تناقلت وسائل الإعلام المغربية، صباح أمس، خبر منع المنشق الصحراوي مصطفى السلمى من دخوله مخيمات تندوف رفقة شقيقه، بينما راحت جرائد مغربية أخرى تتهم السلطات الجزائرية باعتقالهما دون تقديم الأدلة الملموسة في مثل هذه الأمور. والظاهر أن المغرب يحاول بشتى الطرق لفت الانظار نحو الجزائر ولعب لعبة أخرى من أجل اخفاء جرائمه الدامية خلال هذا الأسبوع ضد العزل في مخيمات العيون، وهي جريمة التي لا يمكن إخفاؤها باي حال من الأحوال ولا إلهاء الرأي العام المغربي بتوجيه انظاره نحو الجزائر، حيث باتت هذه اللعبة مكشوفة للجميع، ويبدو أن محمد السادس بدأ يستشعر بالخطر ويحاول ان يقتسم حماقته مع الجزائر من خلال اقحام السلمى المنشق عن البوليساريو في صراعه مع الجزائر. وما يمكن قوله، هو لماذا يرسل المغرب هذا المنشق الى مخيمات تندوف في هذا الوقت بالذات؟ ومادام أنه مواطن صالح ومهدد من طرف الجزائر، فلماذا يسمح له نظام المخزن بالذهاب الى الجزائر بالذات؟ رغم حرص المغرب على سلامة السلمى. اللعبة انكشفت والمغرب صار يتورط كل يوم الى الأذنين في نتائج خياراته الحمقاء التي حسب لها، ولكن حساباته طلعت كلها خاطئة، وتبقى الجزائر الشماعة الوحيدة التي يمكن أن يعلق عليها المخزن هزائمه المتلاحقة دبلوماسيا وانسانيا، في محاولة لإلصاق كل الصفات التي يتصف بها بالطرف الجزائري، خاصة اذا ما تعلق الأمر بحقوق الانسان. والظاهر ان الامور انكشفت للراي العام الدولي، واللعبة الأخيرة تدخل في يأس المخزن من كل الحلول التي كان يرى انها تصله الى اطماعه المعروفة. ويمكن القول إن السلمى ورقة ضعيفة جدا، وهي دليل آخر على ان المغرب خسر كل اوراقه التي راهن عليها منذ عقود، وهاهو كل يوم يرى اوراقه تحترق ويغرق في شر ما خطط بعدما اراد الشعب الصحراوي الحياة، فاستجاب له القدر. وبدورها، راحت المنظمات المغربية المختلفة تشحذ الههم من أجل اطلاق سراح السلمى وابعاد الانظار عن الذي يجري في العيون وتوجيهها وتركيزها على الجزائر، في الوقت الذي يتساقط ابناء الشعب الصحراوي تحت القمع المغربي ولا يلتفت اليهم لا المنظمات ولا الجمعيات المغربية حتى تلك التابعة لحقوق الحيوان، وكأن السلمى الشرطي المغمور صار رمز الكفاح، في الوقت الذي يموت الأبرياء من الأطفال والنساء الصحراويين من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، والأكيد أن قضية السلمة ستأخذ نصيبها من الأخذ والرد بما أنها ورقة وحيدة إلى غاية أن يجد المغرب ورقة أخرى يوجه بها الأنظار للجزائر . تجددت، أمس الأربعاء، المواجهات بين محتجين صحراويين وقوات الأمن المغربية في مدينة العيون بالصحراء الغربيةالمحتلة. ونقلت مصادر إعلامية منها موقع الإذاعة الوطنية عن شهود قولهم إن متظاهرين قاموا باستعمال الحجارة والعصى للتنديد بقيام القوات المغربية باقتحام المنازل في إطار حملة تمشيط بعد مواجهات، أمس، التي تسببت في مقتل 11 صحراويا في اعتداء وحشي وهمجي للقوات المغربية. واتهمت جبهة البوليساريو قوات الأمن المغربية باستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والهري والحجارة وخراطيم المياه ضد المدنيين المسالمين العزل. وأضافت في بيان أصدرته أن 11 صحراويا قتل على أيدي القوات المغربية وأن 723 شخصا آخر جرحوا في هذه المصادمات، مضيفة أن 159 آخرين يعتبرون في عداد المفقودين. اختتام المحادثات غير الرسمية بين البوليساريو والمغرب وبالنسبة للجولة الثالثة من المحادثات غير الرسمية التي انتهت، مساء أول أمس، حول مستقبل الصحراء الغربية، والتي بدأت منذ الاثنين الفارط في مانهاست بالقرب من نيويورك دون التوصل إلى نتيجة. وكانت المفاوضات بدأت تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية كريستوفر روس بحضور وفدي الطرفين وممثلي البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا. وقد عكر المفاوضات الهجوم العسكري المغربي على المدنيين الصحراويين. وفي ختام الاجتماع، قال كريستوفر روس إن المغرب والبوليساريو، أجريا محادثات موسعة وصريحة حول مقترحات كل منهما بخصوص الصحراء الغربية، في جو من الاحترام المتبادل على الرغم من أن كل طرف استمر في رفض اقتراح الطرف الآخر كأساس للمفاوضات المقبلة، وأضاف أن المشاركين قرروا الاجتماع مجددا في شهر ديسمبر بجنيف وكذلك مطلع العام المقبل من أجل مواصلة عملية المفاوضات التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي ووفق مقاربات جديدة. الصحف الأمريكية رصدت العنف المغربي كما أكد الناطق باسم الأممالمتحدة أنه "من المؤسف" أن يؤثر هذا التصعيد العسكري للقوات المغربية والأحداث التي سبقت الاجتماع غير الرسمي علي "الجو الذي تنعقد فيه هذه المفاوضات"، وكانت الصحف الأمريكية قد نقلت بالتفصيل عنف القوات العسكرية المغربية ضد الصحراويين. مظاهرات بمدريد وروما أمام سفارة المغرب من جهة، تظاهر مئات الأشخاص أمام سفارة المغرب بمدريد لإدانة الاعتداء الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين "بمخيم الحرية" بالقرب من العاصمة الصحراوية المحتلةالعيون، والذي يأوي أكثر من 26 ألف صحراوي أعزل، وقد تسبب حسب حصيلة أولية في مقتل 11 شخصا وإصابة 723 بجروح متفاوتة الخطورة وفقدان 159 آخر، وتخريب المئات من المنازل والمحلات والسيارات المملوكة للصحراويين ومازال يصنع الحدث الدولي. وقد قررت، أمس، عدة جمعيات ايطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي تنظيم تجمعا بعد ظهر يوم الجمعة أمام سفارة المغرب بروما احتجاجا على القمع الممارس ضد السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة. وسيكون هذا التجمع، الذي سيشارك فيه أيضا قادة ومناضلون في أحزاب سياسية ايطالية ونقابات ومتعاطفين مع القضية الصحراوية، حسب نفس المصدر، مناسبة للتنديد باختراق حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وبالهجوم الدموي الأخير الذي شنته قوات الأمن المغربية ضد "مخيم الحرية" قرب مدينة العيونالمحتلة.