بعد توجيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز انتقادات شديدة اللهجة للنظام السوري واستدعاء سفير بلاده لدي سوريا للتشاور احتجاجا على القمع العنيف للمحتجين، سارت الكويت على نفس خطى المملكة. واعلن وزير خارجية الكويت أمس استدعاء سفير بلاده في سوريا، متوقعا ان يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا قريبا للتباحث بشأن الوضع في سوريا. ويتزامن ذلك مع ترأس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتماعا للأمن الخارجي لبحث الوضع في سوريا بحضور وزيري الخارجية والدفاع وقادة الجيش والأجهزة الأمنية. ميدانيا، تواصل الآليات والمدرعات السورية اقتحام المدن السورية، حيث اقتحمت دبابات الجيش السوري صباح أمس مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال البلاد، وقامت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات، فيما يواصل الجيش محاصرته لمدينة دير الزور شرق سوريا، وقصف حي الجورة والحيوق. ونقلت مصادر اعلامية، عن نشطاء سوريين قولهم: "ان الدبابات دخلت معظم أحياء المدينة، وهذا بعد إطلاق نار كثيف استمر عدة ساعات". من جانب آخر، نقلت وكالة "رويترز" عن سكان محليين في مدينة دير الزور، ان الدبابات السورية التي تحاصر المدينة، واصلت صباح أمس قصفها لحي الجورة والحيوق. وكانت لجان التنسيق المحلية اعلنت ارتفاع عدد القتلى برصاص الأمن امس الى 76 قتيلا من بينهم 50 في ديرالزور وحدها، في المقابل نفي مصدر عسكري سوري دخول اي دبابة للجيش الى المحافظة. وفي الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات القتلى في مدينة دير الزور اثر عملية عسكرية بدأتها وحدات الجيش السوري، خرج الرئيس السوري بشار الأسد بتصريحات نارية يؤكد فيها على أن بلاده ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة، وأن التعامل مع الخارجين عن القانون واجب على الدولة. وقال الأسد خلال استقباله وزير خارجية لبنان عدنان منصور في دمشق أمس الأول: "إن سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة"، وأضاف أن التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي، واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها. من جهته، أعرب وزير الخارجية اللبناني عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية.وقال منصور خلال اللقاء إن "استقرار لبنان هو من استقرار سوريا، وإن ما يجمع البلدين أكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة. وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، إضافة الى السفيرالسوري في لبنان ونظيره اللبناني في سوريا وعدد من المسؤولين. يذكر أن الزيارة أتت بعد وقت قصير من دعوة تلقاها الوزير اللبناني من السفير السوري في بيروت. يشار إلى أن سوريا تشهد منذ مارس الماضي تظاهرات تطالب بالاصلاح وباسقاط النظام، تقول منظمات حقوقية انه سقط فيها اكثر من الفي قتيل من المتظاهرين وعناصر الأمن، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج باطلاق النار على المحتجين وقوات الأمن.