اعتصم مئات المتظاهرين ليل الجمعة السبت في ميدان التحرير بالقاهرة، بعد احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد للضغط على المجلس العسكري الحاكم للوفاء بما وعد به من إصلاحات، كما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس". وقد نصبت عشرات الخيام في الميدان الذي كان معقل الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير، وتوقفت حركة السير في الميدان المزدحم عادة بالسيارات، في حين أخذت مكبرات الصوت تبث أغاني وطنية وموسيقى. واحتشد المتظاهرون رغم الحر الشديد، حيث وصلت درجات الحرارة الى 37 درجة مئوية. ومازال النشطاء المطالبون بالديمقراطية ممن تولوا الوضع الأمني في التجمع الحاشد الجمعة يحرسون مداخل الميدان ويفتشون الداخلين اليه. ورفع المحتجون الإعلام المصرية واستمعوا إلى من انشدوا الأغاني والأشعار من على منصة تم نصبها قبل يوم. ومن بين المطالب الرئيسية للمحتجين إنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإقالة ومحاكمة ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين، فضلاً عن محاكمات حاسمة وشفافة لأقطاب النظام السابق. وتثير المحاكمات العسكرية المتواصلة للمدنيين سخط المصريين، ويعد إلغاؤها من المطالب الرئيسية للمتظاهرين، إضافة الى بعض الخلافات على الجدول الزمني لإجراء الانتخابات ووضع الدستور. وشجب النشطاء مرة أخرى ما وصفوه بعدم محاسبة المسؤولين عن الأمن، ممن استعملوا العنف لقمع الانتفاضة التي أسفرت عن مقتل 846 مدنياً. وفي تطور آخر، وصل إلى محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس صباح اليوم السبت، كل من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وسط حراسة أمنية مشددة استعدادا لبدء جلسة محاكمتهما في قضية اللوحات المعدنية. ومن ناحية أخرى، أدى أسامة حسن عطوة هيكل أمس السبت اليمين الدستورية وزيرا للإعلام أمام المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعقد المشير طنطاوي لقاء مع هيكل عقب أداء اليمين.