حذر أمس المدير بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث في الإرهاب إلياس بوكراع من خطر تحول المساعدة التي تقدمها الدول الغربية الكبرى لبلدان الساحل في إطار مكافحة الإرهاب إلى تدخل أجنبي في شؤون هذه الدول، موضحا عشية انعقاد ندوة وزارية تنسيقية لبلدان المنطقة الساحلية-الصحراوية، أن التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب يجب أن يتم في إطار واضح وشفاف ودائم. قال الخبير إلياس بوكراع إن » الإرهاب خطر عابر للحدود يتطلب تعاون كل المجموعة الدولية لكن يجب أن يتم هذا التعاون وفق الاحتياجات المعبر عنها من طرف الدول الأكثر عرضة لهذا الخطر ولا يجب أن يتحول إلى تدخل في شؤونها الداخلية«، واعتبر المدير بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث في الإرهاب، أن المساعدات التي تقدمها الدول القوية لمحاربة الإرهاب ضرورية لكنه أشار إلى مجموعة من الشروط والمقاييس التي ينبغي أن تتم وفقها هذه المساعدات حتى تساهم وبشكل فعال في القضاء على هذه الظاهرة ولا تؤدي إلى ما وصفه ب»تعقيد المعادلة الأمنية«في حال ارتبطت هذه المساعدات بنوايا وأهداف أخرى تحت غطاء محاربة الإرهاب، ومن ضمن الشروط التي أشار إليها بوكراع في تصريح له على هامش الورشة الجهوية حول تقديم المساعدة في مجال التحقيق حول تمويل الإرهاب المنظمة من طرف المركز الإفريقي، تحدث مدير المركز الإفريقي للدراسات عن ضرورة أن يتم التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب في إطار واضح ودائم المعالم وحسب الاحتياجات المعبر عنها في شفافية وبنية مكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود حتى القضاء عليها، محذرا من تحول هذه المساعدات إلى تدخل أجنبي الذي يمكن -كما قال- أن »يعقد المعادلة الأمنية«. وفي كلمة وجيزة ألقاها خلال افتتاح الندوة، أكد المدير بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسة و البحث حول الإرهاب بوكرع أن الإرهاب أضحى اليوم »الخطر الرئيسي« الذي يهدد البشرية بمرمتها.وبعد أن ذكر أن »كل يوم يمر يفرض علينا هذه الحسابات المأتمية المتمثلة في تقييم عدد الموتى والجرحى ضحايا الاعتداءات الإرهابية«، أوضح بوكرع أن المجتمع الدولي والإتحاد الإفريقي جعلا هذه الآفة »ضمن أولى الأولويات«، مضيفا أن »إعادة انتشار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في المنطقة الساحلية-الصحراوية وبروز تنظيم الشباب بقوة في القرن الإفريقي وانتشار تنظيمات مؤيدة وتابعة للقاعدة بإفريقيا الغربية وإفريقيا الوسطى تؤكد لنا في كل يوم على ضرورة التعاون أكثر من أجل الرد بشكل أمثل«. ومن جهته، أوضح سفير كندا في الجزائر باتريك باريسو، أن عدة بلدان من شمال وغرب إفريقيا معرضة للتهديد الإرهابي منذ سنوات عدة، مسجلا أن »القاعدة في المغرب الإسلامي تعد أنشط مجموعة إرهابية في شمال إفريقيا وتشكل بالتالي تهديدا كبيرا على المصالح الجزائريةوالغربية في المنطقة«، كما أكد السفير الكندي أن بلاده عازمة على العمل مع الجزائر وبلدان منطقة الساحل حيث يهدد الإرهاب أمن المواطنين. وبخصوص أهداف هذا الملتقى أشار بوكراع أن الأمر يتعلق بتكوين محققين مختصين في مكافحة تمويل الإرهاب الذي »أصبح اليوم حقيقة معقدة جدا يجب أن تحدد معالمها«. وعن تبييض الأموال والاختطاف وسلب الأموال والتهريب والنشاط في القطاع الموازي كمصادر تمويل الإرهاب اعتبر المتحدث أن تبادل المعلومات يشكل»أحسن صيغة« لمكافحة هذه الآفة العابرة للحدود.