كثير هم الرجال الذين اقتحموا عالم الحلاقة في ولاية سوق أهراس، وفتحوا صالونات، واحتكروا عالم الإبداع في هذا المجال، لدرجة أن معظم النساء وحتى المتحجبات منهن أصبحن يفضلن الذهاب لهذا النوع من الصالونات، حيث يجدن راحتهن بين أنامل حلاقين رجال ويضعن كامل ثقتهن فيهم. وهكذا اقتربنا من إحدى صالونات الحلاقة النسوية التي يعمل بها الحلاق "حليم" 34 سنة، الذي أبدى لنا عشقه لعمله هذا الذي لا يستطيع تركه، وأن حبه لهذه المهمة جعله مميزا ومتفوقا على أقرانه من النساء حيث أصبح ينافسهن بقوة وقد تشرب هذه الموهبة من زوجة أخيه التي كانت صاحبة صالون للحلاقة، فتكوّن في الحلاقة لمدة سنتين ثم قام بفتح محل خاص به، كما أكد أنه يجد راحة كبيرة في تسريح الشعر النسائي وهو مختص في القص والتسريحات وحتى في الماكياج، وقد صار له زبائن أوفياء نظرا لرضائهن على الخدمات التي يقدمها، وقد أضاف محدثنا أن أمهر الممتهنين لحلاقة النساء في العالم هم رجال، وكذلك المشاهير والفنانات يذهبن إلى حلاقين رجال. وفي الوقت الذي تقول فيه"صوفيا" 22 سنة متحجبة "أنا في حقيقة الأمر أذهب إلى حلاقة امرأة، لكن في كل مرة لم أتحصل على التسريحة التي أرغب فيها ما اضطرني إلى اختيار صالون آخر يعمل به رجال وهناك وجدت ما أريد وترسخت الفكرة في ذهني وتعودت على الذهاب إليهم". وفي ذات السياق، كانت لنا دردشة مع "طيطش" شاب يعمل بذات المحل ، عبّر لنا عن ارتياحه لممارسة هذه المهنة حيث قال: "حلاقة النساء فيها الكثير من الإبداع على عكس الرجال التي تبقى عادية"، مضيفا أن مجتمعنا ما زال ينظر لمثل هذه الأشياء والمهن نظرة بعيدة.. وفي الأخير وإن كانت الكثير من النسوة يفضلن الذهاب لمثل هذه الصالونات ويعتبرن الرجال متفوقين، نجد أخريات منهن يتجنبن الدخول إلى هذه الصالونات.