وزير الداخلية يؤكد من إيطاليا أن معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتم عبر رؤية شاملة    الرئيس الصحراوي يستقبل المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية    محكمة العدل الأوروبية تنتصر للشعب الصحراوي وترفض طعون مجلس ومفوضية الاتحاد الأوروبي    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا    استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    هل الشعر ديوان العرب..؟!    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في خطاب ألقاه في اسطنبول
نشر في الأمة العربية يوم 14 - 03 - 2011

اكد رئيس الوزراء التركي رجيب طيب اردوغان، امس الاثنين، مجددا معارضته لتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا، معتبرا ان مثل هذه العملية ستنجم عنها "عواقب خطيرة". وقال اردوغان في خطاب القاه في اسطنبول خلال افتتاح منتدى دولي واوردته وكالة انباء الاناضول "نعتبر ان تدخل حلف شمال الاطلسي عسكريا ضد ليبيا او دولة اخرى لن يكون مجديا". واضاف "الى جانب كونها غير مفيدة، فان مثل هذه العملية يمكن ان تخلف عواقب خطيرة".
واكدت تركيا الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي والتي تملك ثاني اكبر جيش بعد الولايات المتحدة ضمن الحلف، انه لا يمكن للحلف التدخل الا في حال تعرض احد اعضائه لهجوم، واضاف اردوغان ان "التدخلات العسكرية لا تؤدي الا الى تعميق المشاكل". وكان اردوغان اعلن خلال زيارة الى المانيا في نهاية فيفري ان "ليس للحلف الاطلسي ما يقوم به" في ليبيا، مضيفا ان تدخلا عسكريا للحلف "غير وارد" ولا معنى له. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله ان "التدخل العسكري المباشر لحلف شمال الاطلسي أمر غير وارد". واضاف "الشعب والحكومة والمعارضة في ليبيا لا يريدون تدخلا اجنبيا في البلاد"، مضيفا ان اي تدخل لن يكون ممكنا، إلا بقرار من مجلس الامن الدولي "في اطار الشرعية الدولية". وكان اردوغان ابدى من جهة اخرى معارضته لفرض عقوبات على النظام الليبي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في 23 فيفري، معتبرا انها ستضر بالشعب الليبي اكثر من قادته. وكان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن اعلن الاسبوع الماضي على هامش اجتماع وزراء دفاع الدول ال 28 الاعضاء ان الحلف مستعد للتحرك اذا حصل على تفويض بذلك. ولم يحسم مجلس الامن الدولي بعد في هذه المرحلة موقفه من مسالة فرض منطقة حظر جوي في ليبيا. ووصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، امس الاثنين، الى باريس لاجراء مشاورات مع الاوروبيين والروس حول ليبيا فيما تواصل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تقدمها في اتجاه شرق البلاد الذي سيطر عليه الثوار منذ بدء الانتفاضة.
في تصريح ل "العربية" يبث اليوم، أردوغان يكشف
على القذافي اختيار رئيس يقود ليبيا مادام ليس في السلطة
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مغبة التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا خشية تكرار سيناريو العراق، معرباً عن أمله في تقديم القذافي لخطوة إيجابية حقناً لدماء شعبه. وأكد أردوغان أنه اتصل بالقذافي وابنه في مبادرة لحل الأزمة، وقال في سياق آخر إنه لانية لتركيا في التدخل في الشأن الإيراني مشددا على أن علاقة حكومته مع إسرائيل لن تعود لسالف عهدها طالما لم تعتذر. جاء ذلك خلال لقائه مع يوسف الشريف في حلقة جديدة من برنامج "مقابلة خاصة" سوف يتم عرضها على شاشة "العربية" اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش.وحول مجريات الأحداث الحالية في العالم العربي، أكد أردوغان أن بلاده تتابع عن كثب وبقلق ما بدأ في تونس، وانتقل الى مصر، ويتجلى حاليا بشكل مختلف في ليبيا، ما زال الوقت مبكرا من أجل تحديد السبب الحقيقي والدقيق وراء ما حدث، لكن من الواضح القول بأن جميع هذه الاحداث وقعت بسبب شاب قام بإحراق نفسه بسبب الفقر أو البطالة فيه تبسيط للقضية بنظري، فهذا قد يكون بين الأسباب المؤدية لما نراه اليوم، لكن وراء ما يحدث أسباب أكثر عمقا و أكثر تعقيدا، و لاشك في أن لكل دولة من هذه الدول ظروفها الخاصة والمختلفة، سواءا تونس أو مصر أو ليبيا أو البحرين، ويجب تحليل ما يحدث في كل بلد وفق ظروفه الخاصة، لكن هناك حقيقة واضحة وهي أن للشعوب مطالب مهمة ولا يمكن إهمال تلك المطالب او تجاهلها. وحول موقف تركيا من تدخل عسكري في ليبيا سواء من الناتو أو غيره وصف أردوغان أي تدخل للناتو في هذه المنطقة بالخطأ الكبير، قائلا إنه لا يجب أن يكون هذا الامر على أجندة الناتو أو حتى للنقاش، هذا سيزيد الامر سوءا هناك".وحول رأي أردوغان في تنحي القذافي قال "عرضت على القذافي أن يختار هو شخصية أخرى تحظى بقبول الشعب الليبي لتقود المرحلة القادمة، وقلت له إن ذلك من شأنه أن يعجل في تخطي ليبيا هذه المرحلة بسرعة، و عند وقف القتال و تحقيق السلام، وطالما انك تقول بأنك لست برئيس و إنما قائد ثورة، وطالما أن هناك من تثق به أو رشحته يقود المرحلة، فإنك ستكون قد قدمت خدمة للشعب الليبي، وقمت بالاشراف بنفسك على هذا التحول وقدته وهذا ما تقول به أنت أيضا. وقد تكلمت بذلك أيضا إلى ابنه وبعد ذلك الى رئيس الوزراء الليبي. والحقيقة أن القذافي ساعد بشكل مهم على إجلاء الرعايا الاتراك بسهولة وسلام، وقدم لنا دعما بهذا الشأن، وكنا قد طلبنا منه العون خصوصا في ما يخص اجلاء مواطنينا من مدينة بنغازي، وقلت له من جديد بأنه طالما لا يحمل كما يقول صفة رسمية في ليبيا، فإن عليه أن يفكر في هذا الحل وأن يثق في هذا الاسم الذي يقترحه ويقبل به الشعب الليبي، فهذا سيعجل من عودة السلام والاطمئنان الى ليبيا، وبذلك تتجنب ليبيا دفع ثمن باهظ لهذا التحول ونعصم دماء الليبيين، وكما قلت سابقا فقد تحدثت مع ابنه أيضا في هذا الخصوص ومع رئيس الوزراء، وكلي أمل في ان نمنع وقوع حرب أهلية في ليبيا، لكن يجب أن أذكّر هنا بأنني لا أنظر الى ما يحدث في ليبيا من الزاوية التي ينظر منها الغرب، فأنا لم أسمع حتى الآن تصريحات وتعليقات سليمة من الدول الغربية حول ما يحدث في ليبيا، وأود أن أكرر وأشدد بأننا نرفض التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا.
في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لإيجاد حل للنزاع الدامي
جيش القذافي يقترب من إحكام القبضة على الثوار ببنغازي
كانت مدينة اجدابيا تستعد، أمس الاثنين، لهجوم محتمل تشنه قوات معمر القذافي التي تتقدم باتجاه "عاصمة" الثوار بنغازي، في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لايجاد حل للنزاع الدامي في ليبيا المستمر منذ 28 يوما. وسقطت اربع قذائف امس الاثنين على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها. وقد تصبح بنغازي معقل الثوار الواقعة على مسافة 160 كلم شمال اجدابيا، معرضة للخطر بعد ان استعادت القوات الحكومية مدنا عدة من الثوار خصوصا البريقة الاحد التي تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية. وكانت ليبيا حيث تحتدم المعارك، في صلب المشاورات امس الاثنين بين الغربيين والروس خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني التي تريد منع العقيد القذافي من استخدام سلاح الجو الليبي ضد الثوار عبر فرض منطقة حظر جوي. وتتوقع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تبدأ جولة تزور خلالها اوروبا وتونس ومصر، ان تلتقي في باريس محمود جبريل المكلف الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية. لكن عامل الوقت لا يصب في مصلحة الثوار بعد ان اعلن الجيش الليبي الاحد انه يقوم ب "تطهير" كامل مناطق البلاد. وبات خط الجبهة ينتقل شرقا وهو دليل على تصميم القذافي على القضاء على الثوار رغم العقوبات والاحتجاجات الدولية. وعلى بعد ستة كيلومترات غرب اجدابيا التي اصبحت في اول خطوط الجبهة، اكد ثوار لفرانس برس سقوط اربع قذائف قرب مستديرة ما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروح بحسب طبيب في مستشفى المدينة. وقال جمال منصور الضابط في سلاح الجو الليبي الذي انضم الى الثوار انها غارات جوية شنتها مقاتلات سوخوي 24 الروسية الصنع. وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح، أمس الاثنين، يفرون من المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والاكياس والفرش. وهبت عاصفة رملية على المنطقة قبل الظهر. وقال منصور في مبنى تنتشر حوله سيارات بيك اب مجهزة بمضادات ارضية ان "قوات القذافي تطبق سياسة الارض المحروقة". واقر منصور بان الثوار "غير مجهزين سوى بمعدات حربية محدودة" ودعا الغرب الى "شن ضربات محددة على المنشآت العسكرية لتخفيف الطوق المفروض عليهم". كما اقترح ان تقوم باريس "بعمليات قصف من جانب واحد". وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس تحولت الحماسة خلال الاسابيع الاولى من اندلاع الثورة الى اجواء من القلق وتحولت الانظار الى الخارج. لكن انتصارات النظام الليبي المتسارعة على الارض تسبق قرارات الغربيين المنقسمين حول سبل وضع حد لها. والسبت قدمت الجامعة العربية دعمها لفرض منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة الليبية ودعت مجلس الامن الدولي الى السماح بذلك لمنع عمليات القصف الجوي وحماية المدنيين.واعربت كل من الصين وروسيا وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن عن شكوكهما في هذا الخصوص، في حين اعربت الهند الدولة غير الدائمة العضوية عن معارضتها. وقرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين منع القذافي وعائلته من دخول الاراضي الروسية والقيام بعمليات مالية في البلاد وذلك في مرسوم نشر على موقع الكرملين على الانترنت. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد انها ارسلت من الاردن سبع شاحنات محملة بالاغذية والادوية الى بنغازي. وستتوجه 10 شاحنات اضافية الى ليبيا الاربعاء والجمعة واسفر هذا النزاع عن سقوط مئات القتلى وفرار اكثر عن 250 الف شخص.
في ظل وجود نقص في الطعام والدواء والمياه النقية
الأمم المتحدة تقوّم الوضع الإنساني بليبيا
طلبت الأمم المتحدة من السلطات الليبية السماح لها بدخول المناطق الخاضعة لسيطرة كل من الحكومة والثوار المناوئين للعقيد معمر القذافي، وذلك لتقويم تأثير أعمال العنف على المدنيين. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا رشيد خاليكوف بعد وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس إن بعثته تأمل السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى كل مناطق الصراع.وأشار إلى أن مهمته تتركز في التفاوض مع حكومة ليبيا بشأن الترتيبات المتعلقة بإجراء تقويم سليم للاحتياجات الإنسانية في البلاد.واعتبر خاليكوف أن الهدف الرئيسي هو التعرف على ما يدور. وأضاف "نأمل أن نتمكن من الحصول على موافقة جميع أطراف الصراع". يأتي ذلك بينما يؤكد السكان في المناطق التي ضربتها المواجهات وجود نقص في الطعام والدواء والمياه النقية. في حين يقول بعض مسؤولي الأمم المتحدة إن الصراع في ليبيا تحول إلى حرب أهلية مكتملة الأركان، وإن الأمر بات صعبا للحصول على معلومات تتعلق بالوضع الناجم عن القتال العنيف.
الأرْضُ والهَوِيَّةُ جَمَعَتْهُمَا والسِّيَّاسَةُ فَرَّقَتْ بَيْنَهُمَا
العلاقات الجزائريّة الطرابلسيّة ودور"الكرَاغِلة" في إحداث التَّوافُقِ بينهُمَا
وظفت فرنسا وإيطاليا آليات عديدة لاحتلال الجزائر و ليبيا منها "الدعاية" la propagande عن طريق المستشرقين فكان ( دي بورمون) في الجزائر و(كانيفا) قائد الحملة الإيطالية في ليبيا، وساعدهم في ذلك اليهود، ولإنشاء وطن قومي يهودي في ليبيا قام اليهود بالتحالف مع الإنجليز عام 1908، لكن المشروع تحول إلى فلسطين عرفت العلاقات الجزائرية الطرابلسية ازدهارا ملحوظا وعلى مختلف الأصعدة منذ وصول "الكرمانليين" للسلطة بطرابلس في سنة 1711 و هي علاقات دلت على التجاوب العميق بين حكام طرابلس والجزائر، أسهمت هذه العلاقات في تقوية علاقاتها لاسيما مع العالم الأوروبي "المسيحي" استوت فيها العلاقات السلمية و العدائية حسب الظروف، و قد لعب "الكراغلة " في طرابلس الغرب و متصرفة بنغازي والجزائر دورا كبيرا في إحداث التوافق بين الجارتين و فض النزاعات ينهما و لو أن الغاية من هذا التوافق كان مبني على أسس مصلحية و هي إعفاءاتهم من الضرائب حيث كمان الكراغلة و هم العسكر المحليون يعملون على مساندة الدولة العثمانية في جمع الضرائب و جمع الجند للحملات، و الكراغلة هي جمع (كراغول) وهذه العبارة تعني القوة العسكرية، فالتواجد الاستعماري في المنطقة المغاربية و العربية بشكل عام والكتابات التاريخية تؤكد على مدى توطد العلاقات بين الجزائر و ليبيا و منهم كتابات حسن الفقيه حسن صاحب مخطوطة اليوميات الليبية، وابن غليون صاحي كتاب التذكار و عبد الرحمن الجبرني ومصطفى خوجة صاحب مخطوط تاريخ فزان فضلا عما جاء به الرحالة العرب والأجانب الذين تحثوا على العلاقات ين الجزائرية الليبية لاسيما في الفترة العثمانية.. وربما التعددية كان لها أثر كبير في توتر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر و ليبيا، و ابتعاد المصالح بين البلدين لاسيما فيما تعلق بقضية الصحراء الغربية وبالضبط ملف التوارق، وما يحدث حاليا في الساحة الشعبية وتوريط بعض الأطراف الجزائر و توجيه لها أصابع الاتهام في ما يحدث للشعب الليبي زاد في تأزم الوضع وتعقيده، دون العودة إلى الوراء ومراجعة ما يجمع دول المغرب العربي من مصالح مشتركة وآفاق مستقبلية في ظل مشروع اتحاد المغرب العربي. كانت الفترة الاستعمارية قاسية جدا عانت خلالها شعوب المغرب العربي خسائر بالجملة، تميزت فيها سياسات الدول الاستعمارية الأوروبية التي استعمرت المغرب العربي وهي (فرنسا، إيطاليا واسبانيا) بالحكم المباشر وإنكار حقوقها الوطنية فضلا عن العدوان على الهوية العربية الإسلامية، وقمع حركات المقاومة.. كما كانت سياسة "النفي" من أبرز المظاهر المرتبطة بالاستعمار الأوروبي أي نفي الوطنيين الذين تصدوا لقوات الغزو إلى خارج أوطانهم أو وضعهم في معسكرات اعتقال داخلية، فإبان المرحلة الاستعمارية تعرض آلاف الليبيين للنفي إلى الجزر الإيطالية في الفترة بين 1911 و1842، مما جعل المجتمع الدولي يطالب الدول الاستعمارية بتعويض الشعوب، وطال خلالها الرأي العام الليبي معرفة مصير المنفيين و تعويض ذويهم، و أثر دلك على العلاقات الليبية ألإيطالية وحتى لا تؤول هذه العلاقات إلى الفشل صدر الإعلان الليبي الإيطالي المشترك في 14 جويلية 1998، الذي يبقى على اعتذار إيطاليا على مجمل ألأضرار التي لحقت بالشعب الليبي جراء الحكم الاستعماري وتعويضه، وإعطاء قضية المنفيين ما تستحقه من الاهتمام مثلما حدث بين الجزائر وفرنسا.. كانت سياسة إيطاليا مع الشعب الليبي منذ احتلاله في 1911 صورة طبق الأصل لسياسة فرنسا مع الجزائر، حيث قامت إيطاليا بالاستيلاء على الأراضي الليبية و منحها للمعمرين والسماح كذلك بالاستيطان اليهودي، و السياسة التي طبقتها فرنسا على ارض "البايلك" هي نفس السياسة التي طبقتها إيطاليا مع أرض "الميري" في ليبيا، إذ تم الاستيلاء على 9313 هكتار من الأراضي الليبية عام 1913 كانت من أجود الأراضي في طرابلس، وكانت الدول الأوروبية تدرك وتعي جيدا أن ألأرض عند العرب بمثابة العرض و الهوية قبل أن تكون مردودا ماديا، فكانت "الأرض" عامل توحيد العرب ودافعا قويا لمحاربة كل من يحاول الاستيلاء عليها أو تدنيسها.. لقد وظفت فرنسا وإيطاليا آليات عديدة لاحتلال الجزائر و ليبيا منها "الدعاية" la propagande عن طريق المستشرقين فكان (دي بورمون) في الجزائر و(كانيفا) قائد الحملة الإيطالية في ليبيا، وساعدهم في ذلك اليهود، ولإنشاء وطن قومي يهودي في ليبيا قام اليهود بالتحالف مع الإنجليز عام 1908، لكن المشروع تحول إلى فلسطين.. تفيد الوثائق التاريخية والتسجيلات الصوتية التي جمعها مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية وجمعه الروايات الشفوية من أفواه المجاهدين و رجال المقاومة الليبية و كتابها أن تاريخ ليبيا حافل بالبطولات، وبخاصة تلك التي تتحدث عن حركة الجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي، كانت الطريقة تتم عن طريق إجراء مقابلات مع المجاهدين و تسجيل شهاداتهم، ثم تفرغ الأشرطة على ورق، ويعد مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية مكتبة شفهية متكاملة من أكبر مكتبات التاريخ الشفهي في العالم، مجهز بأحدث المعدات التقنية للتسجيل و النسخ، و بلغ عدد ألأشرطة التي تم تسجيلها 8014 شريطا، تم تفريغ محتوياتها ما مجموعه 4468 شريطا على ورق، على أن تنشر ضمن سلسلة " روايات الجهاد"، صدر منها حتى الآن ما يزيد عن 42 مجلدا، جزء منها يضم قصائد من الشعر الشعبي الذي قيل في مرحلة الجهاد، ويقدر عدد الأشرطة التي تم نشر محتوياتها في هذه المجلدات 479 شريطا، وعند نشر كافة نصوص الروايات الشفوية يصل عدد المجلدات إلى 500 مجلد و هذا لإعادة رسم الماضي الليبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.