أكد الباحث والخبير في مجال الإرهاب إلياس بوكراع نائب رئيس المفوضية الإفريقية لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي، أمس، من خلال عرضه للأوضاع المتأزمة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الأمراض والأوبئة والحروب العرقية، أن الدول الأجنبية باستغلالها لهذه المشاكل المتداخلة فيما بينها إلى الضغط على دول الساحل الإفريقي وبسط نفوذه تحت لواء مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة معتبرا في ذات السياق، أن ما تقوم به دول الشمال إلا سيناريوهات محبوكة مرتبطة خيوطها أساسا بالمصالح الشخصية المتواجدة في الساحل الإفريقي، موضحا في هذا الصدد أن الجماعات الإرهابية المسلحة ترتكز في البلدان الفقيرة والغنية باطنيا، وهو ما يبرر إلحاح تدخل الدول الخارجة عن شريط الساحل نظرا لوجود الثروات الطبيعية التي تتميز بها إفريقيا، كما دعا إلياس بوكراع نائب رئيس المفوضية الإفريقية لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي، دول الساحل الإفريقي إلى رفض التدخل الأجنبي في المنطقة و بسط قواعده العسكرية التي قال عنها أنها تسعى إلى تحقيق مطامعها الشخصية في المنطقة لا غير، من جهة أخرى أعطى إلياس بوكراع مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها أن تقلص خطورة التمركز الإرهابي بالمنطقة وارتباطه الوثيق بالجريمة المنظمة، وذلك من خلال دعم القوى المحلية وتشجيع التجارة و الاقتصاد في المنطقة قصد إجهاض القوى الإرهابية ورفع معدلات التنمية والقضاء على الفقر والأمراض وأغلب المشاكل التي تعاني منها المنطقة في كل الميادين. وخلال محاضرة نشطها في مركز "الشعب" للدراسات الإستراتيجية، أمس، حول موضوع "مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي"، كما عرج المتحدث من خلال استعراضه لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب التي رآها ناجعة مشيرا في حديثة إلى أن الساحل الإفريقي أصبح منطقة عبور الممنوعات والتجارة غير الشرعية بما فيها تجارة الأسلحة و المخدرات إلى جانب ذلك اعتبرها البؤرة التي تنصهر فيها الجماعات الإرهابية، التي قال عنها أنها عوامل رئيسية مهددة للاستقرار السياسي في المنطقة، مؤكدا في هذا الصدد على أن هذه الجريمة المنظمة لا يمكن محاربتها بالسلاح و الجيش فقط و إنما بتكاثف الجهود من خلال بسط الجهاز القانوني و الجيش و استراتيجيات أمنية، مشددا بذلك على ضرورة امتلاك هذه البلدان المتأثرة للإرادة السياسية في محاربة الإرهاب.