لم يكن مفاجئا أن تحظى قطر بتنظيم أكبر تظاهرة رياضية عالمية ممثلة في كأس العالم، رغم أن فوز قطر بتنظيم التظاهرة فاجأ الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجعل الرئيس أوباما يخرج عن صمته ويعتبر قرار الفيفا " بالخاطئ" ، والمشكلة ليست في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكنه في العرب الذين استسلموا إلى حكم القوي في كل شيء، وربما لمح بعضهم إلى عبثية ما تفعل قطر التي نقلت حكومتها بلادا صغيرة، بمساحة لا تتعدى 11 ألف كلم متر مربع وبتعداد شعب يتعدى المليوني نسمة بقليل من دولة بدوية إلى دولة متحضرة في أقل من عقدين. وما يثير الاستغراب حقا هوا ما يحدث في الجزائر، وماذا كانت ردة فعل روراوة رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري ووزير الرياضة الهاشمي جيار، وهما يشاهدان ويسمعان السير بلاتير ينطق اسم قطر الفائزة بتنظيم مونديال 2022 ورئيس الاتحاد القطري يرفع كأس العالم، يعني هل أصابتهما غيرة ..؟ هل ترقرقت مآقيهم في عيونهم بعدما لم تعد الجزائر بمقدورها تنظيم بطولة رياضية حتى في مستوى منافسة بين الأحياء. فوز قطر بتنظيم منافسة كأس العالم الذي يشبه إلى حد بعيد بفوزها به، يثير الكثير من الشجون في الأنفس الطيبة في هذه البلاد ليس حسدا لقطر الشقيقة، بل لما آلت إليه بلادنا في كل المجالات، ماذا يمكن أن يقوله وزير عندنا أو أي مسؤول آخر وهو في زيارة إلى قطر ويتجول بين شوارعها وبناياتها الزجاجية وحدائقها وهندسة عمرانها، وأسواقها، ومطاراتها ثم يعود إلى لجزائر فيرى الوحل في عاصمتنا، ومرضى ينامون على بلاط المستشفيات، وبنايات تنهار أمام هبة ريح وبعض قطرات مطر، ومساحات فلاحية أكلها الإسمنت ..؟ عني أنا سأبكي بدل الدمع دما قانيا وربما مثلي كثر، ولكن سؤالا واحدا أود أن أطرحه على كل المسؤولين الذين زاروا قطر، ألا تشعرون بالغيرة..؟ الا تحمر وجوهكم خجلا ..؟ ألا تسقط لكم دمعة ؟ ألم تفكروا في الاستقالة وأنتم في الطريق السيار شرق غرب وتذكرتم الطرق السريعة في قطر، والله نفسي أسمع جوابا منكم، أود أن أشعر بالذي شعرتم به وأنتم ترون قطر تفوز بتنظيم أكبر تظاهرة عالمية، وأنتم لم تستطيعوا حتى تنظيم دورة "لكسكاس " بين الأحياء، ويا حرقة قلبي على بلدي.!