أجمع الأساتذة المتدخلون في الملتقى الوطني الثاني حول ظاهرة عزوف الطالب عن الدراسة الذي انطلقت فعالياته امس الثلاثاء بجامعة باتنة على أن "الظاهرة استفحلت بالجزائر وأصبح من الضروري البحث في مسبباتها فالعزوف عن الدراسة انتقل في السنوات القليلة الماضية من أوساط الطلبة الجامعيين يضيف ذات المتدخلون ليشمل تلاميذ باقي الأطوار التعليمية الأخرى مما يستدعي بحثا جادا ودقيقا لإيجاد حلول جذرية لها. ويرى رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية وأستاذ علم النفس بجامعة المدية السيد آتشي عادل بأن من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة هي سوء تكيف الطالب في الجزائر مع النظام الجامعي الذي يعتبره المتحصل الجديد على شهادة البكالوريا حدا لحريته وليس حماية له، فعدم تحضير الطالب الثانوي للمرحلة الجامعية والتغييرات التي تصاحبها من عدة جوانب يدفع الطالب إلى اللامبالاة والعزوف عن الدراسة للتعبير عن ذاته يقول الأستاذ آتشي الذي أكد لوأج بأنه توصل من خلال تجربته الميدانية وكذا متابعته النفسية للطلبة إلى أن الطالب بإمكانه التأقلم مع النظام الجديد بالجامعة بعد حوالي 3 سنوات. ومن هنا يضيف المتحدث كان من المفروض مراعاة التحضير النفسي لتلاميذ الطور الثانوي و إعدادهم للمرحلة الجامعية بالإضافة إلى رسكلة الأساتذة الجامعيين بيداغوجيا لكنه اعتبر تنظيم الملتقى من طرف تنظيم طلابي جامعي (التضامن الوطني الطلابي) في حد ذاته "مؤشر إيجابي للتغيير نحو العمل بالنظرية الحديثة للتعلم الفعال". أما الدكتور عز الدين بن تركي من جامعة قسنطينة فسلط الضوء من خلال مداخلته على (الجامعة وسوق العمل أية موائمة) على الطفرة الموجودة بين متطلبات سوق التشغيل وخريجي الجامعة مؤكدا بأن الخلل يكمن في المحيط الاقتصادي الذي لم يستطع مواكبة الحيوية الكبيرة التي تشهدها الجامعة الجزائرية التي أصبحت في السنوات الأخيرة تزخر بالطاقات والمؤهلات العلمية وكذا عروض التكوين المختلفة . وأبرز رئيس اللجنة العلمية للملتقى الذي بادر إلى تنظيمه التضامن الوطني الطلابي الدكتور اسماعيل معاش بأن هذه المبادرة تهدف أساسا إلى بعث نقاش وطني هادف حول ظاهرة عزوف الطالب الجامعي عن الدراسة وطرح أسئلة حولها بطريقة تمكن من إيجاد حلول موضوعية لها ولم لا الاستعانة بتجارب جامعات ناجحة في هذا المجال، ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم يومين إلقاء العديد من المحاضرات حيث تميز اليوم الأول من التظاهرة بحضور طلبة من عديد جامعات الوطن.