تتكرر كل عام ظاهرة معاناة الأسرة التربوية والأولياء وحتى التلاميذ أمام المدارس، ورغم الشكاوى التي تقدم بها أولياء الأمور وحتى المعلمين، والمحاولات الفردية من بعض المدارس لحلها، إلا أنها فشلت والمشهد نلاحظه يوميا عند دخول وخروج التلاميذ من أقسامهم، حيث يجدون آباءهم بانتظارهم عند أبواب الابتدائيات على وجه التحديد، فيتدافعون جريا نحو ذويهم، في الوقت الذي يصل ببعض الآباء لتخطي باب الابتدائية لملاقاة أبنائهم بالرغم من أن القانون الداخلي للمدرسة يحظر ذلك، ولكن كل مساعي إدارة تلك المؤسسات التربوية باءت بفشل ذريع أمام تعنت الآباء، ويتحكم الطريق وازدحامه في موعد وصول التلاميذ إلى مدارسهم بحكم ذهابهم إليها راكبين سيارات أهاليهم الذين يتفرغون كل صباح ومساء لتوصيل أطفالهم لمدارسهم، أحد الآباء حدثنا في الموضوع، فقال إنه يعيش ضغط الازدحام يوميا ليوصل ابنه إلى مدرسته، حيث يدرس في القسم التحضيري، ويرى أن هذا الازدحام يتسبب فيه الآباء أنفسهم بحكم سعي كل واحد منهم إلى إيصال ابنه بالسيارة كون الأطفال صغارا ولا يمكن أن يعتمدوا على أنفسهم للوصول إلى مدارسهم. كما أن الوقت صباحا ضيق للغاية، فالآباء مربوطون بموعد دخول الأطفال إلى المدرسة من جهة وبموعد الدوام اليومي بالعمل من جهة أخرى، وهو ما يسبب ضغطا مضاعفا، بحيث أنه يتوجب عليهم الإسراع قدر الإمكان لتوصيل التلميذ والوصول إلى المكتب، كذلك يقول أب آخر وهو يبدي تذمره الشديد من صورة الازدحام اليومي أمام المدارس ليس فقط بسبب السيارات، ولكن أيضا بسبب الراجلين كذلك فكون معظم الابتدائيات تقع وسط أحياء سكنية، وبحكم أن الثامنة هو وقت الذروة الصباحية فإن الاكتظاظ لا يحتمل أمام المدارس فبعض الآباء، حسبه لا يكتفون بتوصيل أطفالهم إلى المدرسة بسياراتهم أو غير ذلك وإنما يتسمرون اما الباب حتى يرن الجرس ويغلق باب المدرسة بالرغم من أن التلاميذ يدخلون مباشرة إلى ساحة المدرسة بمجرد وصولهم في انتظار صعودهم مع معلميهم إلى أقسامهم وهو ما يشكل ازدحاما من نوع آخر، وقال آخر إنه لا يجد صباحا مكانا لركن سيارته مهما حاول الوصول إلى المدرسة مبكرا، ما يجعله يحاول ركن سيارته في حظيرة حي سكني مجاور ثم قصد المدرسة مشيا، وهو ما جعله يوما يقف على مشهد شجار بسبب دهس أحدهم لسيارة الآخر بفعل الازدحام الشديد. وأدى الازدحام الموجود أمام المدرسة إلى تعرض أب آخر إلى مخالفة مرورية صباحا، لا يعرف لها سببا حتى الآن، حيث يقول إن التكدس الشديد في الشارع المؤدي إلى مدرسة أولاده أدى مؤخرا إلى توقف الحركة في الطريق الرئيسي كليا، وخلال ذلك فوجئ بشرطي المرور يطلب رخصة سياقته، واعتقد حينها أنه مجرد إجراء عادي إلا أنه فوجئ به يحرر له مخالفة تجاوز وكذا لعدد من السائقين خلفه وأمامه، وترجع الظاهرة إلى أنانية بعض أولياء الأمور، رغم محاولات المدرسة لايجاد الحلول على غرار وضع سلاسل حديدية على بعد أمتار من المدرسة لمنع مرور السيارات وضمان انسيابية الحركة عند مداخلها أو بناء رصيف يقسم الطريق إلى شطرين، بحيث يخصص الأول للمعلمين لركن سياراتهم والرصيف الثاني مخصص لأولياء الأمور، ولكن هذه الحلول لم تر النور.