وتزداد الحالة تدهورا والحال ينذر بالكارثة بعد تدفق قنوات الصرف الصحي للمياه القذرة المتسربة من البيوت الفوضوية المجاورة لها، مما زاد من تدهور الوضع بالمقبرة بعد دخول السيارات فيها، وما تتسبب فيه من إتلاف دون مراعاة حرمة الأموات في مدينتهم الخالدة• من جهتهم أرجع عمال المقبرة هذا الإهمال والتهاون في تدارك الوضعية وتنظيف المقبرة إلى النقص المسجل في عدد العمال الذين لا يتعدى عددهم 45 عاملا، موزعين على مساحة تقدر ب 180 هكتار، ما جعلهم يطالبون الإدارة الوصية للبلدية بتوظيف عمال جدد لتحسين الوضعية، إلا أن مسيري وكالة تشييع الجنائز وكذا مجلس الإدارة لبلدية وهران الذي يعد الهيئة العليا للوكالة يضيف عمال المقبرة يرفضون ذلك المطلب في ظل الانتشار الواسع للحيوانات الضالة والأفاعي، التي تتواجد بأعداد كبيرة بين الحشائش والنباتات العشوائية• ويضيف المتحدثون أنه لا يمكن القضاء على هذه الحيوانات "الخطيرة" نظرا للنقص المطروح في عدد العمال لاحتواء الوضع، خاصة أن معظم معدات العمل يتم شرائها من المال الخاص للعمال يضيف المتحدثون• وتم أيضا تسجيل انحدار العديد من القبور وإتلافها في غياب الصيانة والترميم من قبل ذات الوكالة، في الوقت الذي يسجل فيه توافد عدد كبير من الزائرين الذين يقصدون على المقبرة للترحم على ذويهم• ويلاحظ كل من يقصدها الفرق الكبير بين مقبرة عين البيضاءبوهران والمقبرة المسيحية بحي "الحمري" وحي "الضاية"، اللتان تحظيان بالكثير من الرعاية والاهتمام والعناية، عكس ما يتواجد بمقبرة وهران• هذا بالإضافة إلى الحراسة المشددة عليها وغيرها من الأمور التي لم توفرها السلطات المعنية لمقبرة عين البيضاء. ومما زاد الطين بلة الانتشار الواسع لعدد المتسولين في المقبرة، الذين يصل عددهم مع كل جمعة إلى 50 متسولا رفقة أبنائهم من الوافدين من البنايات القصديرية المحيطة بالمقبرة حسب شهادات عمال المقبرة ، حيث ينتشر المتسولون بطرقاتها ما يسبب إزعاجا وانتهاكا لحرمة الموتى عند اختلاط صراخ الباعة خارج المقبرة عند عرضهم مختلف الحاجيات من ملابس وخضر وفواكه وغيرها من مستلزمات المنزل، وصراخ المتسولين لكسب عطف الزائرين للمقبرة والذين يكثرون من الصدقات على موتاهم، في الوقت الذي تعيش فيه مقبرة عين البيضاءبوهران وضعا مزريا نتيجة الإهمال.. حيث يندد الكثير من أهالي الموتى بكثرة الأوساخ والقمامة بها والمتواجدة في كل مكان•