كشف البروفيسور كمال بوزيد، المختص في معالجة أمراض السرطان بمركز بيار وماري كوري في العاصمة، أن الجزائر تحصي أزيد من ثلاثة آلاف حالة جديدة كل سنة لسرطان البروستات عند الأشخاص المسنين، مشيرا إلى أنه أصبح في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب الرجال في الجزائر، مؤكدا أنّ الأرقام المتوفرة لا تعكس الحقيقة في ظل غياب سجل محلي دقيق حول مدى انتشار هذا النوع من السرطان· أوضح البروفيسور بوزيد، على هامش الملتقى الوطني الخامس للجمعية الجزائرية لأطباء المسالك البولية الخواص، أمس، أن سرطان البروستات يصيب غدة البروستاتة الصغيرة الموجودة على شكل حبة جوز التي تنتج السائل المنوي، وهو السائل الذي يغذي وينقل الحيوان المنوي· وأشار المتحدث إلى أن الإصابة بهذا المرض تشكل شبحا مخيفا ليس لأنه يهدد حياتهم فحسب، بل لأنه يهدد قدراتهم الجنسية، وهو ما يجعل معظم الرجال، مثلما يقول البروفيسور بوزيد، يتحاشون إجراء التحاليل الطبية، ما أدى إلى كون معظم المصابين بالمرض، في حالة متقدمة ويخضعون للعلاج بالأدوية وعن طريق الأشعة، حيث يتكفل بحالاتهم مختصون في جراحة الكلى وكذا الأشعة والمصورة الطبية· كما نصح البروفيسور دحدوح الرجال البالغة سنهم ال50 وما فوق، بإجراء فحوصات وتحاليل خاصة بالبروستات لاكتشاف المرض في أوانه، حتى يتسنى للمختصين التكفل الجيد بالمصابين على غرار ما هو معمول به بالدول المتقدمة· كما تطرق ذات المتحدث إلى دليل طبي جديد بدأ توزيعه أمس على مختلف الأطباء، تم إعداده من طرف أطباء ممارسين ومختصين في جراحة المسالك البولية والسرطان، من أجل إبراز أهم الخطوات الممكن اتباعها لمعالجة هذا الداء، خصوصا وأن عملية التكفل مكلفة جدا وتشكل عبئا على الصحة العمومية· وفيما يتعلق بالكشف المبكر، قال ذات المتحدث إنها تستهدف أكثر الشريحة التي تتشكل خطورة عليها، والتي لها سوابق عائلية قبل غيرها، إذ أن 10 بالمائة من الإصابات وراثية، ولذلك، فإنه ينبغي على كل الأطباء الذين يستقبلون مرضى فوق الخمسين سنة توجيههم لإجراء تحليل ''بي أس أ'' و''ك· أ'' وإجراء فحص على مستوى فتحة الشرج أو ما يسمى''توش ريكتال''·