انطلقت في حديقة هايد بارك الشهيرة بلندن، مظاهرة حاشدة بمشاركة الآلاف من المناهضين للحرب للمطالبة بسحب القوات العسكرية من أفغانستان. وتدفق الآلاف إلى لندن من بينهم نقابيون ونشطاء سلام وأفراد من الجالية المسلمة في البلاد، حيث سار المتظاهرون وسط الهتافات و الشعارات المعادية للحرب في أفغانستان حيث كان من بين المتظاهرين، أعضاء في مجلس العموم البريطاني وشخصيات سياسية بشوارع وسط لندن، ورفعوا لافتات طالبت بعودة القوات للبلاد. وبادر إلى المظاهرة "تحالف أوقفوا الحرب" و"حملة نزع السلاح النووي" و"المبادرة الإسلامية في بريطانيا" بدعم العديد من المنظمات والهيئات والنقابات والاتحادات النسوية والطلابية. كما انضم للمظاهرة أعداد كبيرة من طلاب وطالبات المدارس والجامعات، احتجاجا على الزيادة في الرسوم التي يدفعها الطلاب، بينما يتم إنفاق المليارات على الحرب في الوقت الذي تعجز به الحكومة عن توفير التعليم والرعاية الاجتماعية للناس. وجاءت هذه المظاهرة، وسط تنامي المعارضة الشعبية في بريطانيا للحرب في أفغانستان على ضوء الخسائر الفادحة التي سببتها تلك الحرب حيث خسرت بريطانيا نحو 340 جندياً منذ بدئها في خريف عام 2001، كما يعتبر عام 2010 أسوأ عام لمقتل المدنيين الأفغانيين وقوات حلف شمال الأطلسي، على حد سواء منذ بدء الحرب. وذكرت وسائل اعلامية بريطانية مستقلة، أن الحكومات المتعاقبة، فشلت في إقناع الجمهور بأنهم يفعلون كل ما بوسعهم لدعم القوات البريطانية في أفغانستان، كما أن المزاج العام السائد في بريطانيا الآن يؤكد أنه لا يمكن الانتصار في هذه الحرب. ويشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن 75% من البريطانيين يعتقدون بضرورة سحب القوات من أفغانستان، كما أن 81% لا يعتقدون ضرورة بقاء هذه القوات هناك مع عدم كفاية الموارد. وقد اعتبر تحالف "أوقفوا الحرب" أن هذه الجماهير الزاحفة بوسط لندن توجه رسالة قوية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وجميع القادة الآخرين المروجين للحرب في مؤتمر حلف شمال الأطلسي في لشبونة. وقالت ليندسي جيرمن الأمينة العامة لتحالف "أوقفوا الحرب" في تصريح لوسائل الاعلام إن الحرب الأفغانية قد تستمر لفترة أطول من الحربين العالميتين الأولى والثانية معا إذا استمر قادة الناتو في طريق الحرب. وأكدت أن هذه الحرب التي لا مبرر لها، لن تجعل بريطانيا أكثر أمنا، كما أنها لن تصنع الديمقراطية في أفغانستان، معتبرة أن السبب الوحيد لمواصلة الحرب هو لإنقاذ وجه الناتو والولايات المتحدة والحكومات البريطانية بعد كارثة العراق، على حد تعبيرها. وكانت عائلات الجنود في أفغانستان نظمت نهاية الأسبوع، اعتصاما أمام مقر رئاسة الوزراء للمطالبة بسحب القوات من أفغانستان.