أوضح جمال بوشرف، المدير العام للمركز الوطني للبحوث المتخصصة في المناخ والمتغيرات البيئية، أن شهر أوت الداخل سيكون حارا وبشكل استثنائي، حيث سترتفع درجات الحرارة فوق المستويات "الاعتيادية"، مفيدا بأن نسب الرطوبة ستشهد بدورها ارتفاعا محسوسا قد تفوق 80 بالمائة وتصل 90 بالمائة بالنسبة لبعض المناطق الممتدة عبر الشريط الساحلي، الأمر الذي سيؤثر على سلوكيات المواطنين، خصوصا وأن هذه المتغيرات المناخية ستتزامن مع حلول شهر الصيام. وقال جمال بوشرف الذي نشط، صباح أمس، ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية، إنه تم تسجيل يوم 15 جوان الماضي درجات حرارة لم تسجل منذ نصف قرن، وذلك في المناطق الوسطى والشرقية في البلاد، حيث قاربت 43 درجة مئوية في منطقة المتيجة و44 درجة في منطقة الهضاب (سطيف وبرج بوعريريج والبويرة) والسهوب الوسطى (الجلفة والمسيلة وباتنة وأم البواقي)، لكن عاودت مستوياتها الطبيعية بعد ذلك التاريخ، لتبقى تتراوح ما بين 28 و34 درجة مئوية شمال البلاد و35 و44 في منطقة الصحراء في الجنوب الكبير، فيما راوحت الرطوبة مستوياتها والتي تتراوح ما بين 40 إلى 60 بالمائة عبر الساحل و25 إلى 35 بالمائة في منطقة الواحات وشمال الصحراء. تصاعد النشاطات الصناعية سبّب تلوث الهواء وارتفاع الرطوبة وأكد ذات المسؤول أن النتائج المتوصل إليها من خلال الدراسات التي أجراها المركز الوطني المتخصص في أبحاث المناخ والتغيرات البيئية للبحث، أن من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات حرارة الأرض، وبالتالي الرطوبة؛ هو التلوث البيئي جراء تصاعد النشاطات الصناعية في المناطق الحضرية أو المحاذية للنسيج السكاني، وأيضا ارتفاع نسبة الانبعاث الكربوني. أضف إلى ذلك، فإن الجزائر تمتد على منطقة معقدة مناخيا جنوب المتوسط وتتأثر بشكل سريع بالتغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات حرارة الأرض، أو ما يعرف بالاحتباس الحراري والرطوبة وما ينجر عنهما من تداعيات سلبية على المحيط البيئي مثل الجفاف والفيضانات والانزلاق الأرضي وانجراف الطبقات العليا للأرض، مما يؤثر وبشكل كبير على التنوع البيئي. وأضاف جمال بوشرف أنه وبسبب هذه العوامل، فإن درجة حرارة الأرض بالجزائر ترتفع سنويا بنسبة تتراوح ما بين 0.5 و0.7 بالمائة، لكنه استبعد أن تكون هذه المتغيرات السبب الرئيسي وراء النشاط الزلزالي المسجل مؤخرا عبر العديد من المناطق في البلاد بشدات متباينة. يجب أخذ الاحتياطات اللازمة من أجل الحد من الاحتباس الحراري وأكد بوشرف أن المنظومة البيئية الوطنية وكل الفاعلين في هذا المجال، مطالبين بالتكتل من أجل بحث الآليات والبدائل والحلول الناجعة من أجل الحد من التلوث السبب الأول في ارتفاعه درجة حرارة الأرض والرطوبة، داعيا إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، خصوصا وأن الجزائر تمتلك كل المؤهلات التقنية والمادية من أجل تفعيل البرامج العلمية خدمة للقطاع البيئي وأيضا الإسراع في فك "الخناق الصناعي" في المدن والمناطق الحضرية وحماية الساحل. وفي هذا السياق، قال بوشرف إنه وابتداء من الثلاثي الأول من العام المقبل 2011، سيشرع في استخدام التقنيات الرقمية والمراقبة عبر "الساتل" لرصد التغيرات المناخية وتحسين التوقعات أكثر، حيث تم استحداث محطة جديدة في ولاية تمنراست للرصد الجوي تعمل وقفا للمناهج العلمية المعمول بها دوليا، كاشفا أن ذات المركز توصل مؤخرا إلى نتائج علمية مهمة، حيث توصّل إلى مناطق شاسعة في الجنوب تشهد ومنذ سنة 2000، ارتفاعا متسارعا لدرجات غاز ثاني أوكسيد الكربون بلغت مستويات فوق الطبيعية. المواطنون مطالبون باحترام إرشادات وزارة الصحة وبخصوص موجة الحر المرتقبة خلال الشهر الداخل، قال بوشرف إن المواطنين مطالبون باحترام النصائح والإرشادات التي تقدم لهم من طرف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، مثل الإكثار من شرب الماء وتفادي التجول في ساعات الظهيرة "بين الساعة الواجدة زوالا والخامسة مساء"، خصوصا فئة الأطفال والمتقدمين في السن، وأيضا تفادي اللجوء إلى الشواطئ، لأن درجات الحرارة في المناطق الساحلية تزداد أكثر بفعل الرطوبة التي تزداد أكثر عن تفاعل الملوحة بأشعة الشمس.