في ظل تواصل حمى المعارك الضارية بين كتائب معمر القذافي وقوات المعارضة، تعرضت مدينة مصراتة الليبية لهجوم جديد الخميس الفارط بعد توجيه قصف صاروخي إلى مقاتلي المعارضة قرب الميناء وكانت المدينة الساحلية التي تعتبر ثالث أكبر مدينة في ليبيا مسرحا لمواجهات عنيفة بين عناصر القوات التي كان من المفروض أن تكون شقيقة خلال الأسابيع الأخيرة وتقع مصراتة نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس وتبقى أكبر المراكز الحضرية الخارجة عن سيطرة قوى القذافي في الغرب الليبي هذا وأشارت مصادر مقربة على أن قوات القذافي قد قصفت المدينة بصواريخ "غراد" ونشرت القناصة على أسطح المباني خاصة على طول الشارع الرئيسي بمصراتة (شارع طرابلس) وهو الأمر الذي أسفر عن سقوط العشرات من الجرحى وجاء في بيان اليونسيف "القتال المكثف والقصف العشوائي أدى إلى مقتل عدد متزايد من الأطفال في مصراتة فيما يعاني آخرون نقصا في الغذاء والماء الصالح للشرب، كما أصيبوا بصدمة لهول الأحداث التي شاهدوها ." هذا و يزداد الوضع خطورة مع الأزمة التي يعيشها مستشفى مصراتة الذي يعاني من نقص الأدوية والطواقم الطبية من جهة أخرى قامت سفينة قطرية بإجلاء بعض العمال المصريين إلى الإسكندرية، وهناك سردوا قصص تفجيرات قوات القذافي. وقالوا إن القوات الحكومية أطلقت الصواريخ قرب ميناء قصر أحمد في مصراتة في محاولة للتصدي لوصول المساعدات . وقال العمال إن قوات القذافي سرقت أغراضهم الشخصية بما فيها السيارات والمجوهرات . وقُتل عدد غير معروف من العمال الأجانب في الاعتداء غير أن التقارير السياسية وحتى العسكرية لم تؤكد إلى حد الساعة تصريحات أولئك العمال هذا في الوقت الذي أكد فيه معمر القذافي أن حكومته لا تتعرض للأجانب وأن ما قيل ما هو إلا محاولة لتشويه صورة جيشه ووصفه بالمرتزق . وفي ذات السياق استبشر أهالي مصراتة برسالة وجهتها مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين أيشتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تبدي فيها استعداد الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمة عسكرية إنسانية لمساعدة سكان مصراتة لكن وزارة الخارجية الليبية رفضت عرض المساعدة قائلة إن "أي اقتراب من الأراضي الليبية بذريعة عملية إنسانية سيُواجَه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة ." وكان الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني عبد الحفيظ غوقة قد ناشد المجتمع الدولي بحماية المدنيين وضمان منطقة آمنة لوصول المساعدات لمدينة مصراتة والجبل الغربي وعلى صعيد آخر و في طرابلس، قال أحد السكان "الكتائب تقوم ليلاً بحفر مقابر جماعية في مقبرة الإنشيدي لدفن القتلى" . ويحاول الثوار في العاصمة مهاجمة السيارات العسكرية التابعة للقذافي بالقرب من مسجد الشرق بمنطقة سوق الجمعة. وحاولوا خداعهم بدخول الأزقّة والقضاء عليهم وحرق سياراتهم. وهذا ما حصل في منطقة فشلوم وبعض المناطق المجاورة الأخرى" وتساءلت مواطنة ليبية عن دور المنظمات الدولية والحقوقية الغائبة في الوقت الذي يتعرض الأطفال والنساء بمصراتة إلى القصف، الأمر الذي أجبر العديد من العائلات إلى النزوح بحثا عن مناطق آمنة. من جهة احرى اكد الناتو مواصلة عملياته العسكرية في ليبيا لحين انتهاء عمليات العنف التي ينتهجها نظام العقيد الليبي معمر القذافي ضد المدنيين. جاء ذلك على لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع وزراء خارجية الحلف في العاصمة برلين، بقوله: “ الناتو سيستمر بالتأكيد في عملياته في ليبيا طالما بقي تهديد حياة المدنيين قائماً، و من المستحيل تخيل انتهاء هذا التهديد مع بقاء القذافي في السطة”. و يتولى حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بمشاركة عدد من الدول، من أهمها بريطانيا وفرنسا اللتان تطالبان بتنفيذ المزيد من الهجمات الجوية على الأهداف التابعة لنظام العقيد الليبي معمر القذافي.