من الصفات التي تطبع سلوكنا اليومي، وتصنفنا ضمن المجتمعات المتخلفة بامتياز، سلوكنا في الطريق العام الذي يتسم بالفوضى، البعض سمى ذلك "ترييف المدينة"، أي أن الناس يتحركون في المدينة بلا ضوابط تحد من حريتهم، كون الطريق واحدة، يستعملها الإنسان والحيوان، وبالنزوح الريفي الحاد الذي عرفته بلادنا، انتقل هذا السلوك إلى المدينة، التي لها نظامها وضوابطها، التي تخصص للمارة طريقهم، وللعربات طريقها، غير أن الملاحظ، وبشكل لافت، أن الناس يسيرون في أحيان كثيرة في الطريق المخصصة للعربات، مزاحمين، ومسببين ازدحامات، تثير المنبهات المتعالية، هنا وهناك، معلنة عن سوق متشابكة، تضطر إلى تدخل شرطة المرور التي تحاول أن تفك العقدة، ويبقى المارة، يستوي في ذلك الذكور والإناث، وإن كان نصيب النساء من هذه الفوضى أكبر، في سيرهم المتشابك، لا يعبأون لا بإشارة الشرطي، ولا بمرور السيارات، يتقاطعون حيث يجب وحيث لا يجب، بكل برودة أعصاب، ويا ويل مَن مِن أصحاب السيارات لم يحترم مرور أحد المارة، ولو في غير ممرهم.. هي الفوضى عارمة، لا حدود لها، و لا ضوابط، في المدن الكبيرة منها والصغيرة، رغم صدور قانون جديد للمرور، أو هي صورة أخرى لتخلفنا، لا ندري، وحالنا هذه، متى نعطي للطريق حقها؟! تلك هي الصورة التي التقطتها عيني صباح اليوم وأنا في مدينة الرغاية الواقعة شرق العاصمة على بعد خمسة وعشرين كيلومترا، حيث تتزاحم السيارات مع المارة، خاصة النساء المتدفقات من كل حدب وصوب نحو السوق اليومية التي تعرض فيها المنتجات الصينية بأسعار مغرية، وترى بعضا منهن أشبه بالنعامات تتبعها رئالها، في عرض من عروض التجارة الأخرى التي تنتهي بوعد بيع.. قصدي "زواج"!