يتساءل العديد من متتبعي شؤون الكرة الجزائرية عن مدى قدرة المدرب سعدان على التوفيق في مهمته الجديدة القديمة والاستجابة للشروط التي أملتها الفاف خاصة ما تعلق منها بالهدف الواجب تحقيقه وهوالتتويج باللقب القاري لسنة 2012 أوالوصول إلى المباراة النهائية على أقل تقدير، ويأتي ذلك في وقت تعرف المنتخبات الإفريقية تطورا فنيا كبيرا مما يجعل رهان سعدان صعبا للغاية لا سيما إذا عادت حكاية التكتلات داخل المنتخب كما حدث في كأس إفريقيا الأخيرة وكذا كأس العالم والتي كانت نتئجها مباشرة، حيث خسر الخضر بثلاثية نظيفة في المباراة الأولى "للكان" أمام مالاوي بعد حادثة لموشية عشية المباراة، وكذا الهزيمة أمام المنتخب الأمريكي في كأس العالم والتي كلفت الفريق الخروج المبكر وجاء ذلك بعد حادثة صايفي. ورغم أن سعدان يدرك جيدا أن التكتلات تؤثر كثيرا على المنتخب ولذلك بادر إلى اشتراط منحه الورقة البيضاء من طرف رئيس الفاف لتسيير شؤون المنتخب، إلا أن عدم مرور التيار بينه وبين روراوة قد يعيد الحكاية إلى سابق عهدها وبالتالي تتواصل المشاكل. وتبدو مهمة سعدان أصعب بكثير من المسؤولية التي أخذها على عاتقه قبل ثلاث سنوات، لأنه هذه المرة مطالب بتحقيق أهداف غالية، فالشارع الرياضي يظن أن المنتخب الوطني وصل إلى الذروة بعد المشوار الرائع في تصفيات ونهائيات كأس إفريقيا وكأس العالم، وبالتالي فتتويجه باللقب القاري يعتبر حقا مشروعا بل في متناوله، وعليه فأي إخفاق يسجله سعدان سيخرجه من الباب الضيق ويفتح الباب على مصراعيه للمنتقدين والطامعين في منصبه، ولذلك فقد ذهب البعض إلى القول أن سعدان أخطأ عندما قبل بتدريب المنتخب من جديد لأنه سوف يتحمل ضغطا رهيبا. هذا وقد جددت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عقد سعدان إلى 2012 وحددت التتويج بكأس إفريقيا كهدف أساسي له، علما بأن عقده انتهى في جويلية الجاري لكن الفاف قررت مواصلة المشوار معه، بحثا عن الاستقرار الذي يعتبر شرطا لأي تقدم، ولكن التغيير الذي قامت به هيئة روراوة رغم رفض سعدان هو بتعزيز الطاقم الفني للمنتخب من خلال تعيين مدرب وطني مساعد ومدير للمنتخب.