أنهت قوات الجيش السوري مهامها العسكرية في عدد من المدن، لاسيما في مدينتي دير الزور واللاذقية، فيما أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية السورية العميد حمد حسن العلي انتهاء العمليات العسكرية في حي الرمل الجنوبي باللاذقية، وأكد العلي أن القوات السورية وضعت حدا للمجموعات المسلحة في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء السورية، عن مصدر عسكري سوري قوله، إن وحدات الجيش بدأت الخروج من مدينة دير الزور والعودة إلى ثكناتها بعد أن استكملت مهمتها في المدينة.فيما قال محافظ المدينة سمير الشيخ في تصريحات للتلفزيون السوري،" إن الوضع هو عبارة عن أناس استغلوا حلم الدولة وصبرها، وجمّعوا مسلحين وسيطروا على الشارع"، وهددوا الناس في بيوتهم وأعراضهم إذا لم يقفوا معهم. لذا طلب الناس الجيش لحمايتهم من هذه العصابات"، على حد قوله. وكان ناشطون سوريون قد قالوا إن دبابات تابعة للقوات السورية قصفت أمس الأول أحياء سكنية فقيرة في مدينة اللاذقية في اليوم الرابع لهجوم عسكري على المدينة قتل فيه ما لا يقل عن 36 شخصاً وأجبر آلاف من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار. ميدانيا أيضا، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن عدة مدن سورية شهدت مظاهرات بعد صلاة التراويح للتضامن مع اللاذقية ودير الزور. وفي دمشق، ندد متظاهرون عقب صلاة التراويح بحملة نظام عسكري في مخيم الرمل الفلسطيني باللاذقية. وفي تطور لافت، أفادت صحيفة "الوطن" السورية في عددها الصادر، أمس، بأن اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم في سوريا سوف تجتمع اليوم للمرة الأولى منذ بدء الأزمة في البلاد. وأضافت الصحيفة المقربة من نظام دمشق، أنه من المتوقع أن يثمر الاجتماع عن قرارات تعزز من العملية الإصلاحية كما تعمق المشاركة السياسية في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع يأتي بعد أن أنهى الجيش السوري مهامه في عدد من المدن كانت الأخيرتين منها دير الزور واللاذقية. في هذا الإطار، قال الناشط السياسي السوري عبد اللطيف المنّير إن أية عملية إعادة هيكلة لحزب البعث السوري تحتاج إلى سنوات.و أضاف أن حزب البعث منذ أن تولى الحكم في سوريا منذ سنة 1963 لم يقدم شيئا للشعب السوري ولا لسوريا. في غضون ذلك، بعثت منظمة هيومن رايتس وواتش رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية تدعوه فيها إلى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة حملة القمع التي تشهدها سوريا. ونقلت مصادر اعلامية عن مدير الدعم والاتصال في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة عمر العيساوي قوله: "إنه يجب ألا نفقد الأمل في دور الجامعة العربية"، وأضاف العيساوي أنه على الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ينسق للدعوة إلى مثل هذا الاجتماع الطارئ لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة والقتل واستهداف المدنيين والمتظاهرين السلميين. أما عن الوضع في اللاذقية، فقال العيساوي "إن الوضع في مدينة اللاذقية مشابه للوضع الذي حصل ويحصل في حماة وحمص ودرعا ودير الزور ومختلف المناطق والمدن السورية، معتبرا أن ما يحصل انتهاك جسيم وخطير لحقوق الإنسان، وذلك أمام استهداف للمدنيين المتظاهرين وغير المتظاهرين واعتقالات عشوائية بالجملة واختفاءات وتعذيب للمعتقلين، على حد قوله. في المقابل، استبعد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الأول التدخل الأجنبي في سوريا، إلا أنه قال إن الهجمات على المدنيين غير مقبولة في استمرار للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، ودعا الرئيس السوري الاثنين على وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين على الفور ودون شروط، قائلا: "إن هذه هي الكلمة الأخيرة من أنقرة"