تنتشر مخزونات هائلة من قذائف الدبابات والصواريخ والألغام بلا حراسة على مشارف طرابلس مما يذكي المخاوف من أن الأسلحة التي تركتها قوات معمر القذافي يمكن أن تقوض الأمن الإقليمي. وتركت قوات الزعيم المخلوع وراءها آلاف البنادق الآلية والمسدسات والذخيرة والمتفجرات حين فرت من العاصمة وضواحيها الشهر الماضي. واختفت أسلحة كثيرة بالفعل بينها صواريخ أرض جو. وشاهد مراسل لرويترز نحو ستة صناديق فارغة لصواريخ من طراز (9ام342) و(9ام32) روسية الصنع بين مئات من قذائف الدبابات والمتفجرات الأخرى المتروكة بلا حراسة يوم الثلاثاء. ولم يتضح من أخذ الصواريخ أو متى. وقال بيتر بوكايرت مدير حالات الطواريء بمنظمة هيومان رايتس ووتش بعدما زار نفس الموقع الذي يقع قرب قاعدة كانت تستخدمها كتيبة خميس التي اشتهرت بأنها أفضل القوات التابعة للقذافي من حيث التسليح "هذا تحديدا هو ما نشعر بالقلق بشأنه. "وأضاف "يوجد عدد كبير من منشآت الذخيرة بلا حراسة ويمكن لأي أحد أن يذهب بشاحنة صغيرة أو كبيرة ويأخذ ما يحلو له."وأقلقت امكانية الحصول على أسلحة ثقيلة في ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في فبراير شباط مسؤولين غربيين يعتقدون أن جماعات إسلامية متشددة أو متمردين في الدول المجاورة يمكن أن يحصلوا عليها.وهناك ايضا احتمال أن يستغل الموالون للنظام او غيرهم من الناقمين على المجلس الوطني الانتقالي هذه الأسلحة لشن حرب عصابات. ويمكن أن تقتل الألغام والذخائر غير المنفجرة أو تشوه المدنيين في أعقاب الصراع. ويقول بنجامين باري البريجادير السابق بالجيش البريطاني والباحث المتخصص في الحرب البرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا "هذا مثار قلق ويجب تأمينه. الفشل في القيام بهذا في العراق سهل مهمة المتمردين والميليشيات كثيرا."واستطرد قائلا: "لكن يجب أن يدرك المجلس الوطني الانتقالي أن أكبر تهديد تمثله هذه المستودعات التي تقبع بلا حراسة هي أمن واستقرار ليبيا." على الجانب الآخر من مستودع الأسلحة توجد كميات من الألغام المضادة للأفراد في قطعة أرض تحت شبكة تمويه في ظل حرارة الشمس الحارقة. وتساقطت أكوام من الحشايا والوسائد وعلب الطعام وزجاجات المياه من مبنى صغير على مقربة. ويحمل كل صندوق ستة ألغام وبينما كان من الصعب احصاء عددها بدقة فقد كان هناك آلاف الصناديق فيما يبدو. وكتبت رسائل بالعربية على الجدران حول المنطقة تحذر الزائرين من المتفجرات. وقال احمد الشيباني وهو واحد من مجموعة من الليبيين يعملون مع حكام البلاد المؤقتين وصلوا في الثانية عشرة ظهرا تقريبا لمعاينة الموقع انه سيتم نقل الألغام وتخزينها لكن هذا سيستغرق أسبوعا على الأقل. وأضاف ان الصناديق المتبقية يمكن أن تكون مفخخة. وتابع أن مجموعته ستقوم بفحصها ثم نقلها وتخزينها في مكان آمن. وفي الموقع الرئيسي وهو عبارة عن مجموعة من المخازن المبنية بالطوب الخرساني كانت هناك مئات الصناديق الخضراء التي تحوي صواريخ وقذائف دبابات ومتفجرات أخرى. وكان كثير من الصناديق فارغا. ولا يحمي مدخل الموقع سوى سياج معدني صغير يستند على برميل. وكانت السيارات تتحرك بسرعة على الطريق خارجه ولم يكن هناك حراس في المنطقة. وقال بوكايرت من هيومان رايتس ووتش انه يمكن استخدام الذخائر من النوعية المهجورة في ليبيا في اعداد سيارات ملغومة أو أسلحة اخرى لشن حرب عصابات في البلاد او قد تستخدم في دعم حركات التمرد في دول مجاورة. وأضاف "اعداد سيارة ملغومة شديدة القوة قادرة على إسقاط مبنى أو تفجير سوق لا يحتاج إلا إلى بضع قذائف دبابات."وعقد بوكايرت مقارنات مع العراق حيث نهبت مخازن تركتها القوات الموالية للرئيس الراحل صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 واستغلها متشددون لتصنيع قنابل استخدمت في هجمات انتحارية. وأقلق تسرب الصواريخ أرض جو في ليبيا الوكالات الأمنية الغربية التي تعتقد إنها يمكن أن تستخدم لاستهداف الطائرات التجارية.