اتسمت التقاليد الاستهلاكية للعائلات السوقهراسية خلال الأسبوع الأول ونهاية الأسبوع الثاني من شهر رمضان بنوع من الحكمة، في الإقبال على اقتناء مايعرض بأسواق المدينة من مواد واسعة الاستهلاك وأخرى ظرفية مقترنة بشهر الصيام حسب ما لوحظ عبر أسواق ومتاجر مدينة سوق أهراس. ويفسر الملاحظون من مستهلكين وتجار هذا التوجه نحو الحكمة في ثقافة الاستهلاك خلال الشهر المبارك بفورةوتنوع المنتجات خاصة منها الخضر والفواكه واللحوم والحلويات. وهو مايؤكده بعض التجار الذين أجمعوا على وفرة الخضر والفواكه المحلية خاصة المنتجة في منطقة "لحنانشة والمشروحة" واستقرار أسعارها وضبط المواد الفلاحية الواسعة الاستهلاك مثل البطاط والتي مكنت من تخزين كميات هامة بغرف التبريد وتزويد الأسواق وفق الطلب. وتم في هذا لإطار استغلال كل غرف التبريد الموجودة في الولاية لتخزين الكميات الكافية لتغطية احتياجات سكان المنطقة من الفلفل والطماطم والبصل بالإضافة للفواكه المحلية كالتفاح والبرقوق والإجاص. وبالإضافة مااكتسبته العائلات السوقهراسية من ثقافة استهلاكية صحية واقتصادية تلتها بفضل وسائل الإعلام وبرامج التربية الصحية الوقائية، لعبت الصرامة في تطبيق قوانين الممارسات التجارية دوراً هاما في ضبط الممارسات التجارية الظرفية الخاصة بشهر رمضان وحتى لايتمادى التجار الظرفيون في المساس بمهنة الممارسة التجارية اعتمدت مديرية التجار بولاية سوق أهراس هذه السنة الصرامة في المتابعة الميدانية. تميزت ولاية سوق أهراس بعادات رمضانية حميدة بتبادل الوجبات الرمضانية، إذ تجد أطفال الحي قبيل الإفطار يحملون مالذّ وطاب متجهين بها صوب بيوت الجيران والأقارب. وتعد هذه العادة الحميدة تعبيراً عن مدى العلاقة الاجتماعية التي تربط الجيران بعضهم ببعض. غير أن هذه العادة بدأت تتلاشى شيئا فشيا بسبب روتين الحياة العصرية وتغير النيات، وعدم إحسان الظن بالجار. يقول الحاج علي أن هذه العادة تتراجع سنة بعد أخرى، ولم تعد مثل السابق حيث كان الجيران قديما يتبادلون الوجبات فيما بينهم وهي عادة حميدة فيها نوع من أنواع المحبة والترابط الأسري، فقديما كنا نحسن الظن بالجار الشيء الذي لم يعد موجوداً في وقتنا الحاضر فأتمنى أن تعود هذه العادة وأن تحافظ عليها الأجيال القادمة. أم الحاجة زينب تقول أن بيتها كان يستقبل يومياً أطباقاً رمضانية متنوعة من قبل جيرانها وكذلك هي كانت تفعل نفس الشيء. وتقول أن جيرانها وخاصة جاراتها كن يتنافسن في تقديم الجديد من الوجبات والطبخات الرمضانية المتنوعة من الوجبات الشعبية والتي تعبر بصدق عن العلاقة الاجتماعية التي كانت تميز المجتمع السوقهراسي. عائلات تقايض مستقبل الأبناء بجمع المالي من الشربات وقلب اللوز انتشرت في الأيام الأولى من شهر رمضان ظاهرة استعمال الأطفال القصر، والزّج بهم في مستنقع العمل بإيعاز من أوليائهم الذين أرغموهم على التجارة الفوضوية سعياً لجمع المال دون المبالاة بتبعيتها ظناً منهم أنه رهان وتحدي. هذه هي مأساة حقيقية أبطالها أولياء وضحاياها أطفال أبرياء منعرجها خطير على أمال وتطلعات مستقبل الأجيال. وأصبحت معالمها في ازدياد مستمر في ظل غياب ثقافة الوعي والرعاية الأسرية والاجتماعية. انتشار فظيع لهذه الظاهرة التي أصبح السوق كذلك لايتحكم في معالمها مقارنة بالكم الهائل من الاكتظاظ لهؤلاء الأطفال الذين يبيعون كل شيء رغم الإجراءات الردعية وقمع الغش وغيرها من الممارسات الرقابية. ونحن نتجول في أسواق مدينة سوق أهراس استفسرنا عن تنامي الظاهرة فأجمع معظم الأطفال ممن التقيناهم أن ما أدى بهم لممارسة هذه النشاطات، الوضعية الاجتماعية المزرية التي طالت عائلتهم، مما فرض عليهم اختيار هذه المهنة أو تلك لجمع المال وبالتالي إعالة أسهره. الدلالة، الهواتف، الجرائد... المبيعات المفضلة لجمع المال إن الكثير من الأطفال يفضلون الدلالة وبيع الهواتف النقالة، والجرائد على غرار الأشياء الأخرى، يعتبرها مصدراً عاديا لجمع المال ولاخطر فيها، في الوقت الذي زج بالعشرات منهم في شبكات التهريب، واستغلال ظروفهم الاجتماعية القاسية في ترويج وبيع المخدرات والمهلوسات وأوراق الصرف والوقود مقابل مبالغ ضئيلة لاتساوي خطورة ماقد يتعرضون إليه، وهو ماتؤكده تقارير المصالح الأمنية والرقابية بأن 80 بالمائة من المتورطين في قضايا الإجرام والتهريب من شريحة القصر أثبتته الدراسات العلمية بأن دفع الطفل لمثل هذه الممارسات صورة من عامل انعدام الرعاية والعناية بالطفل والتي تظهر جليا في نقص المرافق الترفيهية والتسلية في مدن وقرى وبلديات ولاية سوق أهراس كفضاءات اللعب والسباحة وافتقار جل دور الشباب للوسائل التي يستحقها الطفل، وهو الوضع الذي ينطبق بالدرجة الأولى على أطفال المناطق النائية وشريحة كبيرة من أطفال المدن حيث أن معظم هؤلاء الأطفال لايعرفون لحد الآن زرقة البحر، ولاحدائق التسلية والترفيه نتيجة عدم قدرة عائلاتهم على كلفة المعيشة خاصة منهم الشريحة التي تعيش على محور بلديات الشريط الحدودي والمناطق الجنوبية أين لازال العديد من العائلات لم ير نور الكهرباء بعد. عوامل ومحطات مختصرة لواقع مر، يتطلب معالجة ودراسة علمية قصد التخفيف من معاناة هذه الشريحة وانقاذها من بؤر الإنحراف، ومنحها الرعاية والعناية وأبعادها عن الظواهر والآفات الإجتماعية لنصنع منه جيلا سلاحه التحدي ورهانه العلم والمعرفة. "الدومينو" لعبة سهرات رمضان وضجيج وإزعاج إلى غاية السحور يمثل الدومينو في موسم الاصطياف وخاصة في شهر رمضان بسوق أهراس إحدى ألعاب التسلية المفضلة لدى عدد كبير من الأشخاص الذين يجدون موعدهم كل مساء تحت العمارات دون الانتباه إلى مرور الوقت وتسبب هذه القعدات إزعاجا كبيرا لفئة صغيرة من العائلات التي وصل بها الحد إلى التشاجر يوميا مع الساهرين تحت هذه العمارات إلى غاية ساعة متأخرة من الليل وأحيانا تتعدى الثالثة صباحاً، ضاربين عرض الحائط بأدني حقوق الجار سيما في الشهر الفضيل وهي سلوكات وصفها العديد من أصحاب هذه العمارات باللاحظارية عوض أن يتجه المواطنون إلي المساجد لأداء صلاة التراويح فهم ينصبون طاولات كثيرة أمام شرفات المنازل ويتنافس الجميع في مواجهات حماسية، ويطلقون العنان لأصواتهم المتعالية والذين يضربون بأحجار الدومينو وبكل قوة ليستمر ذلك المشهد إلى غاية الفجر. وهو مازاد من توتر بعض العائلات فبعضها يفضل الصمت تجنبا للمشاكل، في حين ينزل البعض من أرباب العائلات لمحاولة إقناع الساهرين بضرورة اللعب بعيدا عن شرفات المنازل. وفي انتظار استحداث الفضاءات الثقافية والرياضية المسجلة لفائدة هذه الأحياء، استطاع "الدومينو" ملء الفراغ لدى العديد من السكان الذين يلتقون مع نهاية المساء لممارسة هذه اللعبة التي وجدت رواجا كبيرا بالأحياء، ويعتبر أحد المتقاعدين أن فوائد اللعبة بالنسبة للأشخاص المسنين لاتخص جانب التسلية فحسب، بل تمكن في نفس الوقت من تجنب الوحدة كما تساهم في الحفاظ على الذاكرة، ويفضل البعض متابعة أطوار المقابلات فقط بمتعة لاتختلف كثيرا عن تلك التلي يشعر بها لاعبو "الدومينو" مراكز البريد تتحول إلى أسواق شعبية في رمضان تحولت مراكز البريد الموزعة على مستوى ولاية سوق أهراس إلى شبه أسواق شعبية تتبادل فيها الشتائم وتفريغ المكبوتات بسبب الاكتظاظ ونقص السيولة وانقطاع الأنترنات وعزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية. طوابير، مراكز ضيقة وسيولة محدودة وهي حالة أغلب مراكز بريد ولاية سوق أهراس: مثل سدراته مداوروش، سوق أهراس والمشروحة حيث تشهد هذه المراكز إقبالا كبيراً للمواطنين من أجل سحب ماتوفر من المال لتغطية نفقات شهر رمضان بمقرات ضيقة مما دفع بالمواطنين إلى الانتظار خارج المبنى والتعرض لأشعة الشمس من أجل بلوغ أكشاك المركز. وهو نفس الوضع الذي ضاعف من معاناة زبائن بعض المراكز المالية، فالمركز البريدي لحي 69 مسكنا بسدراتة الذي يقع أسفل إحدى عمارات الحي لايشهد الادحام والتدافع فقط، بل أن ضيق مقره جعله يبدو مثل قاعة صغيرة أو مقهى يتدافع عليه الناس. من جهة أخرى أشار زبائن بريد الجزاذر بولاية سوق أهراس إلى الانقطاعات المتكررة التي تصاحب عمليات البحث عن بيانات الزبون على شبكة الانترنات التي تتدفق بصورة بطيئة جداً. آلات السحب.. وكثرة التعطلات أكد العديد من مستخدمي البطاقة المغناطيسية بولاية سوق أهراس أن آلات السحب لم تعد من أولوياتهم، لأسباب عديدة تتقدمها الأخطاء التي ترتكبها في حقهم من عدم ضخ القيمة المالية التي تم تدوينها مسبقا على لائحة الأرقام. والأمر المثير للانتباه أن كل الأخطاء التي تم تسجيلها كانت ضد مصلحة الزبون. فبمجرد تقديم الطعون في هذه الحالات من أجل استعادة حقوقهم يستغرق الوقت أكثر من 72 ساعة مادفع بالمواطنين إلى إعلان مقاطعة هذه الخدمة.