اجتاحت فضاءات الشواء في السنوات الأخيرة أحياء قسنطينة، حيث أضحت تجارة من نوع جديد يظهر ممارسوها خلال سهرات رمضان منافسين باعة الحلويات الشرقية مثل الزلابية وقلب اللوز ومتسببين في تلويث الهواء بدخان الشوايات وعارضين للاستهلاك قطع لحم ليست بالضرورة صحية . وقد تضاعف عدد هؤلاء التجار الذين يعرفون محليا ب"الشواية" بشكل ملفت للانتباه خلال شهر الصيام خاصة على مستوى التجمعات الحضرية الكبيرة حيث تجد طاولاتهم وقد انتشرت بأرجاء الأحياء الشعبية خاصة بالقرب من المساجد وهي تفوح برائحة اللحم المشوي الشهي. وتفيض هذه الطاولات التي تنصب "أحيانا على شكل لوح بسيط تحته مقعد ومغطى بغطاء مشمع" بمشابك حديدية تحمل قطع لحم البقر أوالديك الرومي أوالحم المفروم المعروف ب "المرقاز" بالقرب من مشواة الفحم التي تنبعث منها رائحة اللحم المشوي وقطع الشحم التي تتقاطر على جمرها المشتعل. كما تزين مشابك اللحم بقطع من الفلفل الحار والطماطم الطازجة ما يفتح الشهية أكثر ويسيل لعاب المارة الذين ظلوا طوال النهار صائمين. واحتار إبراهيم.ب (52 سنة) وهوجراح أسنان كون هذه المشاوي تفتن بطن الصائم التي امتلأت بما طاب ولذ في الفطور إلا أن الشاب مراد لا يوافقه الرأي "أنا لا أتناول إلا الشيء القليل على مائدة الفطور بسبب ارتفاع درجة الحرارة ولهذا تجدني هنا في السهرة للاستمتاع بتناول بعض من مشابك اللحم المشوي الشهي لتعويض ما لم أتناوله في الفطور." لكن ما سبب إقبال الشباب، خاصة على مثل هذه الأنواع من الأكلات السريعة التي لا يحرص كثيرا على توفير شروط النظافة في تحضيرها بكونها معرضة لغبار الشوارع لساعات بالإضافة إلى أن تجار المشاوي لا يستطيعون تحديد مصدر اللحوم التي يعرضونها إلا أن الشباب الذين كانوا يتزاحمون حول هذه الطاولات المنصوبة في العراء أجمعوا على أن ما تقدمه من لحم مشوي شهي يستهوي بطونهم ويسيل لعابهم. وفي الواقع فإن الأسعار المقترحة لهذه المشاوي أنست المستهلكين الأخذ بأسباب الحيطة والحذر أمام مثل هذا النوع من المنتجات المعروضة بالعراء والتي لا توافق طريقة تحضيرها شروط النظافة الصحية حيث لا يتوانى مستهلكوها عن تناولها في شكل "سندويتش" وشيء من الهريسة الحارة.