ها هوالشهر الفضيل قد ولى ونحن نقضي على أيامه الأخيرة إيذانا بقدوم عيد الفطر المبارك الذي تستدعي العادة طبعا أن نستقبله بحلة باهية الطلعة وأن نحضر لاستقباله ببعض من انواع الحلويات التقليدية الشهية التي ألفنا إعدادها خصيصا لهاته المناسبة الدينية المباركة "فلا رائحة ونكهة لعيد الفطر دون كعك الطابع، البقلاوة، الصامصة أومقروط اللوز والعسل" هذا ما تجمع عليه نساء مدينة القليعة العريقة اللواتي عرف عنهن تفنن أناملهن في صنع كل أشكال وألوان الحلوى التفليدية الأصيلة التي تمثل موروثا شعبيا زخيا يجب المحافظة عليه حتى لا يزول ويندثر ويتجلى للعيان حتما اهتمام نساء القليعة بهذا الفن الأصيل من خلال كثرة ارتيادهن هاته الأيام على محلات بيع مستلزمات الحلوى لاقتناء ما تيسر من مواد اساسية في صناعة الحلوى كالدقيق، ماء الزهر، الدهون، المكسرات على راسها اللوز والجوز . "الأمة العربية" تنقلت إلى الأسواق الشعبية قصد نقل أجواء التحضيرات خلال الأيام المعدودة الأخيرة من الشهر الفضيل، حيث زارت عددا من المحلات المتخصصة في بيع مواد صناعة الحلويات، قي الحقيقة فقد استحال علينا أن نلج بعضها نتاج الزحام والاكتظاظ الشديدين إلى درجة الاحتكاك اللصيق بسبب كثرة الوافدات من ربات البيوت وحتى النساء العاملات، غير أننا سرعان ما تسللنا من بين صفوفهن وحشودهن ولكم انذهلنا لارتفاع أسعار مواد صناعة الحلوى التي فاقت كل التوقعات هذا العام خصوصا بعض الدهون والسكر واللوز التي التهبت بشكل فاحش. من جهتهن المتبضعات لم تجد لها تفسيرا سوى أنه مع اقتراب كل مناسبة عيد الفطر المبارك، يعمد التجار كما جرت العادة إلى الرفع من الأسعار لتحقيق الربح السريع في غضون هاته الأيام القليلة المتبقية من شهر الصيام والتي تعد بالنسبة لهم فرصة لا تعوض على حد تعبيرهن وهوما يفسر غلاء ثمن اللوز على سبيل المثال الذي تجاوز سقف ال700 دج للكيلوغرام الواحد والرفع من تسعيرة السكر الذي وصل الكيلوغرام الواحد منه إلى ال100 دج بعدما كان في العام الفارط لا يتعدى ال50 دينارا وهي عوامل قد تدفع بكثير من النسوة إلى العزوف نهائيا ربما عن صنع الحلوى هذا العام بالنظر للالتهاب أسعارها ما سيحرم افراد العائلات خصوصا الأطفال منهم من تذوق حلاوة العيد وانتشاء لذة الفرحة والغبطة والسرور. من جهتنا ورغبة منا في معرفة رأي النساء حول غلاء مواد صناعة الحلوى سالنا السيدة "خيرة" التي التقينا بها تتبضع بأحد المحلات الخاصة ببيع مواد الحلوى المتواجدة بوسط مدينة القليعة فردت علينا بانها مرتفعة جدا هاته السنة وما علينا على حد تعبيرها إلا أن نودع "زمن البقلاوة والتشاراك" فماذا بقي بعد أن تعدى ثمن الكيلوغرام الواحد من السكر ال100 دج لتردف بقولها :"ساكتفي فقط بشراء بعض الدهون والدقيق والفول السوداني فاللوز أكيد لا أقدر عليه بعدما صار حكرا على العائلات الميسورة والثرية كما تقول، وتفاديا للتكاليف الثقيلة خصوصا وأن زوجي يتقاضى أجرا زهيدا فسأعد فقط نوعين من الحلوى لمناسبة عيد الفطر." أما السيدة خديجة فلا تكترث بتاتا لمعضلة الغلاء وكعادتها خلال كل مناسبة عيد فطر تفضل التنويع في الحلويات التقليدية التي تشمل قائمة كبيرة على رأسها البقلاوة التي تلقبها بعروس مائدة القهوة والشاي في صبيحة يوم عيد الفطر المبارك فلا تخلى القعدة العائلية في هذا اليوم المبارك والسعيد دون رائحة العسل وماء الزهر على حد تعبيرها كما نصنع الحلوى تقول خديجة أيضا للتصدق بالبعض منها للأقارب والجيران سعيا لوصل الأرحام وتوثيق صلة الجيرة التي تبقى.