يبقى المركز الحدودي الدبداب التابع لبلدية عين أميناس بولاية إليزي، يشهد تدفق أمواج بشرية من الرعايا الأجانب اللاجئين من الأراضي الليبية التي تعيش الأزمة، في الوقت الذي أعلنت فيه تونس عن إغلاق مركزها الحدودي مع ليبيا "الجدير" لعدم قدرته على استيعاب المزيد من أعداد اللاجئين، عكس الجزائر التي ألح فيها دحو ولد قابلية على إبقاء مركز الدبداب مفتوحا أمام اللاجئين وأمر بتسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية لضمان راحة الوافدين على التراب الجزائري ، قبل أن تتم تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى بلدانهم. وفي هذا السياق، قامت المديرية العامة للحماية المدنية بإليزي بتجنيد 120 عونا للحماية المدنية بما فيهم الطواقم الطبية والإسعافية عبر الخط الحدودي الدبداب. وأكد في هذا السياق، مدير المديرية العامة للحماية المدنية، أنه وبالرغم من تسخير الوحدات المتواجدة بعين أميناس، إلا أنه تم تجنيد عدد إضافي من عناصر الحماية المدنية المقدر ب 120 عونا والمحولين من وحدة التدريب والاحتياط المتواجدة بالدار البيضاء لدعم صفوف وحدات الجنوب. من جهتهم، أعوان الحماية المدنية الذين سيلتحقون بمركز الدبداب، وعوض احتفالهم باليوم العالمي للحماية المدنية والمصادف للفاتح من كل شهر مارس، فضلوا الالتحاق بالحدود الجزائرية الليبية لمساندة وخدمة الرعايا اللاجئين كخدمة إنسانية تدخل ضمن مهامهم النبيلة التي تحتم عليهم الوقوف إلى جانب اللاجئين، أين سيقام هناك معسكر استقبال وتكفل بالرعايا الذين تعددت جنسياتهم، حيث تم تسجيل كل من جنسيات مصرية، عراقية، سورية، ألمانية، على غرار رعايا من الفيتنام وباكستان. بعد تحويل 325 فردا جزائريا و8 أجانب من بنغازي "طاسيلي 2" تمدد ساعات بقائها بميناء طرابلس في انتظار وصول باقي الجالية قصد السماح للجالية الجزائرية المقيمة على تراب الجماهيرية الليبية بالالتحاق بأرض الوطن، كشفت مصادر "الأمة العربية" من مدينة طرابلس، أن الباخرة الجزائرية "طاسيلي 2" الموفدة بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ميناء بنغازي الليبي، تم تمديد ساعات بقائها بميناء طرابلس لتمكين الجزائريين من اللحاق بها والعودة إلى البلاد، وهذا بطلب من السفارة الجزائرية بليبيا ووزارة الخارجية جراء المكالمات الهاتفية التي تهاطلت على السفارة من قبل العائلات الجزائرية التي تؤكد فيه قدومها إلى ميناء طرابلس وشد الرحال إلى أرض الوطن. ومن داخل "الطاسيلي 2"، أكد قائد السفينة عبد الكريم عزيرو أن عدد أفراد الجالية الجزائرية المتواجدين على ظهر الباخرة والذين تم نقلهم من ميناء مدينة بنغازي، يقدر ب 325 فردا، وهذا قبل أن تغادر "الطاسيلي 2" باتجاه ميناء طرابلس أين ترسو الآن في انتظار نقل 300 جزائري آخر من مدينة طرابلس الليبية حسب ما أشارت إليه السفارة الجزائرية هناك والتي أعدت قوائم باسم الرعايا من الجالية الجزائرية الذين تقدموا إلى السفارة وأعلنوا عن رغبتهم في العودة. هذا، وأضاف ذات المتحدث أن باخرة "طاسيلي 2" ستقل على متنها ثماني رعايا أجانب يمثلون كل من الجنسيات الليبية، المغربية والتونسية، بعد تأزم الأوضاع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بالأراضي الليبية، والتي لا تزال فيها الطلقات النارية سيدة الموقف هناك، وهو ما صرحت به مصادرنا من ليبيا. وعن أجواء نقل الرعايا، قالت مصادر عسكرية مقربة، إنها تشهد تكاثف جهود السلك الدبلوماسي وتعاون الوفود الطبية، الوزارية، الأمنية والإعلاميين، على غرار أفراد الجالية الجزائرية، ناهيك عن جموع الليبيين، الأمر الذي عكس صورة التآخي والتآزر بين أبناء الوطن الواحد وجيرانهم ولا تزال أصوات الجالية فيه تتعالى للإشادة بقرار الحاكم الأول للبلاد، وكلها هتافات لم تخل من دعوات نصرة الجزائر دولة وحكومة من الجانبين.