لقد وصلت ساعة الحقيقة بالنسبة للمنتخب الوطني لأنه سيفتح اليوم صفحة جديدة من تاريخ الجزائر، حيث سيظهر بعد 24 عاما من الغياب بحلة المونديال الإفريقي التي طالما انتظرها الملايين من الجزائريين، هؤلاء ستكون قبلتهم خلال ظهيرة اليوم مدينة بولوكوان الجنوب إفريقية التي ستحتضن أولى مباريات الجزائر أمام منتخب سلوفينيا، كل الساعات قد تم ضبطها على موعد انطلاق هذا الموعد الذي يتلهف له الجميع، لم يبق للمدرب الوطني رابح سعدان ولاعبيه سوى التحلي بالصبر والإرادة وحمل آمال الشعب الجزائري العاشق للكرة المستديرة حتى النخاع خاصة الشباب الذي لم يعش الأوقات التي كانت فيها الكرة الجزائرية في أعز أيامها عندما كان المنتخب الوطني يضم نجوما مثل ماجر، بلومي وعصاد، وهذه المرة يملك نجوما منن نوع آخر يقودهم زياني، بوڤرة ويبدة وآخرون، هؤلاء هم أمل مباراة اليوم. دعا المدرب الوطني رابح سعدان لاعبيه إلى "التحكم الجيد في أنفسهم لخوض مباراة في المستوى أمام سلوفينيا مع الاحتفاظ بالكرة أو تسريع الوتيرة حين يقتضي الأمر"، مشيرا إلى أنه "يأمل أن يتمكن اللاعبون يوم المباراة من تحقيق ما قدم لهم من نصائح طيلة ثلاثة أسابيع من الإعداد"، وقال سعدان، "قدمنا أقصى ما لدينا من جهد مستغلين ما نملك من الإمكانيات التي وفرت لنا. لكن الأساس هوما سيجري فوق الميدان وعلى اللاعبين أن يحسنوا التصرف. نحن نتحدث كل يوم عن ذلك وآمل أنهم سيتمكنوا يوم المقابلة من تحقيق ما قدمناه لهم من نصائح". الجانب النفسي في غاية الأهمية وأشار "الشيخ سعدان" إلى أن الهدف الأسمى الذي حدده يبقى "اختيار التشكيلة المثلى انطلاقا من اللقاء الأخير الذي جرى في 5 جوان الجاري ضد منتخب الإمارات في ألمانيا، ومن ثم إقرار وإتقان الخطة التكتيكية تحسبا لملاقاة سلوفينيا، وأخيرا تركيز الاستعدادات على الجانب النفسي"، وبدا سعدان متفائلا بعودة اللاعبين المصابين، "سيما أن قدرات الفريق البدنية تعززت، لدينا الكثير من اللاعبين الذين لديهم تجربة كبيرة في المنافسات الكبرى لكنهم ليسوا في حالتهم البدنية المثلى بسبب الإصابات" في إشارة إلى مجيد بوڤرة، عنتر يحيى وحسان يبدة. من المنتظر أن يعتمد سعدان في مباراة اليوم على خطة 3-5-2 وذلك بناء على المتابعة الدقيقة لنقاط قوة الفريق المنافس، وبالعودة إلى تطبيق هذه الخطة يكون سعدان قد اختار اللعب بنفس الطريقة التي لعب بها مباريات التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا خاصة أنه يملك ثلاثة مدافعين أقوياء على مستوى المحور أي رفيق حليس ومجيد بوڤرة وعنتر يحيى . مطمور " ندرك جيدا حجم المسؤولية" أكد مهاجم المنتخب الوطني كريم مطمور، أن الخضر يحضرون بمعنويات مرتفعة تحسبا لأول مقابلة أمام سلوفينيا ي واعتبر أن المقابلة الأولى تكتسي أهمية كبيرة، حيث قال " نحن نحضر بالطريقة الأمثل لنكون على أحسن ما يرام يوم المقابلة أمام سلوفينيا، التي تعد فريقا صعب المنال"، مضيفا أن "الفريق يحضر في جو هادئ منذ وصوله إلى جنوب إفريقيا "، وأضاف أنه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق نتائج جيدة في هذه الخرجة الأولى للفريق الوطني من أجل ضمان عودة الجزائر إلى المنافسة الدولية بعد 24 سنة من الغياب وعن أول خصم للخضر في هذه المنافسة أبدى مطمور إعجابه لما يمتلكه هذا الفريق من تناسق في جميع جوانب اللعب، وقال في هذا الصدد "الأنظار تتجه كلها نحو انجلترا والولايات المتحدة غير أن سلوفينيا تعد طرفا لا يستهان به. وعن إقحامه كمهاجم أيمن في الفريق الوطني قال مطمور"لم يتم تقرير أي شيء إلى حد الآن"، وأضاف "لا يهم أن ألعب كمهاجم أو كمدافع أوكحارس مرمى بل الأهم هوأن تفوز الجزائر التي نحن هنا لنمثلها أحسن تمثيل ". سعدان يبحث عن حل لاختراق دفاع سلوفينيا القوي عرفت التدريبات إدراج سعدان للثنائي حسن يبدة ومدحي لحسن لثاني مرة مع بعض في منصب مسترجعين، وهو ما أرتاح له كثيرا اللاعبان اللذان أديا ما عليهما، وتمكنا من الربط بين خطي الدفاع والهجوم. وأدى هذا الانسجام بين يبدا ولحسن إلى تحرير صانع الألعاب كريم زياني الذي لعب مباراة متميزة وأهدى الهجوم بعديد الكرات، وطالب لاعبيه التركيز في لعبهم على الجهتين اليمنى واليسرى لاختراق دفاع منتخب سلوفينيا، كما أكد بعد معاينة دفاع المنتخب السلوفيني أن تكتل لاعبي المنتخب المنافس في المحور سيجبر لاعبي الخضر من مهاجمين ولاعبي الوسط على الاختراق ومن الجهتين اليسرى واليمنى. يبدة " أنأ جاهز" أكد وسط ميدان المنتخب الوطني حسن يبدة أنه شفي من الإصابة التي كان يعاني منها وهو على أتم الاستعداد للمشاركة في المباراة الأولى لمنتخبه ضد سلوفينيا اليوم. وقال يبدا في المؤتمر الصحفي الذي عقده رفقة الثلاثي بوڤرة، لحسن وجبور رفيق إنه يشعر بأنه سيلعب بمستواه الحقيقي وبأنه سيشكل ثنائيا جيدا ممتازا رفقة لحسن. قال يبدا إن المنتخب الجزائري سيدخل بقوة في مواجهته أمام سلوفينيا "أمام سلوفينيا سندخل المواجهة بقوة كبيرة وسنحارب فوق أرضية الميدان لأن الأمر يتعلق بالمنتخب وكأس العالم ولن يسمح لنا بأن نكون خارج الإطار". " لا أجد مشكل الانسجام مع لحسن" ويرى يبدا أن اعتماد المدرب على لحسن بديلا لمنصوري لا يثير أي إشكال بالنسبة له بل سيكون إضافة نوعية للخضر. قال "لقد سبق لي وأن لعبت إلى جانب مهدي لحسن في المواجهة الودية التي جمعت الخضر بصربيا كما أنني لعبت مباراتين تطبيقيتين إلى جانبه وهو ما سمح لي باكتشافه وأعتقد بأنني سأتفاهم معه كثيرا في مباريات المونديال". وأكد لاعب نادي بنفيكا البرتغالي بأنه لن يفاضل بين اللاعبين في المنتخب وبأن دوره كلاعب هو محاولة تحقيق الفوز لا أكثر ولا أقل "ألعب إلى جانب منصوري أولحسن فهذه ليست هي المشكلة لكنني مجبر على التألق وتقديم أحسن ما لدي من إمكانات إذا أردت أن أساعد زملائي لتحقيق الفوز"، من جهة أخرى فإن سعدان تحدث إلى لاعبيه وحثهم على ضرورة الحذر وعدم المغامرة في الهجوم لأن المنتخب السلوفيني خطير جدا هجوميا ويمكنه التسجيل في أي لحظة تراخي أو تساهل من لاعبي الارتكاز أوالدفاع. وأضافت نفس المصادر بأن تعليمات سعدان تركزت حول ضرورة القيام بالهجمات المضادة لأنه السلاح الذي أثبت نجاحه وكان السبب الرئيسي في تأهل المنتخب الوطني خاصة في المباريات التي لعبها خارج الديار. بودبوز سيوظف في الشوط الثاني وحسب طبيعة المباراة والمنافس، سعدان يجهز اللاعبين رفيق صايفي ورياض بودبوز ليكونا بديلين لرفيق جبور وكريم مطمور في الشوط الثاني، وهذا طبعا في حال إخفاق الأساسيين. ولعب المنتخب الجزائري أمس مباراة تطبيقية مدتها 40 دقيقة على شوطين وأظهر من خلالها تقسيم المنتخب إلى فريقين حيث ضم الفريق الأول الأساسيين والثاني مشكل من لاعبي الاحتياط، وأكدت هذه المباراة أن سعدان يفكر في الاعتماد على قلب الهجوم عبد القادر غزال في الرواق الأيمن حيث يجري مفاضلة بينه وبين اللاعب قادير وفي غالب الظن سيكون غزال هو المختار في التشكيل الأساسي. وتمكن عبدالقادر غزال من التألق في منصبه الجديد حيث دافع بطريقة جيدة وأسهم في العديد من الهجمات وهو ما أعجب كثيرا المدرب رابح سعدان الذي أثنى عليه كثيرا بعد نهاية المباراة التطبيقية.