اعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي أن الشعب التونسي تعجل الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي واصفا إياه بأنه "أفضل" شخص يحكم تونس. وقال القذافي في كلمة بثها التلفزيون الليبي أمس الأول إنه كان يتعين على التونسيين الانتظار لحين انتهاء ولاية الرئيس بن علي، وأن "يتم التحول بالتي هي أحسن" مشيرا إلى أن تونس "تعيش في رعب وتحولت إلى دولة عصابات ونهب وسلب". وأضاف "خسرتم خسارة كبيرة، لا يمكن إرجاعها، فالذي ابنه مات لا يمكن أن يعود في الدنيا، الذين ماتوا لا يمكن أن يعودوا". وتابع قائلا "وحتى الرئيس، لو عملتم رئيسا جديدا، فهو سينساكم، ولو عوضكم، ماذا سيعوضكم؟ ملء الأرض لن يعيد لك ابنك... وأنا لا أعرف أحدا هناك، أنا أعرف من بورقيبة، إلى عند الزين. الزين إلى عند الآن، أفضل واحد لتونس، وعمله جعل تونس في هذه المرتبة". وقال إنه "لا يوجد أحسن من الزين أبدا في هذه الفترة، بل أتمناه ليس إلى عام 2014، بل أن يبقى إلى مدى الحياة". وأضاف القذافي إن تونس تعيش الآن في خوف "العائلات يمكن أن تداهم وتذبح في غرف النوم، والمواطن في الشارع يقتل وكأنها الثورة البلشفية أو الثورة الأميركية". ومضى قائلا "لماذا هذا؟ هل من أجل أن تحولوا زين العابدين ألم يقل لكم زين العابدين إنه بعد ثلاث سنوات لا أحب أن أبقى رئيسا. إذن اصبر لمدة ثلاث سنوات ويبقى ابنك حيا. ألا تستطيع أن تصبر". وتابع "إن ابنك يموت اليوم، لأنك لست قادرا أن تصبر على زين العابدين؛ ثلاث سنوات مثلا". وقال القذافي الذي يتولى مقاليد الحكم في ليبيا منذ عام 1969 "أنا يهمني الشعب التونسي، لأنه يضحي بأولاده في كل يوم يسقطون". وكان بن علي قال في آخر خطاب وجهه للشعب في محاولة لتهدئة المحتجين قبل مغادرته البلاد إنه لن يسعى لإعادة ترشيح نفسه لدى انتهاء فترة رئاسته في 2014. وحذر الزعيم الليبي الشعب التونسي من أن "الفوضى العارمة التي تجتاح المدن التونسية ووجود العصابات الملثمة يمكن أن تفقد تونس المكانة التي وصلت إليها والنجاحات التي حققتها مثلما تبين ذلك مختلف التقارير الدولية... السياحة هي القطاع الأساسي في تونس يمكن أن تتأثر بشكل كبير بما يجري". وقال إن "تونس يحسبها الناس، دولة سياحة، ودولة متحضرة، وأن السواح يكونون مطمئنين، وإذا بها دولة ملثمين، وعصابات الليل، وهراوات وسكاكين، وقتل وحرائق". واعتبر أن هذه الاضطرابات كانت ستصبح مبررة فقط لو انتهجت تونس. أسلوبه في الحكم والمعروفة بالنظرية العالمية الثالثة والذي يستبدل الديمقراطية النيابية بما يسمى بحكم الشعب المباشر من خلال مؤسسات يطلق عليها اللجان الشعبية. وقال "إذا كان الذي يحدث في تونس هو التحول من النظام الجمهوري إلى النظام الجماهيري فيجب أن يكون هذا واضحا، وهذا يعني أن الشعب هو الذي يتولى السلطة، ولا يتولاها غيره ولا يهم بعد ذلك أن يكون هناك رئيس أو أي رمز إذا كان التحول الذي يجري الآن هو نحو هذا، إذن يجب أن يكون واضحا أن الشعب لا يُسلّم السلطة لأحد". يُذكر أن وكالة الأنباء الليبية الرسمية أفادت -قبل خطاب القذافي- بأن "الرئيس زين العابدين بن على اتصل أمس الأول هاتفيا بقائد الثورة الليبية"، بدون مزيد من التفاصيل حول فحوى هذا الاتصال.