لم يفوت الرئيس الليبي معمر القذافي فرصة رحيل صديقه الحميم زين العابدين بن علي من الباب الضيق، حتى فتح لنفسه باب الخطاب ليظهر للتونسيين والشعوب العربية معا فضائل اللجان الشعبية في زمن الجماهيرية، فقد استغرب القذافي الطريقة التي أخرج بها الشعب التونسي صديقه "الزين" الذي قال إن تونس لن تجد أفضل منه كما لن تجد ليبيا أفضل من القذافي معتبرا أنه كان من المفروض أن يصبروا على رئيسهم 3 سنوات أخرى وينتهي الأمر بانتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة.. تصوروا، نزيهة وحرة في عهد بن علي موت يا حمار وكأن القذافي يؤمن بالتداول على السلطة في تونس أو في غير تونس في بلاد العربان. وفي الوقت الذي سار ركب العالم خلف إرادة الشعب التونسي، فضل العقيد السير عكس التيار، متحصرا على أيام صديقه "الزين" الذي قال إن إنجازات كبيرة تحققت في عهده، ربما أهمها تحويل أموال عامة إلى أرصدة خاصة لبن علي وأصهاره. وقال في خطابه، يوم السبت الماضي، إنه لا يعرف كيف يضحي الشعب التونسي ويسيل دمه من أجل إخراج رئيس وإعادة رئيس آخر، ربما لأن الدم العربي رخيص جدا، أو ربما أيضا لأن رؤساء مثل زين العابدين خسارة فيهم أن تسيل قطرة دم من شعوب العرب، وربما أيضا يقصد العقيد أن العرب لا يوجد فيهم رئيس يصلح، يعني الراحل مثل القادم. خطاب القذافي للجماهير التونسية، كان المقصود منه توجيه رسالة للشعب الليبي قبل كل شيء، وقد حاول العقيد الحديث عن فضائل اللجان الشعبية التي قال إنها هي التي تحكم وليس هو، يعني هو "خضرة فوق عشا"، في الوقت الذي يعرف العالم كله أن القذافي هو الزعيم الأول والأخير في ليبيا الذي عمر 41 عاما على ظهر ليبيا.. وشكرا للعقيد على خطبته المقدمة للعبيد في "التحفة الليبية في فضائل اللجان الشعبية".