تتواجد مقبرة شرشال المتموقعة بأعالي البلدية في وضعية أقل مايقال عنها أنها كارثية جراء مشاهد الإهمال التي طالتها لطيلة سنوات من الزمن في ظل صمت السلطات المحلية التي يبدوأن قضية المقبرة ليست ضمن أولويات واهتمامات أجندتها، فالزائر لهذا المكان في أي يوم من أيام الأسبوع يختاره، سيقف حتما على مشاهد مشينة ومخزية يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان تجعله ربما يقول في قرارة نفسه انه:"حتى الموتى الذين يدفنون تحت الثرى لم يسلموا هم الآخرون على غرار الأحياء من التهميش والإقصاء ". فانت تجول وتصول بفضاء هذا المكان الهادىء والساكن ستصادفك نباتات كثيفة نمت بشكل مذهل وأشوك ضارة طالت سيقانها حتى سدت كل منافذ المسالك وغطت القبور عن آخرها ما يتعسر على أهل الموتى إيجاد ذويهم الذين لا يعثرون عليهم في أحايين كثيرة إلا بشق الأنفس. وعلى الصعيد ذاته لفت انتباهنا ونحن نجول ونصول بالمكان اهتراء السياج الذي تآكل بشكل كلي ولم يعد له من أثر ما سهل على الأغنام والماعز في أن تقتحم المكان بحثا عن كلئها المفضل تاركة وراءها فضلاتها المقرفة التي تعم كل أرجاء المقبرة فضلا عن انشار القاذورات وقارورات الخمر المرمية، ما أثار تذمر كل المواطنين الذين التقينا بهم يزورون أهلهم معبرين عن سخطهم من الوضع الفضيع والدنيء الذي آلت إليه مقبرة شرشال. ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل يتعداه إلى أن المكان الذي يجب أن يكون طاهرا وبعيدا عن كل الشبهات والفواحش، تحول في الآونة الاخيرة إلى مرتع للمنحرفين الذين يتسللون إلى الداخل لشرب الكحول وتعاطي المخدرات ناهيك عن تحول المحيط الخارجي إلى مقصد للشباب من ذوي القلوب المريضة والنفوس العليلة لممارسة طقوس الرذيلة والفاحشة مدنسين بذلك حرمة المقبرة، وما نتاسف له حقا ان كل الجهات على علم بما يحدث بالمقبرة من خروقات وانتهاكات خطيرة في حق موتانا هؤولاء الذين يستحقون منا نحن الأحياء على الأقل أن نوفر لهم الراحة التي افتقدوها طيلة حياتهم ... لكن لا أحد تحرك ساكنا لحد اللحظة فلا حياة لمن تنادي .