في سابقة فريدة، يقدم فيها حزب سياسي على مقاضاة رئيس الجمهورية الذي يعارض الحكم فيها، قرّر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي" رفع دعوى قضائية ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بتهمة استغلال رموز الجمهورية والمساجد في الانتخابات، واستخدام أموال الدولة في الحملة الانتخابية. وصرّح الأمين العام للحزب، سعيد سعدي، في ندوة صحفية عقدها، أمس السبت، بمقر الحزب أنه قرّر رفع دعوى قضائية ضد الوزير الأول أحمد أويحيى بتهمة القذف، على خلفية وصفه خلال الحملة الانتخابية قادة الأرسيدي والأحزاب التي دعت لمقاطعة الانتخابات ب "الخونة". وأكد سعدي، أن قيادة الأرسيدي سترفع دعوى قضائية ضد رئيس بلدية الجزائر الوسطى، الطيب زيتوني، الذي قاد أول أمس الجمعة، مجموعات من الشباب (حوالي المئة شاب حسب ادعاء سعدي)، لمهاجمة مقر الحزب بالأبيار بأعالي العاصمة، مشيرا إلى دعوى قضائية رابعة سيتم رفعها ضد منشط بإذاعة الشلف بسبب مهاجمته للأرسيدي. وعرّج سعدي في اتهاماته، على نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، التي قال إنها لم تتجاوز ال 5٪، علما أن الأرقام الرسمية تؤكد أن هذه النسبة بلغت ال74.54 ٪، وبالمناسبة دعا سعدي إلى توحيد الأحزاب السياسية والمنظمات والقوى الديمقراطية لوقف ما اعتبره "انحرافا سياسيا خطيرا يهدد مستقبل البلاد"، مثمنا في نفس السياق مبادرة رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض، حسين آيت أحمد، التي تسير في نفس الاتجاه. وعرض الحزب على الصحفيين فيلما مسجلا عبر كاميرات المراقبة قال إنه يظهر المجموعات الشبانية بقيادة رئيس بلدية الجزائر الوسطى ومدير حملة الرئيس بوتفليقة في العاصمة، عند مهاجمتهم مقر الأرسيدي أول أمس. يذكر أن الأرسيدي بقيادة أمينه العام، سعيد سعدي، كان قد عمد إلى لفت الأنظار التي تجاهلته منذ سنوات، وذلك بإقدامه على خطوة أقل ما يقال عنها إنها "جبانة"، بعد نزعه للعلم الوطني من فوق مقر حزبه بأعالي العاصمة وباقي المقرات التابعة له بعد ذلك، واستبدالها براية سوداء، قال إنها تعبير عن "الحزن على الديمقراطية في الجزائر"، وكان هذا التصرف الذي ندّدت به عدة أطراف فاعلة في المجتمع، قد جاء قبيل الانتخابات الرئاسية وتحديدا في الفاتح من الشهر الحالي، واستمرت بلبلة وتشويش الأرسيدي على هذا الموعد الانتخابي إلى غاية آخر يوم يفصل عنه. وبالموازاة، تواصل سخط الرأي العام على تدنيس الأرسيدي للعلم الوطني، حيث كان آخر إجراء ذلك الذي أقدم عليه مشروع عهد الأمة الذي الذي أودع شكوى، أول أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، ضد الأرسيدي الممثل بأمينه العام، سعيد سعدي، بتهمة التدنيس والتخريب، ويواصل بالمقابل سعدي عقد الندوات الصحفية لشدّ الأنظار إليه، والإعلان عن خرجاته الغريبة لتحويل الاهتمام الذي لازالت تحظى به الانتخابات الرئاسية ونتائجها التي يبدو أنها تثير احتجاج سعدي.