ما أن تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون الدولة في مصر، حتى بدأ موقع "ويكيليكس" ينبش الأرض تحت المشير طنطاوي، الرجل الأول في المؤسسة العسكرية المصرية. فقد كشفت إحدى البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي سربها موقع "ويكيليكس" المناصر لشفافية المعلومات، أن برقية أرسلها السفير الأمريكي في القاهرة عام 2008 وصفت وزير الدفاع المصري المشير محمد طنطاوي بأنه "مسن ويعارض التغيير". كتب السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشياردون: "عذب اللسان ولبق، ولكن رغم ذلك هو غارق في مستنقع مرحلة ما بعد كامب ديفيد التي جاءت لتخدم مصالح مؤسسته الضيقة خلال العقود الثلاثة الماضية. هو وحسني مبارك منهمكان في تثبيت أركان النظام والحفاظ على الوضع الراهن حتى نهاية وجودهما. ببساطة، هما يفتقران إلى الهمة والرغبة أو الرؤية الشاملة ليقوما بأي تغيير". كما تقول البرقية إن طنطاوي استخدم نفوذه في مجلس الوزراء لمعارضة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، التي يعتبرها من وجهة نظره عامل إضعاف لسلطة الحكومة المركزية. ورغم اعتماد بلاده على المساعدات الأمريكية، فإن المسؤولين الأمريكيين وصفوه دائما بأنه متحفظ اتجاههم، بينما وصفوا الرجل الثاني في المجلس العسكري الأعلى الفريق سامي عنان بأنه أكثر ميلا للتواصل. يذكر أن عنان كان في واشنطن في الوقت الذي انفجر فيه الوضع في القاهرة. وبأخذ رأي المسؤولين الأمريكيين في الفريق عنان، فإن ذلك يعني أنه في موقف لا يحسد عليه، حيث يبدو أنه الرجل المفضل لدى الطرفين المتعاديين الولاياتالمتحدة والإخوان المسلمين الذين يعتبرونه الرجل المفضل في المجلس العسكري. وكان أحد قيادات جماعة الإخوان قد وصف عنان بالقول: "يمكنه أن يكون مستقبل مصر.. أعتقد أنه مقبول". أما باقي أعضاء المجلس العسكري الثلاثة، فهم في الظل إلى حد الآن على الأقل، ولم تتناولهم برقيات الدبلوماسية الأمريكية الصادرة من القاهرة.