يذكر نجل الحاج عبد الحميد الشنتلي أن أول حافلة نقلت الحجاج إلى بيت الله الحرام تحت إشراف احد الإخوة الشنتلي وبتخطيط من الحاج عبد الحميد سنة 1952، وصلا إلى مصر الشقيقة قام الحجاج جميعا بزيارة جامعة الأزهر الشريف أين التقوا بالرئيس الراحل هواري بومدين، وهي أول قافلة حجيج يلتقون بالرئيس بومدين عاشت جمعية النور للمحافظة على القرآن الكريم ثلاث مراحل في مسيرتها التعليمية، بحيث تأسست تحت اسم جمعية الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي سنة 1966، ثم أصبحت سنة 1978 عبارة عن مركز لثقافة التعليم القرآني تحت غطاء الهلال الأحمر الجزائري، وانطلاقا من سنة 1990 تحولت إلى ما هي عليه اليوم وبقيت هكذا باعتماد ولائي رسمي هدفها المحافظة على القرآن الكريم وتحفيظه مجانا وتشجيع الشباب على الإقبال على قراءته وحفظه من خلال تنظم جوائز لحفظة القرآن من الشباب، يرأسها حاليا الشيخ محمد لخضر بن دالي حسين. يؤطر الجمعية أستاذة يشرفون على تدريس أزيد من 260 طالب مسجل في الموسم الحالي موزعين كالتالي (06 أفواج السنة الأولى، و03 أفواج السنة الثانية) وقيم خاص يتكون من 06 أفواج، بالإضافة الى قسم خاص بالجامعيات، وقسم آخر بالمتخرجات، اي بمجموع 17 فوجا، كما أن جل طلبتها جامعيين من مختلف التخصصات (الطب، الحقوق، العلوم ألإسلامية، الأدب العربي، الإعلام الآلي، الفلسفة وفي التعليم القرآني وغيرها..)، موزعون على عدة مدارس (الشنتلي بحي باردو، وهي أول مدرسة تؤسسها الجمعية، تم تدشينها في 13 سبتمبر 1973، البيضاوي بحي باب القنطرة، أبي ذر الغفاري بحي الإخوة عباس المعروف باسم واد الحد، أبي بكر الصديق بحي سيدي مبروك، مدرسة الوحدة بحي بوصوف، مدرسة بلحداد للذكور بحي المنظر الجميل. وتسعى الجمعية إلى فتح مدرسة جديدة بوسط مدينة قسنطينة وهي مدرسة عمر بن الخطاب التي تقع [ارض بن صالحية التي وقفها على الجمعية بأرض سبايس قيطوني عبد المالك والتي تتربع على مساحة 160 متر مربع، ستفتح مع الدخول الدراسي القادم، وأساتذتها من المتخرجين من مؤسساتها الستة ومن خريجي الجامعة الإسلامية وعددهم 10 بالنسبة للقرآن الكريم و08 آخرين في المواد الشرعية في إطار التطوع. قافلة الشنتلي تلتقي بالرئيس بومدين بجامعة الأزهر الشريف وقد أسندت دفعة هذه السنة إلى للحاج عبد الحميد الشنتلي، وهومن بني مسجد الشنتلي الواقع بشارع رحماني عاشور (باردو)، يعود أصله إلى قبيلة بني مروان من بني هلال، وهومن مواليد عين البيضاء سنة 1903، عمل في التجارة وكان الله قد رزقه بالمال الحلال، فشيد المسجد الذي سمي على اسمه بعد وفاته سنة 1980، علما أن مقر مسجد الشنتلي كان عبارة عن سينما " لالامبرا" بحي باردو، والى جانبه أسست مدرسة قرآنية هي الآن مقر الجمعية، التي كان عبد الحميد الشنتلي أحد المشتركين في مشروع تأسيس الجمعية مع إخوانه في (الله) الدين وهم: (العيد قشي، السعيد بن عياش، بوخزر وبن عبد ارحمن رئيس جمعية مسجد الأمير عبد القادر حاليا، والشريف قيطوني والعيد لعرابة، وكانت هدايا المدرسة في بداية السبعينيات (1973) عبارة عن عباءة وقميص باللون الأبيض إلى جانب طربوش أحمر. وكانت عائلة الشنتلي أولى العائلات التي تكفلت بعملية نقل المسافرين في كثير من الاتجاهات بين عين البيضاء نحوخنشلة وتبسة، ويذكر نجل الحاج عبد الحميد الشنتلي أن أول حافلة نقلت الحجاج إلى بيت الله الحرام تحت إشراف احد الإخوة الشنتلي وبتخطيط من الحاج عبد الحميد سنة 1952، وعند وصولهم إلى مصر الشقيقة قام الحجاج جميعا بزيارة جامعة الأزهر الشريف أين التقوا بالرئيس الراحل هواري بومدين. تخرج 17 حافظا للقرآن لسنة 2011 دفعة عبد الحميد الشنتلي هذا، وقد اختتمت جمعية النور للمحافظة على القرآن سنتها الدراسية للتعليم القرآني وحفظه، بتخرج 17 حافظا للقرآن الكريم (02 فقط ذكور) من بين 260 مسجلا في مختلف المستويات، تلقوا تكوينا لمدة أربع سنوات، بنسبة نجاح تفوق 50 بالمائة، وهم يضافون إلى 480 حافظا وحافظة للقرآن أي بمجموع يقارب ال 500 حافظا من الذكور وألإناث منذ 1990 إلى اليوم، معظمهم موظفون في التعليم القرآني على مستوى بعض مساجد الولاية وخارجها أوكمرشدات دينيات، وكانت قافلة الحاج الشنتلي أول قافلة حجاج تلتقي بالرئيس هواري بومدين. وحسب رئيس جمعية النور للمحافظة على القرآن الكريم، فإن الجمعية رغم المساعدات التي تتلقاها من طرف المحسنين، فهي تواجه عدة مشاكل وحواجز، لأن أطرافا تريد عرقلة السير في طريق الله وإتباع سنته ولا تريد لراية القرآن أن ترتفع في الأعالي، ولكن جهود الساهرين عليها تمكنت من تخطي الصعاب لأنها آمنت بأن الدين فوق كل اعتبار. وتجدر الإشارة أن حفل الاختتام نظم بالمركز الثقافي عبد الحميد ابن باديس حضرته السلطات الولائية، نشطته معلمة القرآن السيدة نزيهة دهيلي، كرم على إثره حفظة القرآن المتخرجين بجوائز تمثلت في أجهزة الكترونية قيمتها 40 مليون سنتيم، هي من مداخيل المحسنين، بالإضافة إلى كتب أهديت من قبل جامعة منتوري، الجامعة الإسلامية، المكتبة الجزائرية والهلال الأحمر الجزائري، فضلا عن تكريم بعض الوجوه المعروفة منهم، الشيخ عبد الرحمن الأزهري من المدينةالمنورة، الكاتب عبد القادر قماز مختص قس التراث الشعبي من ولاية سطيف، ونجاة بوسمغون التي تحصلت على الجائزة الأولى من بين 12 متنافسا في مسابقة تاج القرآن، مع تكريم لعائلة الحاج الشنتلي. المدارس القرآنية بعاصمة الشرق.. واقع وآفاق جمعية النور للمحافظة على القرآن الكريم نموذجا الكثير من العلماء من أولوا عناية كبرى بالتعليم القرآني ومنهم العلامة ابن خلدون بقوله: "والقرآن هو أول العلوم التي يتعلمها الصبي، لأن تعليم الولد القرآن يكون سببا في رسوخ الإيمان، ومن هذا المنطلق صار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل من الملكات، وفي ذلك ارتبط تاريخ المدارس القرآنية بالكتاتيب والزوايا القرآنية التي كان لها دور محوري في الحفاظ على هوية الأمة إبان الاستعمار، كما كانت الزاد الروحي الذي غذى المقاومة وثورة التحرير المباركة، لاسيما وهي تعتبر من أقدم مؤسسات التعليم وتربية الأطفال في الجزائر. وقد أحصى المؤرخ العلامة الشيخ عبد الرحمن الجيلالي المؤسسات الدينية غداة الاحتلال الفرنسي بحوالي 170 مؤسسة دينية، ما بين جامع ومسجد وضريح وزاوية ورباط ومدرسة وكُتَّاب، كما قدر عدد المؤسسات الدينية في الحواضر الثلاث الشهيرة بأعداد مماثلة لما كانت عليه مدينة الجزائر، وفي مرحلته، وصل عدد المؤسسات الدينية في قسنطينة إلى 07 مدارس ثانوية، وحوالي 80 مدرسة ابتدائية و20 زاوية وضريحا، و35 مسجدا كلها للتعلم والعبادة، كما حفلت مدينة تلمسان وبجاية بمثل ما حفلت به مدينة قسنطينة، كما قدرت أوقاف مدينة الجزائر وحدها عشية الاحتلال بحوالي 40 مليون فرنكا ذهبيا موزعة على حوالي 1500 عقار وملكية متنوعة. وعمدت فرنسا إلى نفي علماؤها وشيوخها إلى المشرق العربي مثل مصطفى بن الكباطي المالكي ومحمد العنابي الحنفي، بعدما ادعت ضياع العهود وصكوك الأوقاف الإسلامية الجزائرية الهدف من ذلك تدجين الإسلام ومؤسساته وفصل الدين عن الدولة وجعل من المساجد والمعاهد الدينية وأوقافها ملكا لدولة الفرنسية الاستعمارية، وتوليها تكوين الإطارات الدينية الإسلامية المدجنة من خلال إصدار القرار المؤرخ في 30 سبتمبر 1850، وضم المدارس الإسلامية الفرنسية المختلطة الفرانكوميزيلمون الثلاث (تلمسان، قسنطينة والمدية)، إلى أن جاء قرار (شوطان chatan) الكاتب العام لولاية الجزائر المؤرخ في 16 فيفري 1933 الذي يمنع الوعظ والإرشاد والوعظ لغير العلماء المعينين من قبل الإدارة الفرنسية، فضلا عن إغلاق المدارس القرآنية والمعاهد الدينية الإسلامية، ولكن صرامة الجزائر برجالها وعلمائها لم ترض الركون إلى السلبية بل تصدت للاحتلال وحققت انتصارها العظيم بعودة أوقافها بعد الاستقلال، إلى حين أصبحت الحلقات القرآنية تعد إحدى البيئات التربوية الفعالة في المجتمع الجزائري. وقد أعطاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اهتمام كبيرا من خلال الملتقيات الدولية والمسابقات الخاصة بالقرآن واعتمادات مالية للزوايا العريقة وتكريم حفظة القرآن، وهذا يدعوالجميع من زاوية اختصاصه أن يدعم هذا الجهد على كل المستويات، حيث أعيد تأسيس المدارس القرآنية وفق مرسوم تنفيذي رقم 82 المؤرخ في 14 ديسمبر 1994، على أن تتكفل نظارة الشؤون الدينية والجمعيات في الولاية بصيانة المدارس القرآنية وتجهيزها، وتمول هذه المدارس عن طريق المؤسسات الخيرية (الوقفية)، الزكاة، إعانات الدولة والجمعيات الخيرية، على ان يتكفل المجلس التوجيهي للمدارس القرآنية بمهمة وضع النظام الداخلي للمدارس ومشاريع تطويرها وتوسيعها وتجهيزها.
تخرج 91 حافظا للقرآن من الأطفال دون 06 سنوات و66 أمّا تحفظن القرأن وتهتم المدارس القرآنية الموجود بالولاية بتعليم الصغار والكبار ومحوالأمية وكذا الجمعيات الناشطة في مجال تعليم القرآن وعددها 03 جمعيات، فضلا عن المدارس النموذجية وعددها 10، وصل عدد المسجلين بها 677 طالب يؤطرهم 87 أستاذ تعليم القرآن، أما الكبار فقد وصل عدد المسجلين بمدارس تعليم الكبار 1712، وهم من فئة محوالأمية موزعين على 70 مسجدا، ويزاول التعليم القرآني حوالي 14 ألف تلميذ أقل من 06 سنوات، موزعين على 185 مسجدا، وتأتي الجمعيات الناشطة في مجال القرآن، والتي بلغ عدد المسجلين بها حوالي 03 آلاف مسجل موزعين على 06 مساجد يؤطرهم 47 معلم قرآن، أي بمجموع 20687 مسجل، و707 مؤطر بنسبة 100 %، ويأتي التعليم القرآني للصغار في المرتبة الأولى بنسبة 65 بالمائة. ما تعانيه هذه المؤسسات الدينية هوأن معظم المؤطرين مؤقتين في إطار (ديوان محوالأمية، الإدماج لمهني، الشبكة الاجتماعية وبعضهم متطوعون) ومنهم موظفون دائمون وعددهم 88، وهذا العدد الكبير من المؤطرين لمؤقتين قد يؤثر على نوعية التعليم والأداء التربوي البيداغوجي، ويلاحظ أن معظم المؤطرين نساءً بنسبة 94 بالمائة، موزعات على 388 العدد ألإجمالي للمساجد، في حين يرف الكثير من الرجال هذه الوظيفة بسبب الأجر الزهيد الذي يتلقاه معلم القرآن، كما يجد معلمي القرآن صعوبة كبيرة في التدريس في ظل غياب المنهاج المركزي، بحيث يعتمد المؤطرون على المنهاج المحلي الذي يفتقر إلى المنهجية العلمية، مما فتح المجال للارتجال، وهذه الارتجالية قد توقع دارسي القرآن في الكثير من الأخطاء، لأن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى ثقافة بيداغوجية كون الطفل ما يزال في بداية الطريق، وبذلك وكما يقلوالمثل: "لا يستقيم الظل والعود أعوج". رغم قلة الإمكانيات والارتجالية في التعليم وغياب التخصص لا يمكن إنكار ما تبذله المدارس القرآنية من جهود، والتي تكللت هذه السنة بالنجاح الكبير من خلال ما يسجله طلبة القرآن والحديث والأدعية من تفوق، حيث تخرج على يديها هذه السنة (2011 ) أزيد من 91 حافظ للقرآن دون سن الست (06) سنوات، تمكنوا من حفظ القرآن عن ظهر قلب من حزب إلى 15 حزب، بالإضافة إلى تخرج أزيد من 66 أم تتراوح أعمارهن بين 40 و75 سنة حفظن القرآن عن ظهر قلب من 03 أحزاب إلى 15 حزبا، فضلا عن تخرج 33 طالب وطالبة من 10 مدارس نموذجية، أي بمجموع 289 من الذين تم تكريمهم في حفل رسمي نشطته فرقة روضة الحبيب للإنشاد الديني بجامعة ألأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية والذي تزامن مع عيد الاستقلال والشباب.