عبر عدد من الاوروبيين عن بعض الانزعاج بعد تصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، لا سيما بسبب تناقض روايات المسؤولين الاميركيين عن ظروف قتله. واضطرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل للتراجع عن تصريح ادلت به عقب مقتل زعيم القاعدة. وقد قالت حينذاك "اني سعيدة لانه تم التوصل الى قتل بن لادن". الا انها اكدت لصحيفة بيسزير نويه بريسي ان "بن لادن كان زعيم شبكة ارهابية دولية دبرت جرائم مروعة. يمكننا بل وعلينا ان نشعر بالارتياح لانه لن يتمكن من ايذاء احد بعد الآن". وكانت ميركل تعرضت لانتقادات حتى في داخل حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي بعد موقفها الاول. وقالت انغريد فيشباخ نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديموقراطي والعضو في اللجنة المركزية للكاثوليك الالمان "من وجهة النظر المسيحية من غير الملائم قطعا ابداء ارتياح بعد قتل شخص بصورة متعمدة".وشاطرها الرأي سيغفريد كودر المكلف شؤون القضاء في الاتحاد المسيحي الديموقراطي. وقال انه ما كان عبر عن رد فعل على مقتل بن لادن كما فعلت ميركل. وانتقد ما اسماه "موقفا انتقاميا" يذكر ب"القرون الوسطى". ورفع احد قضاة هامبورغ (شمال) هاينز اوثمان دعوى ضد المستشارة ل"قبولها بجريمة" واصفا تصريحات ميركل ب"المعيبة". وافاد استطلاع للرأي لمحطة التلفزيون العام آ ار دي نشرت نتائجه الجمعة ان 64% من الالمان يعتقدون ان مقتل بن لادن ليس "مدعاة للابتهاج"، مقابل 28% يعتقدون العكس. وقتل اسامة بن لادن ليل الاحد الاثنين على يد وحدة كوماندوس تابعة لقوات النخبة في البحرية الاميركية اثر عملية محمولة جوا في مدينة ابوت اباد الباكستانية التي تبعد ساعتين برا شمال اسلام اباد. واثر اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن مقتله جرت تظاهرات ابتهاج امام البيت الابيض وفي نيويورك حيث وقعت اكثر الاعتداءات دموية في 11 سبتمبر 2001. واعلن البيت الابيض في البداية ان بن لادن كان مسلحا ثم ما لبث ان نفى هذه الرواية مما زرع الشك في مدى رغبته في اعتقال زعيم القاعدة حيا.والاثنين صرح جون برينان مستشار اوباما لشؤون مكافحة الارهاب ان زوجة بن لادن قتلت عندما حاول المطلوب الاول في العالم ان يستخدمها درعا بشرية، وهي رواية استبدلت فيما بعد برواية اخرى تشير الى انها هاجمت الجنود الاميركيين ولم تصب سوى بجروح. وطالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي الخميس ب"نشر كامل ودقيق للوقائع" لتحديد قانونية العملية. وقالت اثناء زيارة الى اوسلو "اعتقد انه ليس من حق اجهزتي فقط بل من حق كل العالم معرفة ما جرى بدقة".كذلك اعتبر خبيران في الاممالمتحدة، المقرر بشان التجاوزات التعسفية والقتل بلا محاكمة كريستوف هينتز والمقرر الخاص لترويج وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية في مكافحة الارهاب مارتن شينين ان على الولاياتالمتحدة "نشر الوقائع" حول مقتل اسامة بن لادن للسماح ب"تقييمها وفق معايير التشريع الدولي في مجال حقوق الانسان". وفي بريطانيا عبر رئيس اساقفة الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربيري روان وليامز الخميس عن استيائه. وقال في مؤتمر صحافي "اعتقد ان قتل شخص غير مسلح يثير دوما الانزعاج، لانه لا يبدو ان العدالة اخذت مجراها". وتساءلت صحيفة فولكسكرانت الهولندية (وسط يسار) الجمعة "هل قتل اسامة بن لادن فقط لانه شكل خطرا ملموسا على الكومندوس الاميركي الذي اقتحم غرفته او انها عملية قتل بدم بارد اعد لها مسبقا؟". واضافت ان "الشكوك اثيرت من جديد حول النوايا الاميركية". من جهته كافأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفريق الذي نفذ عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمنحهم أرفع الأوسمة العسكرية، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستهزم تنظيم القاعدة بعد أن "قطعت رأسه". وقام أوباما رفقة نائبه جوزيف بايدن بزيارة قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أمس الأول ، حيث التقيا جميع أعضاء القوة التي قامت بالعملية ونقلت مصادر اعلامية ، عن مسؤول أمريكي أن الرئيس اعتبر مقتل بن لادن " أعظم انجاز" وأضاف المسؤول أن أوباما منح كل وحدة من الوحدات المشاركة وسام التضحية، وهو أرفع وسام يمكن أن يمنح للعسكريين، "تقديرا لخدمتهم ونجاحهم الاستثنائيين". وكان تنظيم القاعدة اعترف في بيان نشر على شبكة الإنترنت أمس الأول بمقتل زعيمه بن لادن وتوعد بالانتقام، مشيرا إلى أن بن لادن "واجه السلاح بالسلاح والقوة بالقوة قبل أن يتحدى جموعاً مستكبرة خرجت بآلاتها وعتادها. فما ضعفت أمامهم عزيمته ولا خارت قواه بل وقف لهم وجهاً لوجه؟، وفقا لبيان القاعدة . وشدد التنظيم على أنه مستمر على طريق "الجهاد" على خطى بن لادن، وأكد أن دماءه "لن تذهب سدى وستبقى لعنة تطارد الأمريكان وعملاءهم وتطاردهم خارج وداخل بلادهم"، محذراً أنه عما قريب "ستنقلب أفراحهم أحزاناً وتختلط دماؤهم بدموعهم"، وقال "لن تنعم أمريكا ومن يعيش بأميركا بالأمان حتى ينعم به أهلنا في فلسطين". كما ناشد التنظيم شعب باكستان "لتطهير بلادهم من الأمريكيين وغسل العار" بعد مقتل بن لادن في بلادهم. وكان أوباما أعلن الاثنين الماضي مقتل بن لادن بعد عشرة أعوام من الملاحقة في هجوم نفذته وحدة خاصة على أراضي باكستان، مدعومة بقوات باكستانية مشيرا إلى أن جثته رميت في البحر، مما أثار انتقادات إسلامية واسعة.