محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجاهد أزهري، سُجن مع بومدين.. وتعلّق الجزائريون بصوته
الشروق تكرم الخبير الفلكي إبراهيم عزوز


تصوير: بلال زواوي
يستقبلك بترحاب أهل الجنوب، بوجه بشوش ونكتة حاضرة تزرع في فضاء بيته بأعالي بئر مراد رايس المرح والحيوية. يتحدث لغة عربية نقية منبعها كتاب الله وثقافته الإسلامية الواسعة، الحاضرة على لسانه دوما للاستشهاد والتدليل.
*
وجهه الأسمر وقلقه الذي يوقفه عن الحديث كلما تذكر مسألة تؤرقه وجهان لرجل ذي خبرة طويلة لا يكف عن طرق أبواب العلم وهو في سن الثمانية والسبعين، وفوق كل هذا صاحب بديهة حاضرة ورؤية متفردة لواقع المسلمين الذي لا يراه مشرقا إلا بالعلم، لذلك وهو في هذا السن يتحكم في جهاز حاسوبه وفي منظاره الإلكتروني بقدرة المتمرس. هو المجاهد الخبير في الفلك والأرصاد الجوية، الخطاط الفنان الذي وهب موهبته للتلفزيون الجزائري على مدار ثلاثين عاما أو يزيد، الأستاذ إبراهيم عزوز.
*
*
أخ لأبناء الشيخ مبارك الميلي من الرضاعة
*
بين أحضان مدينة الأغواط وتحت سمائها المزدانة زرقة ولد إبراهيم عزوز بن محمد عام 1931، المنحدرة أصوله من قبيلة أولاد يعقوب الهلالية القاطنة جبال أعمور. والده محمد رحمه الله اشتغل بالتعليم القرآني منذ صغره ولم يتوقف عن عمله حتى بلغ 91 عاما. ولما التحق الشيخ مبارك الميلي رحمه الله بالأغواط ماكثا بها حوالي 08 سنوات، توطدت العلاقة بين عائلته وعائلة عزوز حتى أن إبراهيم أصبح أخا لأبناء الشيخ مبارك من الرضاعة.
*
ترعرع إبراهيم بين يدي والده الذي حفّظه القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية حتى بلغ السبع، بعدها التحق بالمدرسة الفرنسية المختطة وكانت الوحيدة المتواجدة بالأغواط، ولما بلغ سن الرابعة عشر حاز الشهادة الابتدائية، ثم قضى سنتين بعد ذلك مثابرا على تعلم فنون الخط العربي والرسم. ومما يتذكر الأستاذ إبراهيم عن تلك المرحلة تقمصه لدور الصحابي الجليل بلال بن رباح في مسرحية كانت تعرض وتجمع مداخيلها لغرض بناء المدرسة العربية الوحيدة تحت إشراف فرع جمعية العلماء المسلمين هناك.
*
*
تتلمذه على يدي عمر ومحمد راسم
*
ولما بلغ سن السادسة عشر وتحديدا سنة 1948 التحق بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، والتي كانت تتواجد على مقربة من المسجد الكبير بساحة الشهداء، وهناك تتلمذ على يدي الأخوين الفنانين محمد وعمر راسم في الزخرفة والمنمنمات، وطوال هذه المدة اشتغل خطاطا ومخرجا لأفيشات المسرحيات بالمسرح الوطني، الذي كان يديره المبدع محيي الدين باشطارزي المشهود له بأخلاقه العالية وحبه الكبير للفن المسرحي ولوطنه.
*
*
الأزهر الشريف وذكريات مع بومدين
*
وفي سنة 1953 حدثت نقطة التحول في حياته، إذ أتيحت له فرصة التحاقه بالأزهر الشريف وكان قد سبقه لذلك أخوه عيسى الذي كان زميلا وصديقا حميما للرئيس الراحل هواري بومدين.
*
ويتذكر الأستاذ إبراهيم أن رجلا إباضيا "ميزابيا" من عائلة بوكامل كان من أعيان وأثرياء منطقة الأغواط كان يمتلك حافلات للنقل، قام بنقل عائلات عزوز للحج دون مقابل مالي، لكون الشيخ محمد والد إبراهيم كان معلما لأفراد عائلة "الميزابي" القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية.
*
وفي الأزهر الشريف درس 04 سنوات برفقة طلبة من مختلف الدول الإسلامية. يتذكر إبراهيم أن الرئيس بومدين كان قريبا من أبناء مدينة الأغواط، إذ كان صديقا حميما لأحدهم يدعى حميدة قدودة، وكان هذا الأخير خبيرا في الأنساب وطاهيا ممتازا، إذ كان يعد طبق الكسكسي ب "القديد" الذي يأتيهم من الجزائر في علبة حديدية، ثم يجلسون جماعة ويتناولونه، وكان بومدين يسعد بذلك كثيرا. يتذكر إبراهيم أيضا أنه كان يقطن في شارع "نزلة السمانة" قرب الأهرام، وكان يراجع دروسه وهو جالس في درج من أدراج الهرم.
*
وإلى جانب دراسته بالأزهر التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أسسها الملك فاروق، ومنها تحصل على ديبلوم الخط العربي بعد دراسة دامت 04 سنوات. وبطلب حرره أحمد توفيق المدني، الذي خلف البشير الإبراهيمي رحمهما الله في إدارة شؤون جمعية العلماء المسلمين بمصر، التحق أيضا بمدرسة الأحوال الجوية بالقاهرة أين تعلم نظريا وتحكم تطبيقيا في مهارات هذا العلم. وفوق كل هذا كان إبراهيم كشافا بدأ مسيرته بالأغواط وواصل نضاله الكشفي حتى بمصر.
*
*
جنديا بالقاعدة الشرقية مكلفا بالخرائط الحربية
*
بداية سنة 1957 اتصل الكولونيل عمران بالطلبة الجزائريين بالأزهر عارضا عليهم فكرة الالتحاق بالثورة التحريرية، فلبى إبراهيم نداء الواجب وعاد إلى أرض الوطن برفقة ثلة من الطلبة ملتحقين بالقاعدة الشرقية. يقول الأستاذ إبراهيم: "عندما وصلنا المعسكر الموجود بسوق الأربعاء في الأراضي التونسية القريبة من الحدود الجزائرية الشرقية سألني القائد عمارة بوڤلاز عن تخصصي فقلت له بأني متخصص في الأحوال الجوية، فأشار لي بالرفض ثم سألني عن إتقاني أي شيء آخر فقلت له: أنا متمرس في إعداد الخرائط فقال لي بالحرف الواحد "هذه الأرض نعرفها حجرا بحجر وشجرة بشجرة"، فأرجأني حتى يجد لي مهمة أخرى، لكنه بعد يوم أو يومين طلب مني إعداد خريطة لمنطقة سوق الأربعاء، فنجحت في رسمها، وخلال تلك الفترة قمت بإنجاز عشرات الخرائط الحربية.
*
وبعد حدوث فتنة القاعدة الشرقية، وتحديدا سنة 1958 التحقت بوزارة الاستعلامات التي كان يديرها عبد الحفيظ بوالصوف بمنطقة الكاف بتونس، مكلفا بنفس المهمة، ثم انتقلت بقاعدة عسكرية استعلاماتية أخرى جنوب غرب طرابلس الليبية اسمها "ديدوش"، كانت تتوفر على إمكانات متطورة، وهناك قمت بإنجاز خرائط عالية المستوى.
*
*
اشتغاله بالتلفزيون خطاطا للمصحف الشريف على الشاشة
*
وفي سنة 1962 غداة الاستقلال طلب مني الأستاذ محمد الميلي الالتحاق بجريدة الشعب لأعمل خطاطا، فقبلت طلبه واشتغلت هناك سنة كاملة، ثم طلب مني الأستاذ عبد القادر نور وهو أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون الجزائري الالتحاق بهذه المؤسسة، فلبيت الطلب وانتسبت إليها في 07 نوفمبر 1962 شاغلا منصب خطاط. وللتاريخ يذكر الأستاذ إبراهيم أنه واضع علامة التلفزيون الجزائري بالعربية التي تظهر على الشاشة إلى جانب الفنان محيي الدين بن طير الذي خطط كلمة RTA بالفرنسية فقط.
*
كما ذكر أنه كان يخط المصحف المتلو على الشاشة، وكذا جينيريك الحصص والأفلام والمسلسلات والمنوعات.. هذا بالإضافة إلى الخرائط البيانية لنشرات الأخبار، وخلال تلك الفترة عرف الرعيل الأول للتلفزيون الجزائري أمثال إبراهيم بلبحري، حراث بن جدو، محمد ملايكة، الهاشمي سوامي، مبروك العلمي وغيرهم.
*
*
لم يتقاضَ دينارا من التلفزيون طيلة فترة تقديمه الأحوال الجوية
*
كان الأستاذ إبراهيم عزوز أول من أنشأ فقرة الأحول الجوية في التلفزيون الجزائري إلى جانب محمد ڤندوز، بعد أن كانت تابعة لوزارة النقل آنذاك، وكان يستعمل وسائل يدوية بيانية بسيطة، وكان مقدما بارعا استمر في مهمته من أواخر السبعينيات إلى غاية 1986.
*
وفي الفترة التي تلت توقفه عن تقديم الأحوال الجوية والإشراف عليها، أصبح يضبط ويقدم مواقيت الإفطار والإمساك، واشتهر بصوته الجهوري كلما حل شهر رمضان وهو يتلو المواقيت.
*
*
تخطيط الأوراق النقدية، رمزي الشرطة والنقل وأوراق اعتماد السفراء والقناصل
*
من المحطات الأخرى التي ميزت حياة الأستاذ إبراهيم عزوز محطة إشرافه على تخطيط أوراق اعتماد وإجازات السفراء والقناصل الجزائريين بطلب من وزارة الخارجية، التي كان يتفنن في رسمها بالخط الديواني وهو خط الملوك.
*
وكذا إشرافه سنة 1962 بطلب من مدير بنك الجزائر على وضع الكتابات بالعربية على الأوراق والقطع النقدية، إضافة إلى إشرافه على تخطيط رمز الشرطة الجزائرية وتخطيط سياراتها بطلب من أول مدير عام للأمن الوطني أحمد دراية، وكذلك رسمه لرمز المؤسسة الوطنية لنقل المسافرين بطلب من صديقه ورفيقه في الجهاد عبد القادر لعريبي.
*
*
إبراهيم عزوز وقناعات العلم والدين وصلاح الأسرة
*
يؤمن الأستاذ إبراهيم عزوز بأن العلم هو الدين، لذلك يدافع بشراسة عن قناعاته في هذا الاتجاه، خاصة في مجال تخصصه الفلكي. يقول إنه سأل ذات يوم الشيخ الزنداني عن الأصح: الأخذ بالرؤية البصرية أو بالحساب الفلكي لبدء الصوم والإفطار فأجابه "يا سيد إبراهيم الهلال سياسي".
*
للأستاذ إبراهيم 07 أبناء: نذير وأسامة: مهندسين بإذاعة الأغواط، وفاء: أستاذة إنجليزية، سلمان: أعمال حرة، علي: يعمل ويقيم بكندا وولدين توأم هما حسن وحسين. وله 07 أحفاد.
*
*
* علي فضيل (مدير عام مؤسسة الشروق)
*
*
كان تكريم الأستاذ إبراهيم عزوز فرصة لمدير عام جريدة الشروق للتذكير بسلسلة التكريمات التي باشرتها "الشروق" منذ رمضان الفارط. وأكد الأستاذ علي فضيل أن هذه التكريمات ستستمر خلال هذا الشهر الفضيل، وهي تدخل في إطار التقاليد التي سنتها الجريدة لنفض الغبار عن الوجوه المغمورة من أهل العلم والمعرفة الذين قدموا خدمات للجزائر في شتى المجالات.
*
*
*
إبراهيم عزوز:
*
"تكريم الشروق وسام أعتز به مدى الحياة"
*
*
بتواضع العلماء، قال الأستاذ إبراهيم عزوز إنه تهرب بكل الطرق وشتى الوسائل من لفتت الشروق لتكريمه، لأنه رأى أن ما قدمه لا يستحق التكريم، لكنه لم يجد بدا من تلبية دعوة الجريدة التي أصرت على منحه تكريما بسيطا جدا مقارنة بما قدمه من خدمات للإذاعة والتلفزيون الجزائري في وقت صعب جدا. وقد كانت الفرصة للأستاذ للإشادة بمسار الجريدة وخطها الوطني الأصيل، وأكد أن تكريم الشروق يكتسي أهمية خاصة وستبقى ذكرى متميزة في حياته ومساره.
*
*
*
الأستاذ عبد القادر نور
*
"سي إبراهيم درس مع بومدين وهو مثال للتواضع"
*
*
وصف الأستاذ عبد القادر نور، المدير السابق للإذاعة الوطنية، تكريم "الشروق اليومي" لرفيقه الأستاذ إبراهيم عزوز بالأمر العظيم نظرا لعطاءات الرجل ودوره النشط في الإعلام الثوري المسموع والمرئي. واعتبر أن هذه المبادرة الطيبة من طرف الجريدة هي اعتراف وتقدير للأستاذ عزوز في الوقت الذي لم يعد أحد يسأل عنه بالرغم من دوره العظيم إبان الثورة التحريرية.
*
وعاد المدير السابق للإذاعة الوطنية بذاكرته إلى الأيام التي قضاها رفقة هذا الرجل وبالتحديد في رواق المغاربة في الأزهر الشريف أيام الثورة التحريرية، حيث كانا يرتشفان نهل العلم والثقافة إلى جانب العديد من الأصدقاء ورفقاء الدرب وعلى رأسهم الرئيس الراحل هواري بومدين المكنى ب "بوخروبة". واستذكر الأستاذ عبد القادر الأجواء الحميمية التي كان يعيشها هؤلاء في الأزهر والعلاقات الأخوية التي كانت تجمعهم، وكيف أنهم كانوا مصممين على طلب العلم والعودة إلى البلاد بزاد علمي وثقافي هام يساهم في تحرير الوطن من براثن الجهل والاحتلال.
*
وروى الأستاذ لضيوف "الشروق اليومي" عن بعض ذكريات تلك الفترة ومن بينها أن الرئيس الراحل هواري بومدين وبعد صعوده إلى الرئاسة زار في إحدى المرات ولاية غرداية والتقى بشقيقه عيسى عزوز، وهو أيضا كان طالبا في الأزهر وسأله بومدين أن يطلب ما يريد، فرد عليه بالقول: أريد سيارة وبندقية من أجل الصيد وفعلا لبى له الرئيس هذين المطلبين ومن ماله الخاص..
*
وفي شهادته أيضا، أثنى الأستاذ عبد القادر نور على رفيقه وقال إنه شخص عصامي، ملتزم، يعمل في السر ولا يحب التباهي ومتواضع تواضع العلماء والمثقفين..
*
ومن جهة أخرى شكر الأستاذ عبد القادر نور جريدة "الشروق اليومي" على المبادرات التكريمية التي عكفت عليها منذ شهور والتي تخص بها المثقفين والعلماء الذين قدموا عطاءات كثيرة للجزائر ولكنهم نسيوا وهمشوا بسبب عوامل كثيرة. وفي هذا الخصوص أيضا ثمن الجريدة على دورها في التطرق إلى بعض القضايا وخاصة التاريخية منها..
*
*
*
وفاء (ابنة الأستاذ إبراهيم عزوز):
*
"والدنا قدوة في العلم والدين"
*
*
اكتفت وفاء، ابنة الأستاذ إبراهيم عزوز والأستاذة في مادة اللغة الانجليزية، عندما طلب منها إبداء شهادتها في والدها، بالقول إنه لو كان 50 بالمائة من الوالدين قدوة مثل والدها في حب العلم والدين لكانت الجزائر أفضل مما هي عليه الآن. وقالت وفاء إن والدها ليس قدوة بالأوامر وإما بالأخلاق والعلم والدين.
*
أما الزوجة، وهي أيضا أستاذة سابقة، فلم تجد ما تشهد به زوجها سوى ابتسامة عريضة ونظرة تقدير واحترام. وعندما سئلت عن نوعية الأطعمة التي يفضلها زوجها وخاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، اكتفت بالقول إنه "يأكل كل شيء"؛ أي أنه لا يشترط في الأكل..
*
*
الأستاذ عبد القادر السائحي:
*
"ساهم في ترسيخ الاستماع للإذاعة.. ولم يقل يوما إنه أزهري"
*
*
ومن جانبه، الأستاذ عبد القادر السائحي أكد أنه لا يعرف الأستاذ إبراهيم عزوز معرفة شخصية، ولكنه يعرفه كمثقف وشاعر وإذاعي من خلال ما كان يقدمه في الإذاعة والتلفزة الوطنية. كما وصفه بأحد رواد الجزائر وأبرز من ساهم في ترسيخ عملية الاستماع إلى الإذاعة الوطنية وخاصة في برامجها المتعلقة بالأحوال الجوية والإفطار والسحور والصلاة..
*
وتحدث الأستاذ السائحي في تكريم الأستاذ إبراهيم عن تواضع هذا الرجل وقال إنه لم يقل يوما إنه أزهري؛ أي درس في الأزهر الشريف، عكس بعض أشباه العلماء الذين يدرسون ثلاثة أو أربعة دروس ويضعون أنفسهم في مصاف كبار العلماء. ورغم أنه إذاعي كبير اكتفى بأداء ما يطلب منه من خدمات ولم يحاول طلب المزيد مثلما يفعل غيره.
*
واعتبر السائحي أن الإذاعة الجزائرية خسرت هذا الصوت الجميل والقوي، ولا شك أن المسؤولين ندموا على فقدانه، على حد قول السائحي الذي قال إن تكريم "الشروق اليومي" للأستاذ إبراهيم عزوز هو بمثابة تكريم لمنطقة الأغواط التي أنجبته. وأشار أيضا إلى أن الأستاذ لم يتحدث عن نفسه ولم يشرح الرحلة التي كانت قد قادته من إحدى قرى ولاية الأغواط إلى الأزهر الشريف؛ أي رحلة خوض معترك الجهاد والكفاح في مجال العلم والثقافة والتي عاد منها الأستاذ محملا بتراكم معرفي كبير ما يزال ينهل منه إلى اليوم..
*
*
محمد بوعزارة:
*
"هذا التكريم يشمل كل المخلصين والمثقفين من أبناء الوطن"
*
*
ذكر محمد بوعزارة أن تكريم الأستاذ ابراهيم عزوز من طرف الجريدة يكتسي أهمية كبيرة؛ لأنه في الحقيقة هو تكريم لكل منطقة وأهل الأغواط التي أنجبت الأستاذ إبراهيم عزوز، وهي المنطقة التي قدمت طيلة 25 سنة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، وأكد المتحدث أن الأغواط كلها تذكر خدمات وسمعة الأستاذ إبراهيم عزوز الذي تشهد المنطقة لوالده بسعة العلم ورجاحة العقل، كما تذكر أن الرئيس الراحل هواري بومدين كان صديقا مقربا من أخيه عيسى عزوز الذي كان يطلبه عندما يزور الاغواط، إذ كانت الصداقة التي تربط الرجلين كبيرة ووطيدة جدا لدرجة أدهشت كل المقربين والمحيطين به.
*
وأضاف المتحدث أن معرفته بالأستاذ إبراهيم عزوز تعود إلى سنوات الستينيات عندما كان شابا في الثانوية يستمع إلى الإذاعة ثم لما انظم إلى الإذاعة وعمره لا يتجاوز 15 سنة وعرف الأستاذ إبراهيم عزوز الذي كان عصاميا جمع بين الثقافة الدينية الأصلية وبين العلم بدقته والأخلاق التي صارت في أيامنا عملة نادرة، فضلا عن أنه دائم المتابعة للتطورات العلمية وما يجود به العلم من جديد على شبكة الرنترنت وآخر الكتب المتعلقة بالاستشراف لذا حافظ على صورة "الشاب" الذي لم ينقطع عن عصره.
*
*
*
العيد بن عروس (إطار بالتلفزيون الجزائري)
*
قال العيد بن عروس، إطار بالتلفزيون الجزائري، إنه ارتبط ببرامج الأستاذ إبراهيم عزوز لما كان يقدم برنامج الحياة الثقافية، وهناك عرف سعة اطلاع الأستاذ وارتباطه بالعلم، فهو "جامعة متنقلة" يحفظ الأسماء والأنساب، ويشهد له كل من مر على التلفزيون انه كان بعيدا عن الصراعات التي كانت تدور في كواليس هذا الجهاز، ورجل هادئ جدا قل ما يغضب أو يخاصم أحدا، لكنه ترك بصمات واضحة في أرشيف التلفزيون من خلال ما قدمه، لذا فتكريمه من طرف الجريدة لفتة تكرس الإشادة بالأسماء الجزائرية التي تركت بصماتها في الثقافة والعلم.
*
*
فؤاد مسوس (صحفي بالتلفزيون الجزائري)
*
قال الصحفي فؤاد مسوس إن الأستاذ إبراهيم عزوز كان مدرسة لغيره من الشباب الذين تربوا على صوته الإذاعي واستفادوا من عصاميته التي قدمت الكثير للمكتبة الإذاعية وأرشيف التلفزيون، وأضاف المتحدث أنه كشاب من الجيل الجديد ما زال يذكر تعلق أفراد العائلة بما كان يقدمه الأستاذ، خاصة في نشرة الأحوال الجوية والمواعيد الشرعية في رمضان، كانت له نكهة خاصة أيام زمان، وأضاف المتحدث أن تكريم الأستاذ عزوز هو تكريم للعلم والمعرفة.
*
*
*
جمال (صحفي بالإذاعة الثقافية):
*
"التكريم يليق بمؤسس الثقافة العلمية في الجزائر"
*
لم يخف جمال، الصحفي بالإذاعة الثقافية، إعجابه وتقديره للأستاذ إبراهيم عزوز خلال التكريم الذي حظي به الأخير من طرف جريدة "الشروق اليومي". وقال إنه استفاد كثيرا من هذا الأستاذ الذي اعتبره من المؤسسين للثقافة العلمية ببلادنا. وأشار جمال إلى أن الأستاذ عزوز كان من المشرفين الأوائل في تقديم الحصص خلال الملتقى الوطني لعلم الفلك الذي كانت تنظمه ولاية غرداية، حيث ساهم في نشر الثقافة العلمية بين الشباب المتعطش في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات. واعترف صحفي الإذاعة بأن هذا الرجل لم يجد العناية الكافية من طرف المسؤوليين رغم دوره الكبير وأسلوبه المبسط والمميز..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.