إن كان رفقاء القائد عنتر يحيى عادوا بخفي حنين من بلاد العم منديلا، فإن أفراد شعيب لخديم الذين رافقوهم هناك راحوا يبحثون عن الجديد بعدما عادوا محملين بأشياء جديدة، وكأنهم عادوا من بلاد "الإلدو رادو". الأثرياء ورجال الأعمال الذين رافقوا الفريق الوطني إلى بلاد "البافانا بافانا"، كانت لهم جنوب إفريقيا فرصة لاكتشاف الاستثمارات فيها، والاستثمار بمفهومنا ليس إقامة مشاريع جزائرية هناك، لأن المشاريع لدى البعض لها مفاهيم أخرى، وهي البحث عن الأشياء التي لا توجد هناك لاستيرادها وتسويقها هنا. وكما كانت الصين من قبل جزيرة الكنز للكثيرين، وجدوا فيها أنفسهم من حيث استيراد الألبسة ذات الماركات المقلدة، وحتى عملة ال 100 دينار جزائري قلدت هناك وشحنت إلى هنا، كما حدث في السنوات الماضية حين اكتشفوا شحن عملة ذات ال 50 وال 100 دينار تحت شعار صنع في الصين. وبعدما اكتشف الجزائريون الصين، هاهم يكتشفون جنوب إفريقيا، وسيستفيد الذين يبحثون عن مكان آخر بعيد عن الجزائر من "الحرڤة" هناك وتجريب حظهم بعدما لفظتهم القارة العجوز. أما قناصو الفرص، فالأكيد أنهم سيتوجهون إلى استثمار جديد، خاص ب "الفوفو زيلا،" وسيستوردون منها الآلاف وستغزو مدرجات ملاعبنا، والأكيد أن الجزائريين سيبدعون فيها ويزيدون فيها إضافات جديدة وستصبح هذه "الفو فوزيلا" أقوى من أبواق البواخر. أما الذين لهم أياد طويلة، فسيجدون في ذهب جنوب إفريقيا والجواهر النفيسة، مغارة "علي بابا" الحقيقية.