كشف مصدر من إحدى الجمعيات الفرنسية المهتمة بحقوق المهاجرين في فرنسا، أن يكون تهديد ساركوزي بسحب الجنسية من المهاجرين الذين يثبت ممارستهم العنف ضد الشرطة، موجه للشباب المهاجرين من أصول جزائرية. وقال المصدر في تصريح ل "الأمة العربية"، إن ساركوزي يحاول التغطية على إخفاقاته في عدة ملفات، خاصة الملف الأخير الذي فشل في تسييره والمتعلق بمحاولة تحرير الرهينة الفرنسي، الذي أعدم بعد فشل العملية الفرنسية الموريتانية المشتركة. وواصل المصدر قائلا إن الأحياء المهمشة والفقيرة في الضواحي الباريسية أو في باقي المناطق الفرنسية، أغلبها يقطنها مهاجرون جزائريون يحملون الجنسية الفرنسية، والذين يريد ساركوزي ومساعدوه تصويرهم على أنهم سبب الأزمة الاقتصادية ومختلف الآفات الاجتماعية الحاصلة في فرنسا. واعتبر المصدر ذاته، أن ساركوزي بدلا من أن يبحث عن حل جذري للمشكلة بإشراك كل الفعاليات السياسية، بما فيهم المهاجرين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، راح يهرب نحو الأمام بسياسته العنصرية التي رحب بها اليمين المتطرف بقيادة جون ماري لوبان. واعتبر المصدر أن ساركوزي بسياسته العنصرية، صار أكثر عنصرية من جون ماري لوبان. وفي السياق ذاته، أوضح المصدر أن ساركوزي بتهديده هذا يحاول خرق الدستور الفرنسي الذي يمنح كافة الفرنسيين الحقوق، كما يملكون نفس الواجبات، وهو قرار إن طبق بعيدا عن روح الديمقراطية والحرية التي تنظر لها فرنسا وتحاول تسويقها للعالم. وبرأي المصدر، فإن الرئيس الفرنسي وصل إلى مرحلة من اليأس بعدما نزلت شعبيته إلى نسب متدنية جدا، جعلته يتصرف بعيدا عن المنطق واحترام الحريات، مؤكدا في ذات الوقت أن مثل هذه القرارات الراديكالية لن تزيد أبناء فرنسا من المهاجرين من الأصول الجزائرية سوى حقدا عليه وتدفعهم إلى التطرف بعدما شيد آباؤهم فرنسا وكان لهم الفضل في الطفرة الاقتصادية التي تعرفها فرنسا. وبعد أن رست فرنسا على البر يضيف نفس المصدر تحاول حكومة ساركوزي التضييق عليهم وتحرم عليهم حتى فرص العيش الكريم. والأكثر من هذا، تصفهم ب "الحثالة"، وفي بعض الأحيان تقوم بقتل الشباب بدم بارد، سواء من طرف أفراد من الشرطة أو من بعض المتطرفين الفرنسيين الذين صارت تشجعهم سياسة ساركوزي على ارتكاب انتهاكات لحقوق المهاجرين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، أو الذين لهم إقامة على التراب الفرنسي. وكشف المصدر أن السياسة التي ينتهجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لن تزيد الأمور سوى تعقيدا، معتبرا أن هذه السياسة ضد المهاجرين لن "تفك فتيل القنابل"، بل ستعمل على بث الكراهية بين الفرنسيين وتضاعف العنصرية. وطالب المصدر من الرئيس الفرنسي أن يتحمّل مسؤولياته، وأن يواجه "إخفاقاته" بشجاعة، بدل من البحث عن مشجب يعلق عليه فشله في تسيير الأزمة الاقتصادية والسياسية، موضحا أن هذا التصعيد من طرف الرئيس الفرنسي سيؤدي إلى انفلات الوضع، وبعدها لا يمكن تدارك الأوضاع.