القانون الجديد ل "الفيفا" قد يعيد الأمل للجزائريين لا يختلف اثنان في أن تدني مستوى المنتخب الجزائري في العشرية الأخير، راجع إلى تدني مستوى البطولة الوطنية، بسبب العشرية السوداء التي مست الوطن بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة. لكن وعلى العكس البلدان الإفريقية الأخرى التي عاشت العديد من الحروب والتخلف، تملك منتخبات إفريقية قوية، وهذا راجع إلى الاعتماد على الطاقات الأوروبية، على غرار نيجيريا، الكاميرون، غانا والكوديفوار، حيث تتشكّل هذه المنتخبات من لاعبين ذوي مستوى كبير ينشطون في أقوى الفرق العالمية، على غرار دروغبا، إسيان، إيتو والقائمة طويلة، وهم اللاعبون الذين يتفننون في كل مرة مع منتخباتهم ويوصلوها إلى أعلى هرم كرة القدم، وهي كأس العالم في كل مناسبة. * المنتخب الجزائري ضحية إغراءات المنتخب الفرنسي من بين الأمور التي ساهمت بشكل ملفت للانتباه في تدني مستوى كرة القدم في الجزائر، خاصة المنتخب الوطني مقارنة بأقوى منتخبات القارة السمراء، هو استيلاء فرنسا على أغلبية اللاعبين المحترفين في أقوى الأندية الفرنسية، على غرار زين الدين زيدان، كريم بن زيمة، ناصري والبقية، والذين صنعوا أمجاد الكرة الفرنسية على حساب البلد الأم الجزائر، وهذا بسبب الإغراءات المالية الكبيرة المقدمة للاعبين ولعائلاتهم، حينما كانوا لاعبين صغار، وهو ما يجعل أولياء هؤلاء اللاعبين يختارون المال والنعيم على الروح الوطنية والإخلاص للمنتخب الجزائري، الذي عانى كثيرا بسبب تدخل السلطات الفرنسية في اصطياد العصافير الجزائرية النادرة. * حمداني، مادوني وبن عربية أفنوا شبابهم في انتظار "الديكة" من بين اللاعبين الذين رفضوا المنتخب الجزائري في عز شبابهم طمعا في استدعاء من المنتخب الفرنسي، نجد اللاعب الموهوب بن عربية الذي قاد لعدة سنوات فريق باريس سانجرمان، كان من أفضل اللاعبين في البطولة الفرنسية، وتزامن تألقه مع تألق اللاعب زين الدين زيدان، مما جعل استدعاءه أمرا مستبعدا، على غرار حمداني الذي لم يستدع رغم رغبته الشديدة باللعب في المنتخب الفرنسي. واللاعب الثالث هو مادوني الذي تألق في أكثر من موسم في البطولة الألمانية، لكن وجود عدة لاعبين في وسط الميدان، على غرار ماكيليلي، وقفوا في وجه استدعائه، واختار هذا الثنائي المنتخب الجزائري بعد بلوغهما سنا متقدمة، وتيقنهما بعدم اللعب للديكة، وهو ما جعل مشوارهم مع الجزائر قصيرا جدا ولم يحققوا الآمال التي انتظرها منهم كل الشعب الجزائري. * المدرب دومينيك في قفص الاتهام الجميع يعلم السياسة التي ينتهجها المدرب الفرنسي للمنتخب ريمون دومينيك، باستدعائه لبعض اللاعبين وإشراكهم في المنتخب الفرنسي في مباراة أو اثنتين، ثم الاستغناء عنهم نهائيا، وهذا كي لا يستطيعوا اللعب للجزائر مرة أخرى، معلنا حربا على الجزائريين ومستغلا طمع هؤلاء اللاعبين ببلوغ مقام زين الدين زيدان، ليجدوا أنفسهم بعيدين عن فرنسا وعن الجزائر بسبب القانون الذي لا يسمح بتغيير المنتخب. وخير مثال على هذه السياسة، هو اللاعب كمال مريم الذي شارك في ثلاث مواجهات فقط، ثم منع من اللعب للمنتخب الفرنسي، وهو ما منعه من إعادة النظر في اختياره واللعب للمنتخب الجزائري، رغم الإمكانيات الكبيرة التي يملكها. * "الفيفا" قد تعيد الأمل للمنتخب الجزائري سيناقش الاتحاد الدولي لكرة القدم، عدة نقاط هامة خلال مؤتمره ال 59 المقرر من 30 ماي إلى 03 جوان من السنة الجارية بدولة البهاماس. ومن أبرز هذه النقاط، إحداث قانون يسمح للاعبين المزدوجي الجنسية باللعب لمنتخب بلدهم الأصلي، في حالة تقمصهم في السابق لألوان منتخب آخر ضمن منتخبات الشباب دون منتخب الأكابر، ولكن بشرط أن لا يتجاوز عمرهم 25 سنة. وتعد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من بين الاتحادات التي طالبت بإدراج هذه النقطة ضمن نقاشات المؤتمر 59، وذلك بحكم وجود عدة لاعبين ذوي الأصول الجزائرية المولودين بفرنسا، والذين وبعدما تقمصوا ألوان هذا البلد لفئاته الصغرى، فإنهم أبدوا رغبة في اللعب للمنتخب الجزائري الأول، ولكنهم اصطدموا بقوانين "الفيفا" التي لا تسمح بتغيير منتخب البلد إلا للشباب الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة. * الجزائر قد تستعيد يبدة ومڤني وبعد علم بعض اللاعبين بهذه النقطة الحساسة التي ستناقشها "الفيفا"، على غرار حسن يبدة لاعب وسط الميدان الهجومي لنادي بنفيكا البرتغالي المولود بتاريخ 24 ماي 1984 بفرنسا، والذي توج عام 2001 رفقة بلد مولده بكأس العالم للناشئين أقل من 17سنة، ولكن دون أن يتم استدعاؤه إلى منتخب فرنسا الأول. وقد صرح يبدة حول القانون المرتقب "سنتحدث عن الأمر بعد المصادقة على هذا القانون، ولكني لا أستبعد اللعب للجزائر التي تبقى بلدي الأصلي". ونفس الكلام تقريبا تحدث به مراد مڤني (25 سنة)، لاعب وسط ميدان نادي لاتسيو روما الإيطالي الذي قال "إنه قانون مفيد جدا بالنسبة للاعبين الموجودين في نفس حالتي، فحمل قميص منتخب بلادي يعد بمثابة فخر بالنسبة لي". * نجاح زيدان، ناصري وبن زيمة ضلل مڤني ويعد مڤني من اللاعبين الذين مروا على جميع الأصناف الصغرى لمنتخب فرنسا، والذي كان يرى فيه العديد من الاختصاصيين بمثابة خليفة زين الدين زيدان ضمن تشكيلة "الديكة". ولكن معاناته من تعدد وتوالي الإصابات، منعه من الوصول إلى منتخب فرنسا الأول، بخلاف باقي أقرانه ذوي الأصول الجزائرية كسمير نصري (أرسنال الانكليزي) وكريم بن زيمة (ليون الفرنسي) اللذان كسبا ثقة المدير الفني الفرنسي ريمون دومينيك. ولعل فقدان الأمل في الظفر بمكانة ضمن منتخب فرنسا، هو ما دفع بمراد مڤني للتفكير في خوض تجربة مع منتخب بلده الأصلي الجزائر للفوز بالشارة الدولية، التي ترفع من قيمة اللاعب في ناديه، كما ترفع من أجرته وتدخله تاريخ المواجهات الدولية. * زياني وعنتر يحيى اختارا الجزائر قبل 21 سنة عكس مڤني، يبدة والآخرين، تفطن بعض اللاعبين وندموا على حمل ألوان منتخب فرنسا لما كانوا ضمن الفئات الشابة، فلم يترددوا في الالتحاق بالمنتخب الجزائري قبل بلوغهم سن 21 سنة، ونحص بالذكر عنتر يحيى لاعب بوخوم الألماني، وكريم زياني لاعب مرسيليا الفرنسي، اللذان يعتبران من أبرز اللاعبين في المنتخب الجزائري، واللذان فلتا من المنتخب الفرنسي في الوقت المحدد دون الخضوع للقانون العام ل "الفيفا" الذي يمنعهم من تغيير المنتخب، وهو القرار الذي أفاد كثيرا المنتخب الجزائري الذي اكتسب لاعبين من الطراز الرفيع، وما تنافسه حاليا على الصعود إلى المونديال إلا بفضل هذا الثنائي رفقة لاعبين آخرين، على غرار بوڤرة لاعب غلاسكو الاسكتلندي. * بعض اللاعبين ضحية جهلهم للقانون كما يوجد لاعبون آخرون يعتبرون أنفسهم ضحية لعدم معرفتهم بوجود قانون يحدد العمر ب 21سنة قبل تغيير المنتخب، مثلما صرح به مهاجم نادي نانت الفرنسي جمال عبدون (23سنة)، موضحا "أنا جزائري مئة بالمئة ولي الشرف أن ألعب ضمن المنتخب الجزائري. وبكل صراحة، لم أكن أعلم بوجود قانون يحدد الاختيار قبل بلوغ 21 سنة". وأوضح معلقا على مشروع القانون الجديد الذي قد يمنح له فرصة تقمص ألوان منتخب الجزائر، قائلا "لقد تلقيت مكالمة هاتفية من رفيق صايفي لاعب المنتخب الجزائري، وأخبرني أنني سأستفيد من فرصة الاختيار للعب لصالح الجزائر، وهي الأمنية التي أسعى إلى تحقيقها". * روراوة يسعى لإقناع اللاعبين المترددين يواصل رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، رفقة المدرب رابح سعدان، وبمساعدة جداوي، محاولة إقناع اللاعبين الذين لم يسبق لهم تقمص ألوان فرنسا، ولكنهم لا يزالون مترددين في تلبية دعوة مدرب منتخب الجزائر، ونحص بالذكر لاعب وسط ميدان نادي ساتندار الاسباني، مهدي لحسن الذي فضّل التريث إلى غاية شهر جوان القادم لاتخاذ قراره النهائي بعد زيارته الجزائر، بالإضافة إلى لاعب نادي سوشو بودبوز الذي لازال مترددا هو الآخر، عكس اللاعب فغولي الذي اختار المنتخب الفرنسي مؤخرا بعدما تلقى الدعوة من المدرب دومينيك. * جداوي ينتظر تعيينه مناجيرا رسميا للمنتخب رغم أنه يساهم حاليا في انتقاء اللاعبين ومحاولة إقناعهم باللعب للمنتخب الجزائري، إلا أن جداوي لازال ينتظر الحديث مع السيد روراوة لكي يعين رسميا مناجيرا للمنتخب الجزائري، وهذا كي يتمكن من إقناع بعض اللاعبين ومحاولة اقتناء العصافير النادرة للعب في المنتخب الجزائري قبل اختيار فرنسا، خاصة أن البطولة الجزائرية لا تنجب لاعبين ممتازين بسبب غياب التكوين والاستثمار في الشباب، لهذا اقتناء لاعبين من الفرق الأوروبية يعطي فرصا أكبر للمنتخب الجزائري كي يتألق على المستوى الإفريقي والعالمي، نظرا لاستجابة اللاعب المكون في أوروبا لجميع المقاييس، على غرار دراسته لكرة القدم وتكوينه العلمي، مما يجعله لاعبا موهوبا قادرا على بعث مشوار المنتخب الجزائري وإعادة هيبته.