السعودية بعقد قمة عربية لبحث "تداعيات العدوان" على القطاع الذي قررت المملكة تقديم مساعدات طبية له ونقل جرحى منه لمعالجتهم في مستشفياتها. كما أن ملكها عبد الله بن عبد العزيز اتصل هاتفيا بالرئيس الأمريكي جورج بوش السبت مطالبا بتحرك للقوى الكبرى لوقف الجريمة الإسرائيلية على غزة. * ويذكر أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا أمس اجتماعا في مسقط لبحث تداعيات ما يجري في غزة.. * ومن جهتها وافقت العديد من الدول عن استعدادها للمشاركة في هذه القمة ومن بينها الجزائر وسوريا ولبنان والسودان واليمن.. في حين أن العقيد الليبي معمر القذافي أعلن رفضه المشاركة "طالما لسنا قادرين على التحرير ولا صد العدوان ولا إيقاف المذابح ماذا تعملون بالاجتماع.."، وطالب القذافي بأن يكون الرد على المجزرة الإسرائيلية أن تسحب ما تسمى المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل . * وكان وزير خارجية قطر حمد بن جاسم قد أكد أن الهدف من عقد القمة الطارئة هو "اتخاذ موقف عربي موحد لمساعدة إخواننا ضد الحصار الذي نتجت عنه كل هذه التبعات". * وفي الوقت الذي يتجادل العرب بخصوص عقد القمة من عدمها، دعت إيران الدول الإسلامية إلى معاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة، واستنكر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ما أسماه "الصمت المشجع" الذي يبديه بعض القادة العرب، وقال أنه "من واجب جميع المجاهدين الفلسطينيين والمؤمنين في العالم الإسلامي الدفاع عن النساء والأطفال العزل في غزة وسيكونون في مراتب الشهداء إذا ما قتلوا" في هذا الصراع. * ومن جانبها وجهت رابطة العالم الإسلامي دعوة إلى حكومات الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى بذل مساع عاجلة لدى المنظمات الدولية والدول المحبة للسلام لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفك الحصار عنها، مناشدة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العالم بذل مساعيها العاجلة لإنقاذ أهالي القطاع من مجازر العدوان الإسرائيلي. *