أكد البروفيسور كمال بوزيد، مسؤول مركز بيار وماري كوري والمختص في معالجة مرضى السرطان بأنواعه، أنّ داء البروستات يشهد ارتفاعا مستمرا ببلادنا، حيث انتقل من 10 حالات جديدة سنة 1999 إلى 450 حالة جديدة خلال 2008 بالمركز المذكور. ولاحظ بوزيد أن معظم المصابين بسرطان البروستات هم في حالة متقدمة من المرض ويخضعون إلى العلاج بالأدوية وعن طريق الأشعة، حيث يتكفل بحالاتهم مختصون في جراحة الكلى وكذا الأشعة الطبية. ونصح ذات المتحدث كل الرجال البالغ سنهم ال50 وما فوق بإجراء فحوصات وتحاليل خاصة بالبروستات لاكتشاف المرض في أوانه. وبهذا الصدد، يركز كمال عجالي، طبيب مختص، على ضرورة وضع استراتيجية للعلاج بمختلف جهات الجزائر، حتى يتسنى للمختصين التكفل الجيد بالمصابين على غرار ما هو معمول به بالدول المتقدمة. ويوضح عجالي بهذا الصدد أنّ تبني استراتيجية ووضع توصيات يتم تطبيقها من طرف الأطباء الممارسين والمختصين في جراحة الكلى والسرطان والكشف يساعد الجميع على التقدم في التكفل بهذا النوع من السرطان، خصوصا مع كون عملية التكفل مكلفة جدا وتشكل عبئا على الصحة العامة. وبمنظار الخبراء، لا تزال الوسائل الحالية للتكفل بسرطان البروستات محدودة جدا خاصة بالمستشفيات الجامعية التي تكتفي بإجراء العمليات الجراحية والعلاج بالأشعة. وتصنّف السجلات الحالية سرطان البروستات بين المرتبتين الرابعة والسابعة ولكن مقارنة مع الدول المتقدمة، يأتي هذا النوع من الأمراض في صدارة مجموع أنواع السرطان بالجزائر، في وقت يتأسف مراقبون لقلة المراكز الجزائرية التي تتكفل بسرطان البروستات، لاسيما الجراحة والعلاج بالأشعة. ويلفت أطباء مختصون أنّ سرطان غدة البروستات يظهر عن طريق اضطرابات في البول مشابهة لبعض الأمراض غير الخبيثة عند الأشخاص البالغة أعمارهم بين 40 إلى 55 سنة، بيد أنهم يشيرون إلى أنّ المشكل المطروح يبرز في كون نسبة 80 بالمئة من المصابين يتقدمون إلى العلاج في مرحلة حرجة من المرض، ما يجعل المختصين يكتفون بمرافقة المريض فقط، ما يفرض حتمية التشخيص المبكر للمرض حتى يتمكّن المختصون من التكفل ووصف العلاج في الوقت المناسب. ويرى الدكتور "توفيق بلوصيف" المختص في جراحة الكلى أنّ التكفل بسرطان البروستات يتطلب فريقا طبيا متعدد الاختصاصات ابتداء من علم التشريح الباطني إلى المختصين في علم السرطان. ويضيف أنه توجد عدة وسائل لعلاج سرطان البروستات، لكن وصفها للمريض يفرض تدخل عدة اختصاصات حتى يكون العلاج مناسبا ويعطي نتائج مرضية. وبحسب الدكتور بلوصيف، فإنّ المعطيات الحالية لهذا النوع من السرطان بعيدة عن الواقع الجزائري لأنها تعتمد على فحوصات التشريح الباطني، مؤكدا بأن نسبة 40 بالمئة من المصابين لا يخضعون لهذه الفحوصات. وتؤكد بيانات رسمية أن مرض سرطان غدة البروستات ثاني متسبب في وفيات الرجال بالجزائر بعد سرطان الرئة. ويوضح البروفيسور قادة بوعلقة، أن الرجال صاروا مهددين أكثر من أي وقت سابق بالإصابة بهذا الورم الخبيث، حيث يتسبب داء البروستات في موت ألفي رجل كل سنة بسرطان المثانة والبروستات.