أكد باحثون وأكادميون على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لإعادة بعث اهتمام الطلبة المتحصلين على شهادة البكالوريا بالشعب التقنية والعملية التي تشهد عزوفا، معتبرا من قبلهم في السنوات الأخيرة، وكذا الاهتمام أكثر بعملية توجيه الطلبة على حسب رغباتهم لتفادي الرسوب خاصة خلال السنة الأولى من الجامعة. وتطرق المتدخلون خلال يوم برلماني حول "موائمة برامج التعليم في المنطومة التربوية والتعليم العالي على ضوء الإصلاحات الجارية" بالمجلس الشعبي الوطني، على رهانات الجزائر في المجال التربوي مركزين على ظاهرة عزوف الطلبة عن الفروع العلمية والتقنية رغم ما توفره من فرص للتشغيل بتوكين الطاقات البشرية المؤهلة ونسب الرسوب التي تعرفها السنوات الأولى من التعليم الجامعي. وفي هذا الصدد، قال بوبكر سمير مفتش عام للبيداغوجيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن "هناك رسوب نسبي في مستوى السنة الأولى جامعي وهي ظاهرة يجب الاهتمام بها ومعالجتها". وأرجع المتحدث سبب ذلك إلى توجيه الطلبة غالبا على غير رغباتهم، إلى جانب عدم تكيف بعض الطلبة مع المرخلة الجديدة من تعليمهم وهو ألامر الذي يحدث مع تلاميذ السنة الأولى متوسط والسنة أولى ثانوي, كما أضاف بوبكر، أن النظام المعمول به بوزارة التربية على غير النظام المعمول به في الجامعة، فقبل الجامعة يتلقى التلميذ مساعدة من قبل مؤطرين في مراحل تعليمه، لكنه بمجرد صعوده إلى الجامعة يجد نفسه مجبرا على اعتماد عن نفسه. ومن جانبه، تطرق الأستاذ الجامعي محمد الطيب العسكري في مداخلته إلى ظاهرة عزوف الطلبة عن الدراسة في الفروع العلمية والتقنية، والتي تعود حسبه إلى غياب توجيه فعال تساهم فيه وزارة التربية بشكل فعال بدءا من التعليم الثانوي بضرورة توعية التلاميذ حول أهمية هذه التخصصات التي لم تعد مطلوبة من قبل الكثير من الطلبة في السنوات الأخيرة. وتناقصت نسبة توجه الطلبة إلى هذه التخصصات رغم أن برنامج الإصلاحات يؤكد في أهدافه أن ثلثي التلاميذ الذين يتحصلون على شهادة البكالوريا هم من الشعب العلمية والتقنية، لكن رغبات الطلبة يكون أكثر نحو الشعب الأدبية. وفي هذا الصدد، دق العسكري ناقوس الخطر بما يشكله هذا الموضوع من انقطاع بين التكوين الجامعي وسوق الشغل، خاصة وأن الجزائر أمام تحديات اقتصادية كبيرة، ودعا إلى وضع آليالت ربط تسمح بتكييف التلميذ من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية للقضاء على هذا الفراغ.