تتعرض فرنسا لاضطرابات خطيرة في حركة القطارات والطائرات بسبب إضراب يبدأ في وقت متأخر، يوم أمس الأول، في مسعى من اتحادات العمال لحشد ملايين المحتجين على خطط لرفع سن التقاعد. وستستمر معظم الإضرابات 24 ساعة وستنظم بحيث تتزامن مع طرح مشروع قانون لاصلاح معاشات التقاعد على البرلمان. ويتوقع أن تؤثر الإضرابات بشدة على وسائل النقل العام والمدارس. وتماثل الإضرابات العمالية في فرنسا احتجاجات في العديد من الدول الأوروبية على إجراءات تقشف فرضت لتقليص عجز الموازنات الذي ارتفع نتيجة الأزمة الاقتصادية في عامي 2008 و2009. وواجهت حكومات اليونان واسبانيا وايطاليا ورومانيا إضرابات احتجاجا على تخفيضات مؤلمة في الأجور والإنفاق العام.كما ستتعرض شبكة قطارات الأنفاق في لندن للاضطراب لاحقا مع إضراب العاملين احتجاجا على خفض الأجور وتقليص عدد العاملين في أعقاب أسوأ تراجع اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية.وأيدت الاتحادات الفرنسية مسيرات في الشوارع منذ بداية الأسبوع الجاري احتجاجا على سياسة القانون والنظام التي يتبعها الرئيس نيكولا ساركوزي في أعقاب ترحيل جماعي للمهاجرين. وتأمل الاتحادات أن يخرج مليونا شخص أوأكثر إلى الشوارع للاحتجاج على إصلاحات مقترحة لنظام التقاعد وقال برنار تيبوزعيم الاتحاد العام للعمل "سي.جي.تي" أحد أكبر نقابتين في فرنسا "هذه لحظة خطيرة". وندد ديدييه لوريست رئيس قسم العاملين بالسكك الحديدية بالاتحاد العام للعمل بالإصلاحات المقترحة لقانون التقاعد ووصفها بأنها "قاسية" قائلا لصحيفة لوباريزيان أن 60 في المائة من سائقي القطارات يتوقع أن يشتركوا في الإضراب.ويقول ساركوزري انه مستعد لتقديم بعض التنازلات، لكنه لن يتراجع عن أساسيات الإصلاح وهي رفع الحد الأدنى لسن التقاعد من 60 سنة الى 62 سنة والسن التي يمكن فيها للمتقاعدين الحصول على معاش كامل من 65 سنة إلى 67 سنة.