ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في خطاب ألقاه في اسطنبول
نشر في الأمة العربية يوم 14 - 03 - 2011

اكد رئيس الوزراء التركي رجيب طيب اردوغان، امس الاثنين، مجددا معارضته لتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا، معتبرا ان مثل هذه العملية ستنجم عنها "عواقب خطيرة". وقال اردوغان في خطاب القاه في اسطنبول خلال افتتاح منتدى دولي واوردته وكالة انباء الاناضول "نعتبر ان تدخل حلف شمال الاطلسي عسكريا ضد ليبيا او دولة اخرى لن يكون مجديا". واضاف "الى جانب كونها غير مفيدة، فان مثل هذه العملية يمكن ان تخلف عواقب خطيرة".
واكدت تركيا الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي والتي تملك ثاني اكبر جيش بعد الولايات المتحدة ضمن الحلف، انه لا يمكن للحلف التدخل الا في حال تعرض احد اعضائه لهجوم، واضاف اردوغان ان "التدخلات العسكرية لا تؤدي الا الى تعميق المشاكل". وكان اردوغان اعلن خلال زيارة الى المانيا في نهاية فيفري ان "ليس للحلف الاطلسي ما يقوم به" في ليبيا، مضيفا ان تدخلا عسكريا للحلف "غير وارد" ولا معنى له. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله ان "التدخل العسكري المباشر لحلف شمال الاطلسي أمر غير وارد". واضاف "الشعب والحكومة والمعارضة في ليبيا لا يريدون تدخلا اجنبيا في البلاد"، مضيفا ان اي تدخل لن يكون ممكنا، إلا بقرار من مجلس الامن الدولي "في اطار الشرعية الدولية". وكان اردوغان ابدى من جهة اخرى معارضته لفرض عقوبات على النظام الليبي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في 23 فيفري، معتبرا انها ستضر بالشعب الليبي اكثر من قادته. وكان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن اعلن الاسبوع الماضي على هامش اجتماع وزراء دفاع الدول ال 28 الاعضاء ان الحلف مستعد للتحرك اذا حصل على تفويض بذلك. ولم يحسم مجلس الامن الدولي بعد في هذه المرحلة موقفه من مسالة فرض منطقة حظر جوي في ليبيا. ووصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، امس الاثنين، الى باريس لاجراء مشاورات مع الاوروبيين والروس حول ليبيا فيما تواصل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تقدمها في اتجاه شرق البلاد الذي سيطر عليه الثوار منذ بدء الانتفاضة.
في تصريح ل "العربية" يبث اليوم، أردوغان يكشف
على القذافي اختيار رئيس يقود ليبيا مادام ليس في السلطة
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مغبة التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا خشية تكرار سيناريو العراق، معرباً عن أمله في تقديم القذافي لخطوة إيجابية حقناً لدماء شعبه. وأكد أردوغان أنه اتصل بالقذافي وابنه في مبادرة لحل الأزمة، وقال في سياق آخر إنه لانية لتركيا في التدخل في الشأن الإيراني مشددا على أن علاقة حكومته مع إسرائيل لن تعود لسالف عهدها طالما لم تعتذر. جاء ذلك خلال لقائه مع يوسف الشريف في حلقة جديدة من برنامج "مقابلة خاصة" سوف يتم عرضها على شاشة "العربية" اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش.وحول مجريات الأحداث الحالية في العالم العربي، أكد أردوغان أن بلاده تتابع عن كثب وبقلق ما بدأ في تونس، وانتقل الى مصر، ويتجلى حاليا بشكل مختلف في ليبيا، ما زال الوقت مبكرا من أجل تحديد السبب الحقيقي والدقيق وراء ما حدث، لكن من الواضح القول بأن جميع هذه الاحداث وقعت بسبب شاب قام بإحراق نفسه بسبب الفقر أو البطالة فيه تبسيط للقضية بنظري، فهذا قد يكون بين الأسباب المؤدية لما نراه اليوم، لكن وراء ما يحدث أسباب أكثر عمقا و أكثر تعقيدا، و لاشك في أن لكل دولة من هذه الدول ظروفها الخاصة والمختلفة، سواءا تونس أو مصر أو ليبيا أو البحرين، ويجب تحليل ما يحدث في كل بلد وفق ظروفه الخاصة، لكن هناك حقيقة واضحة وهي أن للشعوب مطالب مهمة ولا يمكن إهمال تلك المطالب او تجاهلها. وحول موقف تركيا من تدخل عسكري في ليبيا سواء من الناتو أو غيره وصف أردوغان أي تدخل للناتو في هذه المنطقة بالخطأ الكبير، قائلا إنه لا يجب أن يكون هذا الامر على أجندة الناتو أو حتى للنقاش، هذا سيزيد الامر سوءا هناك".وحول رأي أردوغان في تنحي القذافي قال "عرضت على القذافي أن يختار هو شخصية أخرى تحظى بقبول الشعب الليبي لتقود المرحلة القادمة، وقلت له إن ذلك من شأنه أن يعجل في تخطي ليبيا هذه المرحلة بسرعة، و عند وقف القتال و تحقيق السلام، وطالما انك تقول بأنك لست برئيس و إنما قائد ثورة، وطالما أن هناك من تثق به أو رشحته يقود المرحلة، فإنك ستكون قد قدمت خدمة للشعب الليبي، وقمت بالاشراف بنفسك على هذا التحول وقدته وهذا ما تقول به أنت أيضا. وقد تكلمت بذلك أيضا إلى ابنه وبعد ذلك الى رئيس الوزراء الليبي. والحقيقة أن القذافي ساعد بشكل مهم على إجلاء الرعايا الاتراك بسهولة وسلام، وقدم لنا دعما بهذا الشأن، وكنا قد طلبنا منه العون خصوصا في ما يخص اجلاء مواطنينا من مدينة بنغازي، وقلت له من جديد بأنه طالما لا يحمل كما يقول صفة رسمية في ليبيا، فإن عليه أن يفكر في هذا الحل وأن يثق في هذا الاسم الذي يقترحه ويقبل به الشعب الليبي، فهذا سيعجل من عودة السلام والاطمئنان الى ليبيا، وبذلك تتجنب ليبيا دفع ثمن باهظ لهذا التحول ونعصم دماء الليبيين، وكما قلت سابقا فقد تحدثت مع ابنه أيضا في هذا الخصوص ومع رئيس الوزراء، وكلي أمل في ان نمنع وقوع حرب أهلية في ليبيا، لكن يجب أن أذكّر هنا بأنني لا أنظر الى ما يحدث في ليبيا من الزاوية التي ينظر منها الغرب، فأنا لم أسمع حتى الآن تصريحات وتعليقات سليمة من الدول الغربية حول ما يحدث في ليبيا، وأود أن أكرر وأشدد بأننا نرفض التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا.
في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لإيجاد حل للنزاع الدامي
جيش القذافي يقترب من إحكام القبضة على الثوار ببنغازي
كانت مدينة اجدابيا تستعد، أمس الاثنين، لهجوم محتمل تشنه قوات معمر القذافي التي تتقدم باتجاه "عاصمة" الثوار بنغازي، في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لايجاد حل للنزاع الدامي في ليبيا المستمر منذ 28 يوما. وسقطت اربع قذائف امس الاثنين على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها. وقد تصبح بنغازي معقل الثوار الواقعة على مسافة 160 كلم شمال اجدابيا، معرضة للخطر بعد ان استعادت القوات الحكومية مدنا عدة من الثوار خصوصا البريقة الاحد التي تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية. وكانت ليبيا حيث تحتدم المعارك، في صلب المشاورات امس الاثنين بين الغربيين والروس خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني التي تريد منع العقيد القذافي من استخدام سلاح الجو الليبي ضد الثوار عبر فرض منطقة حظر جوي. وتتوقع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تبدأ جولة تزور خلالها اوروبا وتونس ومصر، ان تلتقي في باريس محمود جبريل المكلف الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية. لكن عامل الوقت لا يصب في مصلحة الثوار بعد ان اعلن الجيش الليبي الاحد انه يقوم ب "تطهير" كامل مناطق البلاد. وبات خط الجبهة ينتقل شرقا وهو دليل على تصميم القذافي على القضاء على الثوار رغم العقوبات والاحتجاجات الدولية. وعلى بعد ستة كيلومترات غرب اجدابيا التي اصبحت في اول خطوط الجبهة، اكد ثوار لفرانس برس سقوط اربع قذائف قرب مستديرة ما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروح بحسب طبيب في مستشفى المدينة. وقال جمال منصور الضابط في سلاح الجو الليبي الذي انضم الى الثوار انها غارات جوية شنتها مقاتلات سوخوي 24 الروسية الصنع. وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح، أمس الاثنين، يفرون من المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والاكياس والفرش. وهبت عاصفة رملية على المنطقة قبل الظهر. وقال منصور في مبنى تنتشر حوله سيارات بيك اب مجهزة بمضادات ارضية ان "قوات القذافي تطبق سياسة الارض المحروقة". واقر منصور بان الثوار "غير مجهزين سوى بمعدات حربية محدودة" ودعا الغرب الى "شن ضربات محددة على المنشآت العسكرية لتخفيف الطوق المفروض عليهم". كما اقترح ان تقوم باريس "بعمليات قصف من جانب واحد". وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس تحولت الحماسة خلال الاسابيع الاولى من اندلاع الثورة الى اجواء من القلق وتحولت الانظار الى الخارج. لكن انتصارات النظام الليبي المتسارعة على الارض تسبق قرارات الغربيين المنقسمين حول سبل وضع حد لها. والسبت قدمت الجامعة العربية دعمها لفرض منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة الليبية ودعت مجلس الامن الدولي الى السماح بذلك لمنع عمليات القصف الجوي وحماية المدنيين.واعربت كل من الصين وروسيا وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن عن شكوكهما في هذا الخصوص، في حين اعربت الهند الدولة غير الدائمة العضوية عن معارضتها. وقرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين منع القذافي وعائلته من دخول الاراضي الروسية والقيام بعمليات مالية في البلاد وذلك في مرسوم نشر على موقع الكرملين على الانترنت. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد انها ارسلت من الاردن سبع شاحنات محملة بالاغذية والادوية الى بنغازي. وستتوجه 10 شاحنات اضافية الى ليبيا الاربعاء والجمعة واسفر هذا النزاع عن سقوط مئات القتلى وفرار اكثر عن 250 الف شخص.
في ظل وجود نقص في الطعام والدواء والمياه النقية
الأمم المتحدة تقوّم الوضع الإنساني بليبيا
طلبت الأمم المتحدة من السلطات الليبية السماح لها بدخول المناطق الخاضعة لسيطرة كل من الحكومة والثوار المناوئين للعقيد معمر القذافي، وذلك لتقويم تأثير أعمال العنف على المدنيين. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا رشيد خاليكوف بعد وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس إن بعثته تأمل السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى كل مناطق الصراع.وأشار إلى أن مهمته تتركز في التفاوض مع حكومة ليبيا بشأن الترتيبات المتعلقة بإجراء تقويم سليم للاحتياجات الإنسانية في البلاد.واعتبر خاليكوف أن الهدف الرئيسي هو التعرف على ما يدور. وأضاف "نأمل أن نتمكن من الحصول على موافقة جميع أطراف الصراع". يأتي ذلك بينما يؤكد السكان في المناطق التي ضربتها المواجهات وجود نقص في الطعام والدواء والمياه النقية. في حين يقول بعض مسؤولي الأمم المتحدة إن الصراع في ليبيا تحول إلى حرب أهلية مكتملة الأركان، وإن الأمر بات صعبا للحصول على معلومات تتعلق بالوضع الناجم عن القتال العنيف.
الأرْضُ والهَوِيَّةُ جَمَعَتْهُمَا والسِّيَّاسَةُ فَرَّقَتْ بَيْنَهُمَا
العلاقات الجزائريّة الطرابلسيّة ودور"الكرَاغِلة" في إحداث التَّوافُقِ بينهُمَا
وظفت فرنسا وإيطاليا آليات عديدة لاحتلال الجزائر و ليبيا منها "الدعاية" la propagande عن طريق المستشرقين فكان ( دي بورمون) في الجزائر و(كانيفا) قائد الحملة الإيطالية في ليبيا، وساعدهم في ذلك اليهود، ولإنشاء وطن قومي يهودي في ليبيا قام اليهود بالتحالف مع الإنجليز عام 1908، لكن المشروع تحول إلى فلسطين عرفت العلاقات الجزائرية الطرابلسية ازدهارا ملحوظا وعلى مختلف الأصعدة منذ وصول "الكرمانليين" للسلطة بطرابلس في سنة 1711 و هي علاقات دلت على التجاوب العميق بين حكام طرابلس والجزائر، أسهمت هذه العلاقات في تقوية علاقاتها لاسيما مع العالم الأوروبي "المسيحي" استوت فيها العلاقات السلمية و العدائية حسب الظروف، و قد لعب "الكراغلة " في طرابلس الغرب و متصرفة بنغازي والجزائر دورا كبيرا في إحداث التوافق بين الجارتين و فض النزاعات ينهما و لو أن الغاية من هذا التوافق كان مبني على أسس مصلحية و هي إعفاءاتهم من الضرائب حيث كمان الكراغلة و هم العسكر المحليون يعملون على مساندة الدولة العثمانية في جمع الضرائب و جمع الجند للحملات، و الكراغلة هي جمع (كراغول) وهذه العبارة تعني القوة العسكرية، فالتواجد الاستعماري في المنطقة المغاربية و العربية بشكل عام والكتابات التاريخية تؤكد على مدى توطد العلاقات بين الجزائر و ليبيا و منهم كتابات حسن الفقيه حسن صاحب مخطوطة اليوميات الليبية، وابن غليون صاحي كتاب التذكار و عبد الرحمن الجبرني ومصطفى خوجة صاحب مخطوط تاريخ فزان فضلا عما جاء به الرحالة العرب والأجانب الذين تحثوا على العلاقات ين الجزائرية الليبية لاسيما في الفترة العثمانية.. وربما التعددية كان لها أثر كبير في توتر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر و ليبيا، و ابتعاد المصالح بين البلدين لاسيما فيما تعلق بقضية الصحراء الغربية وبالضبط ملف التوارق، وما يحدث حاليا في الساحة الشعبية وتوريط بعض الأطراف الجزائر و توجيه لها أصابع الاتهام في ما يحدث للشعب الليبي زاد في تأزم الوضع وتعقيده، دون العودة إلى الوراء ومراجعة ما يجمع دول المغرب العربي من مصالح مشتركة وآفاق مستقبلية في ظل مشروع اتحاد المغرب العربي. كانت الفترة الاستعمارية قاسية جدا عانت خلالها شعوب المغرب العربي خسائر بالجملة، تميزت فيها سياسات الدول الاستعمارية الأوروبية التي استعمرت المغرب العربي وهي (فرنسا، إيطاليا واسبانيا) بالحكم المباشر وإنكار حقوقها الوطنية فضلا عن العدوان على الهوية العربية الإسلامية، وقمع حركات المقاومة.. كما كانت سياسة "النفي" من أبرز المظاهر المرتبطة بالاستعمار الأوروبي أي نفي الوطنيين الذين تصدوا لقوات الغزو إلى خارج أوطانهم أو وضعهم في معسكرات اعتقال داخلية، فإبان المرحلة الاستعمارية تعرض آلاف الليبيين للنفي إلى الجزر الإيطالية في الفترة بين 1911 و1842، مما جعل المجتمع الدولي يطالب الدول الاستعمارية بتعويض الشعوب، وطال خلالها الرأي العام الليبي معرفة مصير المنفيين و تعويض ذويهم، و أثر دلك على العلاقات الليبية ألإيطالية وحتى لا تؤول هذه العلاقات إلى الفشل صدر الإعلان الليبي الإيطالي المشترك في 14 جويلية 1998، الذي يبقى على اعتذار إيطاليا على مجمل ألأضرار التي لحقت بالشعب الليبي جراء الحكم الاستعماري وتعويضه، وإعطاء قضية المنفيين ما تستحقه من الاهتمام مثلما حدث بين الجزائر وفرنسا.. كانت سياسة إيطاليا مع الشعب الليبي منذ احتلاله في 1911 صورة طبق الأصل لسياسة فرنسا مع الجزائر، حيث قامت إيطاليا بالاستيلاء على الأراضي الليبية و منحها للمعمرين والسماح كذلك بالاستيطان اليهودي، و السياسة التي طبقتها فرنسا على ارض "البايلك" هي نفس السياسة التي طبقتها إيطاليا مع أرض "الميري" في ليبيا، إذ تم الاستيلاء على 9313 هكتار من الأراضي الليبية عام 1913 كانت من أجود الأراضي في طرابلس، وكانت الدول الأوروبية تدرك وتعي جيدا أن ألأرض عند العرب بمثابة العرض و الهوية قبل أن تكون مردودا ماديا، فكانت "الأرض" عامل توحيد العرب ودافعا قويا لمحاربة كل من يحاول الاستيلاء عليها أو تدنيسها.. لقد وظفت فرنسا وإيطاليا آليات عديدة لاحتلال الجزائر و ليبيا منها "الدعاية" la propagande عن طريق المستشرقين فكان (دي بورمون) في الجزائر و(كانيفا) قائد الحملة الإيطالية في ليبيا، وساعدهم في ذلك اليهود، ولإنشاء وطن قومي يهودي في ليبيا قام اليهود بالتحالف مع الإنجليز عام 1908، لكن المشروع تحول إلى فلسطين.. تفيد الوثائق التاريخية والتسجيلات الصوتية التي جمعها مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية وجمعه الروايات الشفوية من أفواه المجاهدين و رجال المقاومة الليبية و كتابها أن تاريخ ليبيا حافل بالبطولات، وبخاصة تلك التي تتحدث عن حركة الجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي، كانت الطريقة تتم عن طريق إجراء مقابلات مع المجاهدين و تسجيل شهاداتهم، ثم تفرغ الأشرطة على ورق، ويعد مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية مكتبة شفهية متكاملة من أكبر مكتبات التاريخ الشفهي في العالم، مجهز بأحدث المعدات التقنية للتسجيل و النسخ، و بلغ عدد ألأشرطة التي تم تسجيلها 8014 شريطا، تم تفريغ محتوياتها ما مجموعه 4468 شريطا على ورق، على أن تنشر ضمن سلسلة " روايات الجهاد"، صدر منها حتى الآن ما يزيد عن 42 مجلدا، جزء منها يضم قصائد من الشعر الشعبي الذي قيل في مرحلة الجهاد، ويقدر عدد الأشرطة التي تم نشر محتوياتها في هذه المجلدات 479 شريطا، وعند نشر كافة نصوص الروايات الشفوية يصل عدد المجلدات إلى 500 مجلد و هذا لإعادة رسم الماضي الليبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.