بالمصادقة على قانون البلديات الجديد، تدخل هذه الأخيرة عهدا جديدا. لا أدري ما إذا كان يجب علي كمواطن أن أتفاءل أم لا. أكذب على نفسي إن قلت بأنني متفائل. عايشت المجالس الشعبية منذ نشأتها الأولى، في ظل الديمقراطية الاشتراكية، وفي ظل الديمقراطية (...)
ليس من الضروري أن تكون عالما لكي تلاحظ الاختلالات التي يعرفها الفرد الجزائري في حياته اليومية، بدءا من حياته العائلية إلى حياته الاجتماعية خارج الأسرة، في الشارع أو في مكان العمل، أو غيره من الأماكن التي يتواجد فيها، ويتعامل فيها مع غيره.
الاختلالات (...)
نظمت وزارة التربية خلال الأيام الماضية مسابقة لتوظيف الأساتذة ، أو قل مرشحين لاستلام منصب أساتذة إن صح التعبير، تقدم لهذه المسابقة أضعاف مضاعفة من حاملي الشهادات، المتخرجين حديثا من مختلف الجامعات، أو من غيرهم، للظفر بالمناصب القارة التي تمنحها (...)
لي صديق كان يشتغل في قطاع التعليم، كان معلما في مدرسة ابتدائية، وكان كثيرا ما يستدين في آخر الشهر، لاقتناء بعض الضروريات اليومية التي لا غنى عنها، كالخبز والزيت والحليب والقهوة، والسكر، ذلك أن راتبه الشهري لا يكفي سوى لسد حاجيات الأسبوعين الأولين من (...)
قال لي صديقي الأستاذ و نحن نتكلم عن الجزائر: شيء لا يريد أن يدخل في رأسي.. هذا الوضع الاجتماعي المتناقض كما يبدو لي، غير منطقي، لا يريد عقلي هضمه..! لم أفهم مراده تحديدا، فقلت له:
وضح كلامك.. ليت في نفس الخط معك! فقال: ألا ترى أن كل شيء زائف في (...)
عرف لباس المرأة الجزائرية منذ الاستقلال إلى اليوم، تطورا يكاد يكون جذريا، بما لحقه من تأثيرات خارجية، كون الجزائر سوقا مفتوحة على كل السلع الآتية من كل بلدان العالم. كما عرف سلوك المرأة تطورا نتيجة تطور اللباس، تطورا لم يكن دائما نابعا عن وعي، بقدر (...)
هذا العام على خلاف الأعوام السابقة، لم تمر ذكرى تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة مرور الكرام، رغم كونها تاريخا هاما في حياة الجزائر الحديثة، لأنها محطة انطلاق لجزائر الاستقلال، كما أنها تجسيد لتلاحم الشعب مع قادة الثورة من جهة، وانسجام القادة فيما (...)
شهد هذا العام وفاة رجال علم وثقافة، يعتبرون من الأمخاخ، كل في مجال اختصاصه واهتمامه ونشاطه، هي خسارة كما يقول القائل.. للجزائر! وأنا أقول بأنها خسارة للعالم، والجزائر آخر من يخسر من ذهابهم..
مات الدكتور عبد الله شريط، و بعده مات الأستاذ الطاهر وطار، (...)
صديقي الأستاذ الذي عاد إلى النشاط، كما يقال في اللغة الإدارية، الأسبوع الماضي، بعد عطلة صيفية طويلة أرهقت الجسوم والجيوب، إذ الحياة لم تعد بالتي تطاق في الجزائر، ذلك ما تسمع الناس يرددون على ألسنتهم، أينما وجدتهم، في السوق أو في المستشفى، أو محطات (...)
"نورمال" كلمة أجنبية بمعنى "الطبيعي" .كلمة تستعمل اليوم لتدل حلى كل شيء إلا على ما وضعت لها، فمعناها الأصلي ينطبق مع المنطق، فما هو منطقي ، طبيعي، وما هو طبيعي، منطقي، كأن تقول مثلا :"الصيف حار"، فهذا أمر منطقي، وبالتالي يمكن أن نقول أن الحرارة في (...)
ماضي المنظومة التربوية والتكوينية الجزائرية معروف وحاضرها نعيشه بكل سلبياته المتعددة، والمستقبل ننتظر ملامحه التي نتمناها إيجابية، ولكن الخوف كل الخوف أن تبقى الأمور على ما هي عليه من انحطاط المستوى، لأن الواقع الذي يصدمنا يوميا بسلبياته، لا يترك (...)
انقطع التيار الكهربائي، منذ صباح أمس الأربعاء، بمدينة الرغاية الواقعة شرق العاصمة بحوالي 30 كيلومترا، إثر تهاطل أمطار غزيرة على منطقة الوسط، لم تعرف مثلها أيام فصل الشتاء، وسيبقى السكان طيلة النهار محرومين من الطاقة الكهربائية، الشيء الذي استثار (...)
في سنة 2001 إن لم تخني الذاكرة، كنت مع أحد الأصدقاء، الدكتور د.م، الأستاذ بجامعة الجزائر، نتجول في "أروقة العاصمة" الثقافية، فلما أعيانا المسير، دخلنا حرم الجامعة المركزية، نأخذ قسطا من الراحة في قاعة الأساتذة، كانت القاعة خالية إلا من شخص واحد كان (...)
شهر الصيام.. لماذا لا يكون شهرا للصيام؟
هو هذا السؤال الذي ألقاه علي اليوم، صديقي الأستاذ الذي أعيته دروب الحياة، بعد أن قضى أكثر من نصف عمره الزمني في معاناة الصعود والهبوط في تلك الدروب الوعرة، قلت له بسذاجة الأطفال: ولكننا نصوم كل عام! رأيته (...)
معركة الأسعار هي واحدة من المعارك الكثيرة التي يواجهها المواطن المغلوب على أمره، يوميا، ولا يقتصر الأمر على شهر رمضان وحده، وإن كان الجشع يكشر عن أنيابه بحدة أكبر، في هذا الشهر الذي تحول، إلى شهر كل شيء فيه مباح، الحلال موجود والحرام موجود، يسيران (...)
ترى ماذا يحمل معه من حكايات يدفقها علي اليوم، صديقي الأستاذ، الذي جاء في موعده، جلس بكل تؤدة، في مكانه المعتاد بزاويتنا بالمقهى، وكان هادئا جدا، كأنه يسبح في عالم آخر غير عالمنا، كان يبدو كواحد من أولئك الممارسين رياضة "اليوقا"، فحاولت استفزازه (...)
تذكرت وأنا أضع هذا العنوان، صاحب "معركة المفاهيم" الدكتور عبد الله شريط الذي رحل عنا في الأيام الماضية، فألف رحمة عليه، كونه الرجل الذي التفت إلى التغيرات التي عرفها سلوك الناس بما غيّر مفاهيمهم. إني أتساءل اليوم عن هذا التغير، ما إذا كان علامة صحة (...)
لست أدري لماذا يصر المغرب على أن يجعل قضية الصحراء الغربية قضية بين الجزائر والمغرب، وكأنها أرض يتنازعانها بينهما للاستيلاء عليها، والحقيقة والواقع يقول بأن المغرب هو المحتل، وهو الساعي إلى التوسع منذ أن استقلت الجزائر باعتدائه على الحدود الجزائرية (...)
كانت الحرارة مازالت على أشدها، في هذا اليوم من شهر جويلية، رغم أن الشمس ودعت النهار منذ ساعة تقريبا، ولم يبق منها غير خيوط احمرار في الشفق ، عندما أقبل صديقي الأستاذ "يتكركر" على حد التعبير الدارج، يسحب نفسه سحبا، كأنما على كاهله أطنان، بل هي أطنان (...)
عندما تسأل شخصا في خدمة فيرد عليك بقوله:"ليس لدي الوقت!"، تعتقد أن الشخص وقته مليء .. إلا أن المغالطة كبيرة، ذلك ما ستلاحظه، في قصة صديقي الأستاذ.
جلس وراح يردد:" يستحيل أن نتقدم خطوة في طريق االتحضر..يستحيل! فقلت له: ما دهاك؟ فراح يعود بذاكرته إلى (...)
ذلك هو السؤال الذي ختم صديقي الأستاذ به كلامه، قال لي منتقدا بنوع من التهكم، ظاهرة منتشرة في بلادنا بشكل فظيع على حد تعبيره: "لا نحتاج اليوم للذهاب إلى السوق لاقتناء للتبضع، فأينما وليت وهتك، تجد سوقا، بل أسواقا، يباع فيها كل شيء من الإبرة إلى (...)
العاصمة لم تعد تتحمل أكثر، ضاقت ذرعا بما يتحرك فوقها من دواب، تكاد تصيح :"أن أنقذوني من هذا العبء الذي أنقض ظهري!
فالقصبة الملتحمة تقلصت وتقوقعت، حاصرتها المدينة الاستعمارية بشوارعها الأكثر اتساعا، والمدينة الاستعمارية بدورها، خنقت أنفاسها التكدسات (...)
حركة دائبة تشهدها العاصمة هذه الأيام، الولاة والأميار في نشاط حثيث، قوات الأمن مجندة بالليل والنهار.. كل ذلك لتأمين موسم الرحلة إلى الجنوب جنوب العاصمة من البيوت القصديرية والأكواخ التي تحيط بأحياء المدينة، جاعلة منها حزاما، ليس للأمن، ولكن حزاما (...)
جلس صديقي الأستاذ، وكان إلى يساره رجل بيده فنحان قهوة يرتشفها وهو لا يبدو عليه أنه يستلذها، عيناه هنالك، في مكان ما، بعيد عن واقعه، ربما يحلم.. نظر إلي ثم حوّل بصره ناحية الرجل وتأمله مدة، ثم قال كمن يستطرد حديثه:... هو هذا نحن! صورة مخيفة، لا حياة (...)
من الصفات التي تطبع سلوكنا اليومي، وتصنفنا ضمن المجتمعات المتخلفة بامتياز، سلوكنا في الطريق العام الذي يتسم بالفوضى، البعض سمى ذلك "ترييف المدينة"، أي أن الناس يتحركون في المدينة بلا ضوابط تحد من حريتهم، كون الطريق واحدة، يستعملها الإنسان والحيوان، (...)