برهن مدرب شبيبة القبائل ألان غيغر مرة أخرى على دهائه وقراءته الجيدة لطريقة لعب المنافس خلال المرحلة الثانية من المباراة التي جمعت فريقه بالمضيف أهلي البرج بملعب هذا الأخير، حيث عرف كيف يوظف أشباله على الميدان و يصل إلى شباكه لمرتين دون أن يشكل الفريق المحلي أية خطورة على مرمى عسلة، وربما تكمن نقطة قوة هذا المدرب في قدرته على العودة و قلب الأوضاع في الأشواط الثانية، حيث و بإلقاء نظرة خاطفة على المباريات التي لعبتها الشبيبة في رابطة الأبطال الإفريقية نجد أن الأهداف الحاسمة التي سجلتها كانت كلها في المراحل الثانية، حيث برزت بوضوح لمسة المدرب السويسري من خلال تغيير طريقة اللعب و كذلك تبادل الأماكن بين اللاعبين، وهو الأمر الذي أتى بأكله كاملا لو لم يخنه الحظ في مباراة الذهاب للدور نصف النهائي للمنافسة الإفريقية أمام مازيمبي الكونغولي. غيغر " إرادة اللاعبين الكبيرة في الفوز أبهرتني" وأهم النقاط الإيجابية التي سجلها غيغر في مباراة أول أمس هو قدرة اللاعبين على تجديد معنوياتهم بسرعة، حيث لم يكن ينتظر منهم تلك اللعب بتلك الإرادة، وقال في هذا الإطار " حقيقة أبهرتني العزيمة الكبيرة التي دخل بها أشبالي، صحيح أني تحدثت معهم قبل المباراة و حاولت إقناعهم بأن المغامرة الإفريقية انتهت و يجب صب كامل التركيز على البطولة، وقلت لهم بأن نتيجة مباراة البرج هامة، و أظن أن إرادتهم فاقت كل التوقعات، وبالمناسبة أشكرهم على ذلك". خط الدفاع يصحح أخطاء الماضي و رماش قد يكون ظهيرا أيمن من جانب آخر، كان أداء خط الدفاع في المستوى، حيث بدا التنسيق واضحا هذه المرة بين الثنائي ريال و العائد بلكالام في غياب المالي كوليبالي، ولم يقم بارتكاب أخطاء كثيرة، إذ أن يبدو أنه استفاد من التعليمات التي وجهها له الطاقم الفني، كما أن مركز الظهير الأيمن الذي كان الهاجس الأكبر لغيغر يبدو أنه سيجد الحل أخيرا، فاللاعب رماش أثبت قدرات عالية في تغطية هذا المنصب بامتياز و باستطاعة المدرب أن يعول عليه في المباريات القادمة، و جدير بالذكر أن رحيل مفتاح ترك فراغا كبيرا من هذه الجهة التي كانت مصدر قوة الشبيبة، ورغم تجريب كل من كوليبالي و نساخ في هذا الرواق إلا أن مردودهما لم يكن في المستوى. خط الهجوم ينتعش وفي نفس السياق، يعيش خط هجوم الشبيبة في أوج عطائه في البطولة، حيث تمكن من تسجيل خمسة أهداف في مبارتين و هذا يدل على أن المدرب غيغر خرج من المألوف و قرر دخول معترك المنافسة المحلية بالطريقة الهجومية، فبالإضافة إلى توفر القاطرة الأمامية على عناصر لامعة في صورة يحي شريف، حميتي، أزوكا، عودية و يونس، فإن خط وسط الميدان الهجومي الذي يقوده تجار لعب دورا كبيرا في انتعاش الهجوم. يونس " أقول لأنصار الكناري انتظروا أهداف كثيرة مني هذا الموسم" و من جهته، أكد المهاجم يونس سفيان أنه كان كثيرا الإشتياق لدخول المنافسة بألوان الشبيبة، وقد وفى بوعده عندما قال من قبل أنه سيصنع أفراح أنصار الكناري هذا الموسم، حيث افتتح عداده بأول هدف في مرمى أهلي البرج في انتظار المزيد، وقال في هذا الشأن " عندما تشتاق للعب فإنك ستفجر طاقاتك في أول فرصة تعطى لك، وهو ما حدث معي في مباراة البرج، حيث كنت أشعر برغبة كبيرة في الدخول، و الحمد لله أني تمكنت من التسجيل، لقد كانت فرحتي كبيرة عندما سمعت الأنصار يهتفون باسمي، أعدهم أنني سأكون أفضل في الجولات المقبلة، وأقول لهم انتظروا المزيد من الأهداف". تشكيلة الشبيبة تدخل في التحضيرات لمواجهة الشلف من المنتظر أن تعود التشكيلة القبائلية على أجواء التدريبات يوم غد تحضيرا لمباراة الجولة الخامسة أمام جمعية الشلف في ملعب أول نوفمبر، حيث أن الجميع عازم على إضافة النقاط الثلاثة و تجنب أخطاء الموسم المنصرم الذي شهد تضييع عدد كبير من النقاط داخل القواعد مما كان أحد أسباب ضياع اللقب و المركز الثاني كذلك، إذ أكد الرئيس حناشي أن البداية القوية هامة جدا لأي فريق يريد لعب الأدوار الأولى، و رغم أن كل التكهنات توحي بأن المباراة في متناول الشبيبة، إلا أن المدرب غيغر حذر لاعبيه من الغرور و استسهال المنافس، وقال أن الفوز العريض للجمعية بميدانها أمام مولودية العلمة ستكون حافز لها لمحاولة تسجيل نتيجة إيجابية أخرى بتيزي وزو وتجديد مقولة الشبح الأسود خاصة وأن أسود الونشريس يتواجدون في معنويات جد مرتفعة بعد تحقيقهم لثلاثة انتصارات متتالية، كما أكد غيغر أن اللعب بنفس الإرادة في كل المبارياتمهما كان وزن المنافس هي أحد مفاتيح الإنتصارات. طبول الداربي القبائلي بدأت تقرع في بجاية و تيزي وزو بدأت حمى الداربي القبائلي بين شبيبة القبائل و شبيبة بجاية، الذي سيكون ملعب الوحدة المغاربية ببجاية مسرحا له، تنتشر في شوارع المدينتين، حيث لا حديث بين أنصار الفريقين إلا عن موعد الجولة السادسة، و زيادة على الحساسية المفرطة بين الطرفين و التي ارتفعت خلال المواسم الأخيرة، فإن هذه المرة هناك مؤشرات جديدة قد تلعب دورا كبيرا في تأزيم الوضع وأهمها على الإطلاق الصراع الكبير الذي دار بين الرئيسين حناشي و طياب، حيث أن هذا الأخير وجه انتقادات لاذعة جدا لحناشي متهما إياه بإطلاق تصريحات لا تمت بالصلة للأعراف الرياضية وانه ضد الجميع و يعتبر نفسه وحده على صواب، ويعود ذلك إلى اتهام رئيس الكناري لرؤساء الأندية الخمسة التي جددت التعاقد مع نجمة وهي شبيبة بجاية، مولودية وهران، مولودية العلمة، شباب بلوزداد وأهلي البرج بالخيانة، حيث قال أنهم تراجعوا عن فكرة تدعيم الأندية الهاوية في صراعها مع الفاف، و هو الأمر الذي أثار حفيظة طياب و جعله يخرج عن صمته و يوجه كلام ثقيل لحناشي، و قد استاء أنصار وكل أسرة الكناري لذلك خاصة عندما أكد طياب دعمه لروراوة، و امام هذه المعطيات و كذلك بناءا على الغليان الذي يعيشه الشارع الرياضي في بجاية و تيزي وزو، فإن داربي هذا الموسم سيجرى على صفيح ساخن سواء فوق الميدان أو في المدرجات، فبالإضافة إلى صراع الأنصار، فإن ظهور اللاعبين مروسي و مفتاح بألوان يما قوراية في أول مواجهة لفريقيهما السابق سيزيد من حدة الصراع، وهذا فضلا عن كون الفريقين يتنافسان هذا الموسم على لقب البطولة.