"ويكيليكس" تقول أن المشير طنطاوي كان مستعد ا لاستخدام الجيش لكبح الإخوان المسلمين كشفت وثيقة سرية مسربة عن الخارجية الأمريكية وتعود إلى عام 2008 نشرها موقع "ويكيليكس"، أن المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة التي تتولى السلطة حالياً في مصر وأحد أركان الجهاز السياسي العسكري المصري، يعتبر حسب مسؤولين أمريكيين مقاوما للإصلاح السياسي والاقتصادي، حيث اعتبروا أنه "مسنّ ومقاوم للتغيير". وكان طنطاوي قد تحدث إلى وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس خمس مرات منذ بدء الأزمة في مصر، وكانت آخرها ليلة الخميس الماضي، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقد تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد أول أمس الجمعة بعد تنحي الرئيس حسني مبارك.وامتنع مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية الكشف عن فحوى محادثات طنطاوي وغيتس، ولكن الأخير أشاد علناً بالجيش المصري كقوة تعمل على الاستقرار خلال الأزمة، وأكد غيتس الثلاثاء الماضي أن الجيش المصري قدم إسهاما في التحول الديمقراطي.وإلى جانب قيادة القوات المسلحة، يشغل طنطاوي منذ 20 عاماً منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ويقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أوكل إليه الرئيس المخلوع حسني مبارك مهمة إدارة شؤون البلاد بعد تنحيه عن السلطة مساء الجمعة.وبدأ المشير طنطاوي البالغ اليوم من العمر 76 عاماً، حياته العسكرية في القوات البرية، وشارك في حرب قناة السويس عام 1956 ثم في حرب الأيام الستة في حزيران 1967، وصولاً إلى حرب أكتوبر 1973.ووصف مسؤولون أمريكيون طنطاوي في أحاديثهم الخاصة، وفقاً لما جاء في برقية لوزارة الخارجية الأمريكية ترجع إلى عام 2008 ، نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت أنه شخص مقاوم للتغيير، وغير مرتاح لتركيز الولاياتالمتحدة على مكافحة الإرهاب.وقالت برقية وزارة الخارجية إنه ملتزم بمنع نشوب أي حرب أخرى على الإطلاق، ونبّه دبلوماسيون قبل زيارة له إلى واشنطن في 2008، من أنه ينبغي للمسؤولين الأمريكيين أن يكونوا مستعدين لمقابلة طنطاوي "المتقدم في العمر والمقاوم للتغيير".وقالت البرقية رغم أنه ذو شخصية جذابة ولطيف، فهو منخرط في نموذج عسكري بعد "كامب ديفيد" يخدم المصالح الضيقة لجماعته على مدى العقود الثلاثة الماضية، في إشارة إلى اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل. وأضافت ذات البرقية أنه في مجلس الوزراء حيث لا يزال له نفوذ كبير، يعارض طنطاوي إصلاحات اقتصادية وسياسية يرى أنها تضعف سلطة الحكومة المركزية، إنه مهتم بالدرجة الأولى بالوحدة الوطنية، ويعارض مبادرات سياسية يعتقد أنها تشجع الانقسامات السياسية أو الدينية في صفوف المجتمع المصري. وذكرت البرقية أن طنطاوي يعتبر أن دور الجيش هو حماية الشرعية الدستورية والاستقرار الداخلي، وأضافت أنه أشار إلى استعداده لاستخدام الجيش لكبح الإخوان المسلمين قبل الانتخابات المحلية في 2008 .وأكدت البرقية أيضا أن طنطاوي كان متشككاً في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري في مطلع العقد الماضي، معتقداً أن تخفيف سيطرة الحكومة على الأسعار والإنتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي. وجاء في تلك الوثيقة أيضا أن مبارك وطنطاوي يحرصان على استقرار النظام والحفاظ على الوضع الراهن حتى نهاية أيامهما، فهما بكل بساطة لا يملكان الطاقة والرؤية ليتصرفا بشكل مغاير حسب ذات الوثيقة.ويحظى الجيش المصري، الذي يقوده طنطاوي بمساعدات كبيرة من الولاياتالمتحدة منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، إذ تمنحه واشنطن سنوياً 1.3 مليار دولار.