قال إسعد ربراب، الرئيس المدير العام لمجمع "سيفيتال"، أنه تلقى بارتياح كبير قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بضرورة دفع وتفعيل مشروع "ديزارتيك" الذي يهدف إلى تصدير الكهرباء إلى أوروبا انطلاقا من الطاقة الشمسية والرياح في الصحراء الكبرى، مؤكدا أن هذا المشروع وهو من المشاريع الرائدة عالميا في المجال الطاقوي ذو جدوى وربحية اقتصادية كبيرة على كل الدول المساهمة فيه، لأن مصادرها لا تنضب عكس الطاقات المادية، في إشارة إلى الغاز والبترول التي تشهد آبارها وأحواضها المنتجة تناقصا من سنة لأخرى، ليس في الجزائر فحسب، بل في كل المناطق الاحفورية المنتجة للموارد الطاقوية الكلاسيكية في دول الجنوب وحتى الشمال . وقال ربراب إن المجمع هو واحد من المجمعات التي تشارك بكل قوة في تجمع الشركات الوطنية والأجنبية التي تشتغل على المشروع منذ 2009 سنة إعلان إطلاقه بالجزائر، مؤكدا في مقابلة حصرية مع الصحيفة الالكترونية "كل شيء عن الجزائر"، أن الحكومة اختارت الطريق الصحيح من خلال التوجه والميل نحو الطاقات البديلة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح التي لا تنضب ولا تزول، موضحا أن 3 بالمائة فقط من مساحة الصحراء الكبرى كافية لتلبية طلب البلاد والمنطقة المغاربية وكل أوروبا من الطاقة الكهربائية من مصدر الطاقة الشمسية والرياح. ربراب: يجب الشروع في التفكير في مرحلة ما بعد النفط وفي مقارنة مع مشاريع الجزائر لاستخراج واستغلال الكهرباء من مصادر نووية، قال ربراب إن استغلال الطاقة الشمسية والمزارع الهوائية في الصحراء الجزائرية أجدى، لأن تكاليف انتاج محطة نووية لاستخراج الكهرباء اعلى من نظيرتها لاستخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية. كما أن الطاقة الشمسية ايكولوجيا سليمة وغير مضرة، عكس الطاقة المستخرجة من النووي التي تتضمن مخاطر كبيرة كون النووي سيتهلك اليورانيوم بكثافة ويسبب في انبعاثات كيميائية خطيرة على الصحة العمومية والمحيط والطبيعة بشكل عام. وعموما، أكد ربراب أن الطاقة الشمسية هي الحل الأمثل لمواجهة "مرحلة ما بعد النفط والغاز"، موضحا أن الاستثمارات التي تباشرها الدولة في مجال الطاقات المتجددة في الجنوب يجب أن ترافق وتحظى بالأولوية القصوى، خصوصا وأن الصحراء الكبرى تتمتع بخاصيات طبيعية لا توجد في العديد من صحارى العالم. وكشف ربراب أن مجمع "سيفيال" يعتزم استثمار أكثر من 600 مليون دولار لإنجاز مصنع متخصص في إنتاج الصفائح الشمسية، سيكون مدمجا في حركة الاقتصاد الوطني الجزائري بنسبة 95 بالمائة. كما تعتزم الاستثمار في المخرجات الشمسية، موضحا أن الجزائر لا تواجه أي صعوبات على الصعيد التقني والتكنولوجي لتطوير صناعة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لأنها تتمتع بالكفاءات والمؤهلات التي تمكّنها من التأسيس لصناعة مائة بالمائة جزائرية. ومعلوم أن مشروع "ديزارتيك" يعتبر من المشاريع الكبرى على الإطلاق في تاريخ الصناعات الطاقوية، حيث رصد له غلاف مالي قدره 400 مليار أورو ويهدف إلى تلبية حاجيات المنطقة المغاربية والاوروبية من الكهرباء بنسب ترتفع تدريجيا من سنة لأخرى، بداية من دخول المشروع حيز التنفيذ العملي.