تعد الجلسات الحادية عشر لمدينة تازا، المقرر أن تحتضنها بلدية برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت، بعد غد، فرصة لإحياء مآثر ومناقب مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة، حسبما علم لدى المشرفين على تنظيم هذه التظاهرة. وأوضح رئيس جمعية الآثار والتراث للبلدية، السيد أحمد شلغوم، أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء يكمن في إبراز مآثر وخصال قائد المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي، سواء أكانت سياسية أو أدبية أو دينية، إضافة إلى التعريف بتاريخ المنطقة من خلال تسليط الضوء على المعلم الأثري لقلعة الأمير عبد القادر المعروف باسم "تازا". وشيد حصن "تازا" في جوان 1838 من طرف خليفة مليانة، وذلك بأمر من الأمير عبد القادر، حيث شمل عدة مبانٍ ذات طابع عسكري تتماشى والظروف الحربية في تلك الفترة، وفي مقدمتها القلعة والمصانع الحربية، إضافة إلى المخازن والسجن والإسطبل والمخبزة. كما أشار المصدر إلى أن تنظيم هذه الجلسات التي تمتد إلى غاية 5 جويلية، مرتبط كذلك بإحياء حدث تاريخي هام ذي صلة بالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، والمتمثل في انعقاد المجلس الشوري بقلعة "تازا" يوم 3 جويلية 1839، إذ أعلن حينها الأمير عبد القادر الجهاد مجددا بعد نقض معاهدة "التافنة" من طرف المستعمر. ويتضمن البرنامج المسطر بمناسبة هذه التظاهرة، إلقاء أساتذة وباحثين لمحاضرات تحت عنوان "جوا مع السلم بين الماضي والحاضر بين رئيس الجمهورية والأمير عبد القادر" و"المقاومة الوطنية عند الأمير" و"الأصالة عند الأمير عبد القادر اللباس نموذجا"، إضافة إلى مواضيع تتناول الهوية الوطنية من خلال الآثار ومكافحة تهريب الآثار، وفق نفس المصدر. وأضاف السيد شلغوم، أن هذه الجلسات ستشهد تقديم الدكتور عز الدين بويحياوي أستاذ علم الآثار بجامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة، مداخلة لشرح نتائج عملية الحفريات التي تمت السنة الماضية على مستوى الموقع الأثري لحصن الأمير عبد القادر، أو ما يعرف باسم "تازا" المتواجد ببلدية برج الأمير عبد القادر. كما ستنظم مسابقة وطنية لأحسن لوحة زيتية، تعبّر عن السلم، وموائد مستديرة ودورات رياضية وأبواب مفتوحة على المتحف البلدي ومعرض للفنون التقليدية وأمسيات شعرية وسهرات فنية وزيارة سياحية إلى الموقع الأثري المذكور.