قالت منظمة حقوقية نيجيرية ، إن 516 شخصا قتلوا في يوميْن فقط من العنف الذي أعقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أظهرت فوز الجنوبي المسيحي غودلاك جوناثان على الشمالي المسلم محمد بخاري الذي طعن في النتائج، لكنه أدان العنف الذي انجرّ عنها. وقال رئيس مؤتمر الحقوق المدنية في نيجيريا شاهو ساني إن الأعداد التي قدمتها هيئته تخص فقط يوميْ الاثنين والثلاثاء الماضيين وثلاث قرى تقع جنوبيْ ولاية كادونا الشمالية هي زونكوا وكافانشان وزانغون كاتاف. واستندت الهيئة الحقوقية إلى مندوبيها في القرى المذكورة لتقديم هذه الأرقام التي لم تؤكدها السلطات، خشية التسبب في أعمال انتقامية. وكان تعداد سابق أعد بناءً على أرقام الصليب الأحمر النيجيري ومعلومات عمال الصحة وروايات شهود عيان تحدثوا لوسائل اعلامية ، عن 130 قتيلا على الأقل.الا أن ذلك التعداد لم يشمل إلا بضع مناطق ومدن كبيرة في الشمال، واستثنى القرى التي تطرق إليها تقرير مؤتمر الحقوق المدنية. وشهدت الصدامات إحراق كنائس ومساجد وبيوت ومحلات، وسببت نزوح 40 ألف شخص على الأقل. وعلى الرغم من أن حظر تجول فرضه الجيش استطاع تهدئة الأوضاع في المدن الكبيرة، فإن الجنود استغرقوا وقتا للوصول إلى المناطق القاصية. واعتبر مراقبون والعديد من النيجيريين انتخابات الأسبوع الماضي من أنزه الانتخابات التي نظمت في تاريخ نيجيريا، لكن بخاري –وهو حاكم عسكري سابق للبلاد- طعن في النتائج لدى القضاء، وإن أدان العنف مثله مثل جوناثان. ويبقى الخوف من تجدد العنف قائمة، إذ إن البلاد مقبلة الثلاثاء على انتخابات حكام الولايات، حيث يتواجه حزبا هذين المرشحين الرئاسيين، وهما على التوالي مؤتمر التغيير التقدمي وحزب الشعب الديمقراطي الحاكم، خاصة أن الرهانات عالية بسبب الميزانيات الضخمة التي يديرها حكام الولايات، وشبكة العلاقات التي يتيحها المنصب. وقال ساني متحدثا عن كادونا "يُنظر (في هذه الولاية) إلى مؤتمر التغيير التقدمي على أنه حزب مسلم، وإلى حزب الشعب الديمقراطي على أنه حزب مسيحي". الا أن مراقبين يقولون إن سبب العنف في نيجيريا -التي توجد فيها أكثر من250 عرقية يتعايش أغلبها- ليس الدين، وإنما الفقر والتهميش الاقتصادي للشمال المسلم.